علي بن بدر البوسعيدي
حققت الدورة الثانية والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب - والمنعقد هذه الأيام- قفزة نوعية في الكم والكيف، حيث شاركت فيه 750 دار نشر من 28 دولة. ويبلغ عدد المشاركات الرسمية 37 مشاركة من السلطنة ومختلف دول العالم؛ كما يبلغ عدد الدور المشاركة في قاعة الكتاب الأجنبي 34 دارًا ومكتبة من دول خليجية وعربية، أما إجمالي العناوين المدرجة بالموقع الإلكتروني فيبلغ 450 ألف عنوان متاحة عبر محرك البحث بالموقع الإلكتروني للمعرض منها 30 بالمائة إصدارات حديثة؛ هذا بجانب أن أروقة المعرض شهدت إقامة عدد من الندوات الثقافية، وتوقيع عدد من الإصدارات العمانية.
شهد المعرض أيضا إقبالاً كبيراً من الزوار الذين توافدوا منذ افتتاح أبواب المعرض الأسبوع الماضي؛ إلا أنّ أجمل منظر سرّني فيه هو أنّ أبناءنا طلاب المدارس من مختلف المحافظات كانوا في مقدمة رواد المعرض، الأمر الذي أكسب الأجنحة التي تهتم بالوسائل التعليمية والكتب التربوية المتعددة المجالات قوة شرائية ودفعة كبيرة.
يهدف معرض مسقط الدولي للكتاب إلى ضخ دماء جديدة في جسد الثقافة، وغرس ثقافة الاطلاع حتى تنشأ أجيالنا متسلحة بالعلم ومستنيرة بهدى المعرفة والثقافة التي تمكنهم من التعاطي مع مختلف مناحي الحياة، وليواجهوا المستقبل بروح مستبصرة وعقول متّفتحة..
وفي هذه النسخة شكّل الشباب العماني حضورا فريدًا ساعد على إثراء هذا الحدث الثقافي، حيث تضم اللجان المنظمة لعمل المعرض فريقًا من الشباب العماني المتخصص في وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي؛ تتوزع مسؤولياتهم بين صناعة المحتوى من كتابة وتصوير وإنتاج وتصميم، وإدارة حسابات المعرض عبر المنصّات المختلفة، ومساعدة وتوجيه رواد المعرض ومراقبة وتحليل التوجّهات والآراء بأحدث الأدوات مما يغذي اللجنة المنظمة يوميًا ببيانات علمية تساعدها على تجويد الجوانب التنظيمية.
ويُحمد للجهة المنظمة أنّها لم تغفل عن فعاليات الطفل باعتبار أنّ القراءة والثقافة فعل مجتمعي يسع الجميع فقد تمّ تنظيم عدد من الأنشطة والبرامج المخصصة للأطفال والتي من شأنها أن تصقل قدرات الأطفال في القراءة وتزيد من حصيلتهم اللغوية.
إنّ وصول معرض مسقط الدولي للكتاب لمحطته الـ 22 دلالة على تنامي الحراك الثقافي بالسلطنة، وتأكيد لمكانة عُمان وانفتاحها على الجميع؛ فقط علينا أن نجعل من المعرض حدثا استثنائيًا وأن نستفيد منه في عكس الوجه المشرق للسلطنة والترويج لها سياحيًا وثقافيًا واقتصاديًا؛ فـالثقافة تثري مثلها مثل بقيّة القطاعات الأخرى.