عُمان قبلة للسلام ومحطة للحب والوئام

 

 

سارة البريكيَّة

تعدُّ السلطنة في ظل مساعيها وجهودها لنشر السلام في العالم أجمع من الدول القليلة الرائدة التي تضع هذه الرؤى والأهداف ضمن أولوياتها واهتماماتها، وتعمل على تفعيل واستدامة كل ما من شأنه إنجاح تلك الجهود، وما الزيارة التي قام بها سمو أمير دولة الكويت الشقيقة للسلطنة في هذه المرحلة، إلا تعبير عن هذا الحراك السياسي الذي يخدم جميع الأطراف، وبلا شك له نتائج خاصة وعامة؛ فالخاصة ما هو يخدم البلدين في مجالات مختلفة، والعامة ما ينصب في صالح وحدة المنطقة وسلامتها واستبباب الأمن والاستقرار عليها؛ فما تشهده الساحة الإقليمية والدولية من صراعات وانقسامات وتوترات، بحاجة لمزيد من الالتفاتات والتكاتف من قبل الأسرة الدولية كافة.

إنَّه وإذا ما أمعنَّا النظرَ إلى مكانة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة في نفوسنا، سنجد هذا الزعيم العربي الخليجي رجلا محبوبا أولا من شعبه المتواضع وعموم أبناء بلده الكريم، الذي اتَّصف بالأخلاق والفضيلة والإحسان والطيبة والنخوة والشهامة وحب الناس أجمعين. ومن قبلنا نحن العمانيين ومن كل شرائح وأطياف المجتمع الدولي؛ وذلك لما يتمتع به صاحب السمو من مميزات القائد الناجح وولي الأمر الطيب الشهم والكريم مع الصغير والكبير؛ فحكام الكويت وشيوخها وأهلها عرفنا عنهم من زمن بعيد كل معاني الإنسانية والصفات الطيبة والكرم؛ فهم بلا شك ناس أعزاء علينا منذ القدم، وتربطنا بهم علاقات أخوية وأهلية قوية، وصاحب الشيخ صباح الأحمد رجل محب للسلام وداعم للجهود التي تسعى لتحقيقه؛ لذلك فهو أمير القلوب.

إنَّ الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني مؤخرا للسطنة كانت أيضا في إطار أجندة لها علاقة بالشأن السياسي الذي يخدم المعمورة ويجنبها ويلات الحروب والأزمات، وفخامة الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تشرفنا بزيارته، هو الآخر ماض قُدما في جعل الجمهورية الإسلامية الايرانية بلدا مستتبا أمنيا ومستقرا في علاقاته مع العالم أجمع، وعاملا من أجل أن يكون الشعب الإيراني الصديق شعبا ينعم بالرخاء والازدهار والأمن والطمأنينة في بلده؛ فهو شعب مُكافح مُناضل نجده متواجدًا في معظم دول مجلس التعاون يقدم مختلف الخدمات ويعمل في كثير من التخصصات، ويُسهم في بناء وتطور الحياة العامة والخاصة في الخليج.

إنَّ المتتبع لسيرة العاهلين الكبيرين مولانا جلالة السلطان قابوس وأخيه صاحب السمو أمير دولة الكويت، وفخامة الرئيس الإيراني، وكل حكام الخليج والدول العربية، يجدهم يعملون في اطار من المسؤولية من أجل مصالح شعوب بلدانهم، وهذا ما يعملون عليه ليل نهار، ساعين لنشر مظلة الأمن والأمان لتكون للبشرية جمعاء، وجلالته -يحفظه الله ويرعاه- لا يألو جهدا في ذلك مُقدِّما الغالي والنفيس ليتحقق الرخاء للأمة، والازدهار للأجيال الحالية والمقبلة، وليكون ذلك واقعا معاشا نجده مضحيا بالكثير.

حفظ الله مولانا جلالة السلطان قابوس من كل سوء وشر ومكروه، ولكل ضيوف عُمان الحب والتقدير والاحترام والتعامل الحسن الجميل، ونقول لهم: حللتم أهلا، ونزلتم سهلا، فأنتم بين أهلكم وفي بلدكم، وعُمان بلد السلام ومحطة الأمان وواحة الأخوة والتسامح والتعايش السلمي، وبارك الله في كل ما تبذلونه من أجل الإنسانية جمعاء.

تعليق عبر الفيس بوك