الرياضة في بلادي.. كِيف الحال؟

 

 

أحمد السَّلماني

عُدتُ لأكتبَ مُجدَّدا، وأتمنَّى أنْ يكُوْن العَوْدُ أحمد، بعد هِجْرَةٍ داخليَّة امتدَّت لستة أشهر، انقطعتُ تقريباً عن كلِّ ما هُو رياضي؛ وبالتالي صار حريًّا القيام بجولة تمرُّ بكافة محطَّات ومَفَاصل الرياضة العُمانية؛ لاستطلاع حالها، وأين تقف الآن!! مُرُوْرا بالوزارة الموقرة، واللجنة الأولمبية، والاتحادات الرياضية، والمنتخبات، ومن ثمَّ أعرِّج على الأندية والفِرَق الأهليَّة التابعة لها، وُصُوْلا إلى "الإعلام الرياضي"، إلى أنْ أستقرَّ بمَقَالِي هذا على منبر"الرُّؤية" التي اشتقتُ إلى كلِّ مُفردة فيها.

* مَعَالي الشيخ الوزير والشورى: إنَّ مَنْ يقف على مُحتوى بيان مَعَاليه خاصة، ومناقشات أصحاب السعادة، يُصَاب بحالة من الانفصام والشلل في التفكير؛ فالمحتوى مُبْهِر، ويُشْعِرك بالارتياح، لكن عِند مُقارنته بالمنجز إقليميًّا وقاريًّا ودوليًّا؛ فدورة العمل الرياضي كغثاء السيل، وكله يذهب هَباء.. وزارة، وبنية تحتية نفخر بها، ولجنة أولمبية، واتحادات، ولجان، وأندية مستقلة إداريًّا وفنيًّا، و650 فريقاً أهليًّا رسميًّا، والمحصلة لا تَرْقَى لكل ذلك.. إنَّه عَصْر الثرثرة والسَّفسطة يا سادة!!

* اللجنة الأولمبية العُمانية: بلاد تعيش أزْهَى وأبْهَى العُصُور، وتمتلك بنية رياضية أساسية وهياكل تنظيمية تُحْسَد عليها، ثم تَذْهب إلى "ريو دي جانيرو" بـ4 لاعبين، ومع ذلك كابر القائمون عليها ليُعَاد انتخابهم بالتزكية، مع تغيير طفيف لا يُغيِّر من المعادلة غير الموزونة أيَّ شيء، رغم الضَّغط الإعلامي حينها، ثم يَخْرُج من يُدَافِع ويتحدَّث عن أنَّ الموازنة فقيرة، قياسا بالالتزامات، ولا بد من مُضاعفتها.. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تُكابرون وتقاتلون من أجل المناصب مادام أنَّكم تشتكون من قِلَّة الدعم المقدَّم؟ وهل الدعم المقدَّم من الوزارة يُختزَل في المال؟! فماذا عن المجمَّعات والمؤسَّسات الرياضيَّة القائمة؟! أليست دعمًا؟ وأين أنتم من الابتكار والتفكير خارج الصندوق لتعزيز الموارد المالية؟! مؤشراتكم وأرقامكم لا تعني لنا كوسط رياضي شيئاً، فقط نريد أنْ نَرَى رياضيًّا عمانيًّا يلتحَّف علمَ السَّلطنة على منصات التتويج.

* الاتحادات الرياضية واللجان: غالبية من يُدِيْرونها تنقَّلوا بينها كثيرا؛ لذا كان حريًّا بهم أن يُسخِّروا هذه الخبرات لمصلحة الرياضة العمانية، والسير بتناغم مع إستراتيجية الوزارة، والتي ترتكز على ثلاثة محاور؛ هي: الرياضة للجميع نحو مجتمع صحي، والتأهيل الجيد للمنتخبات الوطنية، والمشاركة الفاعلة للوسط الرياضي في التنمية الشاملة بالسلطنة. والحقيقة أنه إذا ما تُرْجِمت هذه المحاور فعليًّا، وتناغم الجميع معها، فسنحقِّق قفزات جيدة، خاصة فيما يتعلَّق بالمنتخبات الوطنية، وإعادتها للواجهة، خاصة كرة القدم ومنتخبنا الأول، والذي أتمنى أنْ لا تكون فترة توقفي لم تشهد إنجازًا جديدًا بعد الإنجاز العالمي العسكري؛ ذاك المنتخب الذي وصل إلى درجة عالية من الجاهزية البدنية والفنية والتكتيكية.. وبالمناسبة: مدرب منتخبنا وين؟! لا حِس ولا خَبَر.

* الأندية والفرق الأهلية: صُدَاع مُزْمِن للرياضة العُمانية، ولكنه واقع يستوجب التعامل معه، وتأهيل مجالس إداراتها من النواحي الإدارية والفنية، يجنِّب الوزارة والاتحادات الكثيرَ من التحديات والمعضلات؛ حيث القرارات الصادرة عند معظم مجالس الإدارات هي ردَّات فعل، واسألوا ظفار بعد الاستغناء عن حمزة الجمل. وفي المقابل، اسألوا الرستاق عن السر وراء احتفاظه بالمدرب.

* الإعلام الرياضي: أحد زملاء المهنة الأجلاء طالب بثورة في التعاطي مع الأخبار الرياضية، وله وللجميع أقول بأنَّ حَمَاسك وجديتك مطلوبان، ولكن حتى نستطيع عمل ثورة في الأخبار الرياضية.. فإننا أولاً -وقبل كل شيء- بحاجة لتغيير:

- قانون المطبوعات والنشر الذي عفا عليه الزمن.

- أن يرتقي الوسط الرياضي بثقافته، وطرق تعاطيه مع وسائل الإعلام.

- رحيل بعض الأوصياء على الإعلام الرياضي.

- المال عصب كل شيء وما يُدْفَع قليل؛ وبالتالي يفقد الصحفي حماسه؛ لأنَّ كلَّ عمله يأخذ من وقته وأسرته وماله.

- الصحفي بحاجة ماسَّة لتطوير قدراته ومواهبه وأدواته؛ فأين دور "لجنة الإعلام الرياضي"، وجمعية الصحفيين.

وختاما.. أتمنَّى من القائمين على رياضتنا أنْ يَجْلسوا ولو لمرَّة واحدة مع اللجنة المنظِّمة لكأس العالم العسكرية لكرة القدم؛ للوقوف على سرِّ التفوق وحُسْن الإدارة.. وللعلم: اتحاد الكرة اجتمع بهم وجلس معهم.