هيئة الصناعات الحرفية والفكر السامي

 

راشد البلوشي

ظللت لأكثر من عام متابعاً لأعمال المستفيدين من الهيئة العامة للصناعات الحرفية ومدى الاستفادة من هذه الوحدة الحكومية التي أنشئت موجب مرسوم سلطاني رقم 24/2003، وذلك بهدف النهوض بالصناعات الحرفية بمختلف أشكالها في السلطنة.

 

فلم يصدر هذا المرسوم بإنشائها من فراغ، وهو يعبر عن حرص جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على الموروث العماني الذي توارثته الأجيال عن الأجداد ليكون امتدادا للأجيال القادمة.

 

فكان للهيئة العامة دور بارز في النهوض بالصناعات الحرفية، ربما لم يلامسه البعض، فناك شرائح كبيرة من المجتمع العماني استفادت من دعم الهيئة، أصبح لهم مؤسسات تحمل أسماء لصناعة الحرفيات والفخاريات وغيرها من الموروثات العمانية، كما لعبت الهيئة دورا كبيرا في تدريب وتأهيل عدد كبير من الكوادر العمانية الشابة من الجنسين سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

 

ولو تطرقنا إلى الجانب المحلي فهناك مراكز أنشئت في عدد من محافظات السلطنة تقوم بتدريب المستفيدين من دعم الهيئة، حصلوا من خلالها على مراكز متقدمة في مسابقة السلطان قابوس للصناعات الحرفية.

 

أما في الجانب الخارجي فقد حظي عدد كبير منهم أيضاً بالالتحاق بدورات خارجية، فالشباب العُماني المستفيد وصل إلى الصين والهند وتركيا للتعرف على ما لدى هذه الدول من موروثات تراثية وحضارية، اكتسبوا معارف وخبرات وتدريباً في مجال فن الصناعة، وعادوا إلى الوطن حاملين رصيدا كبيرا من المعرفة جسدوه من خلال مؤسساتهم ومراكزهم بغية الحصول على دخل، وأصبحوا منفردين بصناعتهم العمانية المتفردة في كل الصناعات الحرفية.

 

كما أننا من مُتابعي جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية والتي تهدف إلى تكريم المتميزين والمجيدين من الحرفيين الذين حققوا إنجازات وأظهروا زيادة وابتكارا، أيضًا هذه الجائزة جاءت ترجمة لما أكده النُّطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المُعظم - حفظه الله ورعاه- بأهمية الاعتزاز بالهوية الحضارية العُمانية في مسيرة صنع التقدم والرخاء. فالجائزة تعطي حافزا معنويًا ومادياً للحرفيين المستفيدين من دعم الهيئة العامة للصناعات الحرفية.

 

لهذا ، فإنّ الهدف من إنشاء هذه الوحدة الحكومية هو الاهتمام بهذا الإرث الحضاري على امتداد عمر عُمان الغالية. حفظ الله عمان وقائدها المفدى

 

 

Almeen2009@hotmail.com