الإحباط القاتل

 

وليد الخفيف

سم قاتل لم يدس في أمعائنا وإنّما دس في فكر وعقل معظم لاعبينا منذ الصغر؛ وهو أنّ منافسه يمتلك أسلحة خرافية تفوق تصوراته، وتمنحه الغلبة والأفضليّة المطلقة، وأنّ الأداء المشرف يبقى هدفا في حد ذاته، فلم يقرأ أصحاب هذا الفكر الصفحة الأولى من كتب علم النفس الرياضي، وبالتالي لا يعون آلية التعبئة النفسية المثالية للاعبيه قبل المنافسة وأثناءها وبعدها؛ ودللت على ذلك التصريحات الغريبة للبعض، فالحكم الظالم وأرضية الملعب والجو والهواء والتعذية والسفر والترحال وكأنه عبر  "سفينة الصحراء" كانت شماعة عمل فني وإداري عشوائي تبددت بموجبه أحلام كانت في الإمكان، ولم يحققها من هو أفضل.

 للأسف لم نزرع في نفوس لاعبينا ثقافة الفوز منذ نعومة أظفارهم، المبررات الواهية لم نتخلص من بقاياها الهشة حتى اللحظة، فالإمكانيات الضعيفة تارة والتحضيرات العجولة تارة أخرى والمباريات الودية في كثير من الأحيان تطل برأسها عقب الإخفاق، المبررات الموحدة على كل من تعثرت خطاه نحو هدف يبدو في الواقع سهل المنال غير أنه مستحيل في تصور صاحب المهمة، فمتى نتخلص من هذه الدائرة المفرغة؟  نؤمن أن الإمكانيات عصب التطور لأي رياضة ولكن إمكانيات بدون كادر فني وإداري ناجح ليس لها قيمة، المشكلة في مواصلة العمل التقليدي وترحيل المشكلات "على ما تفرج" فالمسابقات المحلية باتت الهدف الأسمى لدى البعض والاستحقاقات الخارجية التي تعد المقياس الحقيقي لتطور الرياضة في بلد ما أضحت أمرا ثانويا".

وعفوًا لمن وصف الإمكانيات بالضعيفة، فالضعيف هو العائد والمردود، فنحن بحاجة ماسة لفكر جديد يطبق على أجيال المستقبل التي تحمل مع أسمائها جينات حب الفوز، شرسة في تعاطيها مع المنافس، حادة في بحثها عن منصة التتويج، تدرك أن المركز الثاني مثل المركز الأخير لا خلاف بينهما، لا تنظروا أيّها الواعدون إلى كل من تعلل بمبررات واهية، فمن لم يستطع العمل في ظل المعطيات المتاحة عليه أن يترك موقعه، فهناك من يستطع تحويل المعطيات الواقعية إلى إنجاز حقيقي.

وإلى الشخصيات "السوبر مان" المستأثرة بالعمل الرياضي بشغلها مناصب عدة في اتحادات ولجان مختلفة، وإلى كل من تأرجح بين اتحاد وآخر باحثا عن مكان أفضل دون النظر لما يمكن أن يقدمه "كفى" فما هو مردودكم؟ وأين نجاحاتكم؟  الواقع صعب والتقارير مزخرفة بحرفية، والنجاح الحقيقي أمام "فلاشات الكاميرات" ومحاولة تضخيم عمل عادي ليتجاوز حد الإنجاز.

وأخيرا: اتفاجأ أحيانا بانطلاق بطولة قارية أو عالمية في لعبة ما وبشغف أبحث عن تواجد الممثل العماني بها، ولكن لا أجد اسمه ضمن المجموعات، فمتى كانت التصفيات المؤهلة لهذا الاستحقاق؟ لا أعلم؟ ولماذا لم نشارك؟ لا أدري؟ والإجابة الأدق "سكون".