مقترح للقائمين على السياحة العمانية

 

 

خلفان الطوقي

كل المؤشرات تدل على أنّ السلطنة متجهة لتنشيط السياحة، وتنويع مصادر الدخل لخزينة الدولة وخلق فرص وظيفية من خلال هذا القطاع، فالجميع متفق على أن عمان غنية بالعوامل المؤهلة لنجاحها سياحيا من تنوع تضاريسي وانتشار المواقع الطبيعية الجمالية في معظم المناطق وعوامل كثيرة متفق عليها يتكرر ذكرها عند كل لقاء إعلامي أو حديث رسمي وحتى في المجالس العامة.

 

هذه مقدمة قصيرة لمقترح أقدمه لأكثر من ١٠ جهات معنية بالسياحة في السلطنة بدءا من وزارة السياحة ووزارة الإعلام وبلدية مسقط وشركة عمران والطيران العماني وانتهاء بدار الأوبرا السلطانية والشركة العمانية لإدارة المطارات وغيرها من الجهات التي تدعم السياحة بشكل غير مباشر كالشركة العمانية للمعارض، وباقي الجهات الكثيرة والتي تمتد لوزارة التراث والثقافة وشركة عمان للإبحار والهيئة العامة للصناعات الحرفية وغيرها، فالمقترح عملي ومعظم الدول تتبناه بين الحين والآخر لتنشيط وبث الحياة في هذا القطاع الحيوي والمهم.

 

المقترح ببساطة يدعو لاستضافة عشرات الصحفيين والإعلاميين والمغردين ومن في مقامهم لحضور أحد المهرجانات المقامة في السلطنة، أو إقامة مناسبة خاصة لهم لبضعة أيام تحتوي على عدد من الفعاليات التي توضح المعالم السياحية الجميلة المنتشرة في أنحاء مناطق السلطنة وإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة التفاصيل الغنية والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة التي تتناسب مع ما يحبه السائح من الدول المستهدفة.

على أن يتم اختيار هؤلاء الإعلاميين والمغردين من الصحف المعنية بقطاع السفر والسياحة بعيدا عن الأهواء الشخصية، وممن تحمل مؤسساتهم أو يحملون مصداقية في أطروحاتهم ومتابعيهم بالملايين من القراء أو الوسائل الأخرى، على أن يتم إعداد البرنامج الترويجي بمهنية عالية، ويكون المرافقون لهم من المؤهلين، والمدربين تدريبا مكثفا ويفقهون الأهداف والنتائج المراد تحقيقها من خلال هذه الفعالية، ولديهم أجوبة لكل الأسئلة التي تدور في أذهان هؤلاء المتمرسين في صناعة السياحة.

الجديد في المقترح هو أنه يدعو جميع الجهات الحكومية والخاصة للتنسيق والالتفاف حول مظلة واحدة هي المظلة الكبرى (عمان) والجلوس حول طاولة الحوار ودفع الفاتورة المالية واللوجستية والفكرية المشتركة دون تحميل جهة واحدة الفاتورة ليكون العمل هزيلا ولا يتوافق مع المعايير السياحية العالمية، فإن نجحت هذه المبادرة بجهود وفكر وفاتورة مشتركة، فمن الممكن تكرارها في ابتكار أفكار مستدامة كإنتاج مقطع ترويجي عن السلطنة ليبث في القنوات الدولية وهلم جرا مع باقي المبادرات الترويجية التي تخلق حراكا سياحيا نشيطا ومستمرا تستفيد منه المؤسسات العاملة في القطاع بشكل مباشر كشركات الطيران والفنادق ومكاتب السياحة، وتنشط من خلاله كافة القطاعات كالمجمعات التجارية وشركات الاتصالات والمطاعم وغيرها، لتكون المحصلة المبتغاة تحقيق أهداف وطنية متوسطة وبعيدة المدى كإيجاد قناة جديدة للتوظيف من خارج القطاع التقليدي وهو الحكومة وتقليل البطالة وتنشيط قطاع الأعمال خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع نسبة مساهمة القطاع السياحي لخزينة الدولة والناتج المحلي.