مسقط - الرؤية
رعى معالي محمد بن الزبير بن علي مستشار جلالة السلطان للتخطيط الاقتصادي حفل العشاء الخاص بتدشين كتاب "صناعة الإنسان وبناء الأوطان" لمؤلفه الدكتور صالح الفهدي، في قصر البشائر بولاية السيب. تضمّن الحفل عدداً من الفقرات حيث ألقى الدكتور الفهدي كلمة قال فيها: "يتبادرُ الى الذهن سؤال: لمَ نحتفلُ بصدور كتاب؟ في نظري أن الكتابَ في دلالته المعرفية هو ثروة وطنية فإن لم يكن كذلك فهو ضرب من التهويم والإسفاف.. الكتابُ قيمةٌ حضارية تضيف الرقي وسعةَ المداركِ، وسموَّ المقاصد، ورفعةَ الذوق إلى الإنسان.. الكتابُ ثروة وطنية وإنسانية حين يسهمُ شيئاً متميّزاً إلى قيم الجمال والخير والحق والحريّة، وحين يبعث العقل على التفكير ويحفّز الخيال على التصوير ويدفع النفس إلى التجديد. وإذا كانت العرب تحتفي بميلاد الشاعرِ الذي يعبر بلسان مفاخرها، ومنطوق مكارمها، فإنّ الاحتفاء لواجب بميلاد كل صاحب ملكة وموهبة من شاعر ومفكر وفنّان وكاتب وموسيقي وغيرهم من أصحاب الملكات والقدرات.. فهؤلاء يرسمون للأمة طريقاً مستنيراً بالجمال، والحب، والأمل، والعطاء، والعزم، وشتى الفضائل. ما أحوج الأمّة في هذا الزمن إلى فكر ناضج، واضح الرؤية، عميق البحث، متزن الطرح لكي تتلمّس طريق الإصلاح والإشراق، إلى معالي الآفاق.. وفي هذا السياق يأتي كتاب "صناعة الإنسان وبناء الأوطان" متضمناً تجارب وركائز تعنى بالإنسان أولاً بناءً فكرياً وتقويما مفاهيميا لينهض بأعبائه التاريخية في الحراك الإنساني عامة والوطني خاصة. لقد دعا مولانا حضر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه في خطاباته التاريخية إلى الإهتمام ببناءِ الإنسان ورفده بالمعارف والمهارات التي تكفلُ له تهيئةً شاملةً من النمو في جميع المجالات.. يقول جلالتُه متعه الله بالصحة العافية." تعلمون مدى اهتمامنا بتطوير الموارد البشرية وتحقيق فرص أفضل وأكثر لأبنائنا الشباب وبناتنا الشابات في التعليم والتدريب والتوظيف بحيث يكاد يكون هذا بندا ثابتا في كل خطاب نتوجه به إليكم ومن خلالكم إلى جميع أهل عمان. ولا غرو في ذلك فالإنسان هو قاعدة البناء الحضاري وأصله الأصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار. لذلك فإننا نجدد تأكيدنا على هذا الجانب الهام من جوانب تطوير المجتمع وتحديثه" بعد ذلك ألقى المكرّم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية كلمة دارت حول كتابات الدكتور صالح الفهدي والأرقام غير المسبوقة من القرّاء لكتاباته التي تنشرها جريدة الرؤية، ثم عرّج إلى الأحداث التي تمور بها المنطقة، مؤكداً على أهمية وجود الفكر المتزن والمستنير لمخاطبة الشباب حتى لا ينجرفوا وراء أفكار سقيمة تؤدي بهم إلى تدمير أنفسهم وأوطانهم.
بعد ذلك ألقى الشاعر حمود العيسري قصيدة، ثم أعقبه الشاعر أحمد العبري بقصيدة وطنية، ثم دعا مقدم الحفل الإعلامي المتميز سيف الفوري معالي محمد بن الزبير بن علي مستشار جلالة السلطان للتخطيط الاقتصادي للتوقيع على لوحة التدشين، وقدّم المؤلف نسخة من الكتاب هديّة لمعالي راعي الحفل. حضر الحفل عدداً من أصحاب المعالي والسعادة وأعضاء مجلس الدولة.
صدر الكتاب عن مؤسسة الرؤية للصحافة والنشر التي قدّمت إسهاماً مقدّراً لصدور الكتاب وهو من النوع المتوسط، احتوى على عدد من التجارب والركائز مختلفة لصناعة الإنسان وبناء الأوطان استنبطها الكاتب من عدد من الدول المتقدمة.
