جنود أمريكيون يصلحون قاعدة غرب القيارة الجوية لاتخاذها مركز دعم لوجيستي

القوات العراقية تقترب من جامع الموصل الكبير وسكان المدينة يواصلون الفرار

 

 

 

الموصل - رويترز

أطلقتْ طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي صواريخها ونيرانها على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة القديمة بالموصل، أمس، مع اقتراب القوات على الأرض من جامع الموصل الكبير (جامع النوري)، الذي يُمثِّل مَكْسَبا إستراتيجيا له دلالة رمزية.

وتجاوزتْ قوَّات الشرطة الاتحادية في تقدُّمها محطة القطارات في غرب الموصل، لتقترب أكثر من الجامع الكبير. وقال قيادي بالشرطة إنهم اقتربوا جدا من بسط السيطرة عليه. وفرَّ السكان من المنطقة وهم يحملون أمتعتهم ويشقون طريقهم عبر المباني المدمرة، بينما تدوِّي أصوات القذائف وإطلاق النار من خلفهم. ومعظمهم من النساء والأطفال.

وقال متحدث باسم الشرطة: "استأنفت قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع تقدمها بعد توقف العمليات بسبب الطقس السيئ. تستهدف القوات استعادة بقية المدينة القديمة". ودخلت معركة استعادة المعقل الأخير للدولة الإسلامية في العراق شهرها السادس. واستعادت قوات الحكومة العراقية مدعومة بمستشارين أمريكيين ونيران المدفعية والدعم الجوي الأمريكي شرق مدينة الموصل ونصف غربها وتركز الآن على بسط السيطرة على المدينة القديمة.

واستهدفَ القتالُ في الآونة الأخيرة جامع النوري الذي شيد قبل مئات السنين بمئذنته المائلة الشهيرة. ومن شأن السيطرة على الجامع توجيه ضربة للدولة الإسلامية؛ حيث أعلن منه أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم المتشدد قيام دولة خلافة في يوليو 2014، بعد أنْ سَيْطر المتشددون على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.

ويقدِّر مسؤولون أمريكيون أنه لا يزال هناك نحو 2000 مقاتل من الدولة الإسلامية داخل ثاني أكبر المدن العراقية، ويقاومون باستخدام قذائف المورتر والقناصة وتفجيرات السيارات الملغومة في مواقع الجيش. ولا يزال علم الدولة الإسلامية الأسود يرفرف من مئذنة الجامع الكبير حتى يوم الأحد.

وتقدَّم أفراد الشرطة الاتحادية سيرا على الأقدام من محطة القطار بالقرب من المدينة القديمة عبر الشوارع المليئة بالأنقاض. وقال اللواء خالد العبيدي القيادي بالشرطة للصحفيين من على الجبهة: "قوات الشرطة الفيدرالية والتدخل السريع استأنفت تقدمها بعد توقف للعمليات بسبب سوء الحالة الجوية. القوات لديها هدف استعادة ما تبقى من المدينة القديمة". وأصدر العبيدي أوامر عبر جهاز اللاسلكي مع سقوط قذائف مورتر خلف موقعه.

وشهد الصحفيون ضربة جوية تستهدف مواقع للدولة الإسلامية على بعد 300  متر من خط الجبهة. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة وأطلقت صواريخ ونيران المدافع الرشاشة على الأرض. وقال بيان إنَّ الشرطة الاتحادية اعتقلتْ أيضاً حسام شيت الجبوري المسؤول في الدولة الإسلامية عن ديوان الحسبة في منطقة باب السجن بالموصل.

وسارتْ العائلات مع كبار السن والأطفال في شوارع غرب الموصل الموحلة مرورا بالمباني المتضررة بفعل الرصاص والقنابل يوم السبت. وقال بعض السكان إنَّهم لم يتناولوا طعاما يذكر منذ أسابيع ويهرولون من أجل الحصول على بعض الإمدادات التي تقدمها وكالة إغاثة محلية. وقال أحد السكان: "شيء فظيع. الدولة الإسلامية دمَّرتنا. لا يوجد أي طعام أو أي خبز. لا يوجد أي شيء على الإطلاق".

وقد يكون داخل المدينة مع المتشددين نحو 600 ألف مدني. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألفا نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة منذ أكتوبر، بينهم ما يربو على 100 ألف منذ بدء الحملة العسكرية في غرب الموصل في 19 فبراير. وشهد الأسبوع الماضي أكبر حركة للنازحين إلى الآن مع نزوح 32 ألفا في الفترة من 12 إلى 15 مارس.

وفي سياق متصل، يعمل الجنود الأمريكيون بجد على إصلاح قاعدة غرب القيارة الجوية المدمرة لتصبح مركز دعم لوجيستي للقوات العراقية والدولية في المعركة الحاسمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة مدينة الموصل الواقعة على مسافة 60 كيلومترا شمالي القاعدة. ويشير النشاط وعودة القوات الأمريكية إلى زيادة جديدة في حجم الوجود الأمريكي في العراق بعد 14 عاما من الغزو الذي أطلق شرارة صراع شهد العديد من التحولات. لكن كبار المسؤولين العسكريين يؤكدون أن المهمة محدودة ومؤقتة. والهدف المعلن هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ومساعدة الجيش العراقي.

وقالت اللفتنانت جنرال إليزابيث كيرتس من الكتيبة 82 المحمولة جوا "إنها دولة ذات سيادة وقد سمحت لنا بالحضور وتقديم المشورة لها. نريد التخلص من الأشرار. نحن جميعا نسعى لهدف واحد". وقبل تسعة أشهر كان تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يسيطر على قاعدة غرب القيارة الجوية وكان التنظيم المتشدد قد انتزع السيطرة عليها من الجيش العراقي عام 2014 ودمرها وهدم المباني وحطم مدرج الطائرات بآلات حفر.

واستعادها الجيش العراقي في يوليو الماضي ونشرت قوات أمريكية من الفرقة 101 المحمولة جوا هناك في أكتوبر مع بدء الهجوم لاستعادة الموصل آخر مدينة يسيطر عليها المتشددون في البلاد. وتسلمت الكتيبة 82 المحمولة جوا القاعدة في ديسمبر. وقال قائد القاعدة اللفتنانت كولونيل سيباستيان باستور إن القاعدة يتمركز بها نحو ألف جندي أغلبهم من الأمريكيين لكن من بينهم أفراد من جنسيات أخرى من قوات التحالف الدولي البالغ عددها 1700 جندي في منطقة عمليات الموصل.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة