سياحة البواخر

 

طالب المقبالي

عَرَّفت مُنظمة السياحة العالمية التَّابعة لهيئة الأُمم المُتحدة السياحة بأنَّها السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف، وتشمل السياحة توفير الخدمات المُتعلقة بالسفر.

كما عرَّفت السائح بأنَّه الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترًا على الأقل من منزله.

والسياحة هي نشاط يقوم به فرد أو مجموعة أفراد يتنقلون من مكان إلى آخر لهدف مُعين حسب نوع الهدف المُحدد مسبقاً للسياحة المراد القيام بها.

فمن أهم الركائز الأساسية للسياحة في كل دولة الاهتمام بالسياحة الداخلية وتوفير المرافق الضرورية التي يحتاجها السائح المحلي ويبحث عنها السائح الزائر ، كتهيئة الفنادق والمُنتجعات السياحية في مختلف أرجاء البلاد، وتهيئة الأماكن السياحية ذات المقومات الطبيعية، وكمثال في السلطنة الأفلاج والعيون ومنابع المياه والشواطئ والرمال الصحراوية التي تجتذب سائحي الرياضات ومُتسلقي الجبال ومحبي المغامرات.

وهنا أسلط الضوء على السياح القادمين إلى السلطنة عبر البواخر السياحية العملاقة.

فالزائر لشاطئ مطرح يُشاهد تلك السفن العملاقة التي ترسو في ميناء السلطان قابوس، وهي تحمل آلاف السياح إلى السلطنة وهي توفر كافة مستلزمات السائح من منام وطعام ووسائل ترفيهية.

فإذا ما تجولنا في سوق مطرح فإننا بالكاد نجد موطئ قدم من زحمة السوق الذي يعج بآلاف السياح من جنسيات مُختلفة من الأمريكتين وأوروبا وروسيا ودول البلقان وآسيا وغيرها.

لقد أبهجني المنظر وتخيلت في بادئ الأمر أنَّ عُمان أصبحت الوجهة السياحية الأولى لدى الكثيرين مما سيجعل بلادنا على الخارطة السياحية في العالم.

فبينما كنت أراقب من بعيد أنشطة هؤلاء السياح المتجولين في السوق لاحظت أنَّ 95% من هؤلاء السياح من كبار السن الذين بلغوا من الكبر عتيًا، وقد تركوا أحلامهم خلف ظهورهم وجاءوا يستمتعون بالوقت دون التسوق، فغالبية هؤلاء ليست غايتهم التسوق، فمنهم من باع مُمتلكاته ليقضي بقية عمره على ظهور هذه السفن التي توفر لهم المنام والمأكل والمشرب والتنقل بين دول العالم، فهم ليسوا بحاجة إلى شراء شيء عدا منديل أو غطاء رأس للذكرى أو مجمر صغير، هذا إن أراد أن يُكلف نفسه في شراء شيء .

هذا النوع من السياح لا يُبارح معظمهم سوق مطرح والطريق البحري حيث يمارسون رياضة المشي والتقاط الصور التذكارية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ما العائد من هذا النوع من السياح؟ وما الذي تجنيه البلاد منهم عدا رسوم رسو السفينة وتزودها بالماء والوقود؟ .

فهؤلاء السياح لن يرتادوا فنادقنا، ولن يتناولوا الطعام من مطاعمنا، ولن يركبوا مواصلاتنا، ولن يستخدموا شبكات اتصالاتنا، ولن يتسوقوا من أسواقنا، ولن يزوروا ولاياتنا.

ومن هنا يجب على القائمين على السِّياحة في بلادنا أن ينشطوا في جذب الأفواج السياحية التي تأتي بالطائرات أو بالسيارات أو بالقطارات مُستقبلاً للاستفادة منهم في جميع مرافق البلاد السياحية من فنادق ومُنتجعات سياحية ومطاعم وأسواق تراثية ومتاحف وغيرها.

كما يجب أن ننوع السياحة في بلادنا، فهناك تنوع في السياحة التي لا تقتصر على السياحة الترفيهية.

ومن أنواع السياحة للذكر لا الحصر السياحة الترفيهية والتي سبقت الإشارة إليها وهي السفر إلى وجهات سياحية معروفة ومشهورة على مستوى العالم.

وكذلك السياحة البيئية بهدف زيارة المحميات الطبيعية كتلك المحميات الطبيعية في أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولدينا في السلطنة محميات طبيعية كمحمية السلاحف وغيرها.

وهناك السياحة البحرية المُنتشرة بشكل كبير في الوطن العربي، التي هيأت أماكن لهذا النوع من السياحة البحرية، ومنها السلطنة وبعض دول الخليج العربي، وذلك بإقامة منتجعات شاطئية وشاليهات مطلة على البحر مزودة بمُختلف وسائل الترفيه .

ولعل بلادنا قد خطت خطوات واثقة في هذا المجال بتوفير مُنتجعات سياحية كبيرة في مسقط وصلالة والدقم ومسندم وغيرها من حواضر المدن.

وهناك رواج كبير من دول الخليج العربي وسلطنة عُمان على وجه الخصوص للسياحة العلاجية من أجل السفر بهدف العلاج والاستجمام في المنتجعات الصحية في مختلف بقاع العالم كتلك الدول المتقدمة في هذا المجال.

كذلك السياحة الدينية للسفر بهدف زيارة الأماكن المقدسة، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء مناسك العمرة والحج، وكذلك زيارة البيت المقدس وغيره من الأماكن المقدسة في جميع الأديان.

ولا ننسى السياحة الثقافية لحضور المؤتمرات العلمية ومعارض الكتاب، ومعارض التصوير الضوئي والنحت والرسم وغيرها من الأمور الثقافية.

وهناك سياحة المؤتمرات للمشاركة في الأنشطة والمؤتمرات العالمية والمعارض العالمية .

ومن أهم الزيارات السياحية سياحة التسوق في الدول التي تتميز بوفرة البضائع وجودتها ورخص أسعارها في بقاع شتى من العالم .

أما السياحة الرياضية فتنشط في المسابقات العالمية، كمسابقة كأس العالم لكرة القدم وكذلك الألعاب الأولمبية والكثير من الرياضات التي تشد الرحال إليها.

 وهناك سياحة المغامرات، من أجل تسلق الجبال وركوب الأمواج، التي أشرت إلى توافرها في السلطنة.

muqbali@hotmail.com