عيد الحب.. عندما تتلون الحياة بـ"الأحمر" وتتجلى المشاعر الإنسانية المخلصة فوق كل الاعتبارات

 

 

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

تحتفلُ العديدُ من دول العالم اليوم بعيد الحب، في مُناسبة تعكس عُمق المشاعر الإنسانية، وسعي البشر لتعظيم قيمة الحب في النفوس؛ من خلال تبادل الهدايا والذكريات الجميلة بين الأفراد، بينما يَطْغَى اللون الأحمر على طبيعة الاحتفالات اقتباسا من لون الورد الأحمر، وما يحمله من مشاعر جيَّاشة في نفوس المتلقِّين. ويُؤكِّد شباب وفتيات أنَّ المناسبة فرصة عظيمة لتجديد دماء الحب بين الأحبة؛ سواء كان بين الزوجين أو الأصدقاء أو الأهل والأقارب، وكذلك الأوطان؛ فالحب قيمة غالية في النفوس تجاه كل ما يدور من حولها في هذا الكون الفسيح.

ويفضِّل البعض، خاصة الشباب، أن يرتادوا المطاعم والمتنزهات التي تزدحم بالعاشقين في مثل هذا اليوم من كل عام، خاصة وأنَّ تلك المحلات عادة ما تغير ألوانها، لتتزين بالأحمر ابتهاجا بهذا اليوم الذي يحتفل به في كل عام. وتتعدَّد وسائل التعبير، وكل شخص لديه طريقته فالبعض يفضل التعبير عبر شاشات التواصل الاجتماعي يوزع التهاني والزهور والكلمات والرسومات التعبيرية والبعض الآخر يستخدم الوسائل المباشرة.

وقد تنوَّعت الآراء حول يوم الحب، وما يحمله من مشاعر تبرز حقيقة وأهمية هذا الشعور النبيل تجاه الآخرين.

وتقول لبنى بنت خميس: إنَّ الحب عبارة عن أحاسيس إنسانية تتحرك داخل الإنسان يعبر عنها بطرق مختلفة، ولا يعني بالضرورة أن يكون هناك محبوب، فالحب بمعناه الكبير يمكن أنْ يشمل الجميع من منظومة المجتمع ابتداءً بالأسرة، إلى جانب الأصدقاء والمجتمع الذي نعيش فيه؛ فالحب قيمة جميلة يجب أن يحافظ عليها الجميع؛ لأنَّها تعني السلام والأمان؛ فبالحب يمكن أن يعيش الناس في تواد وتراحم ومحبة صادقة.

وأضافت بأنَّ يوم الحب يعدُّ مناسبة ينبغي أنْ يتوقف عندها الإنسان لمراجعة علاقاته مع الآخرين، وأن يُقدِّم تنازلات ليزداد اقترابه من الآخرين ممن لا يبخلون عليه بمحبتهم ويشعرهم بامتنانه وقربه منهم لإعادة التذكير بهذه المشاعر النبيلة، حتى يكتسب القوة لمواصلة الطريق بصورة إيجابية فالإنسان إذا عاش حياته دون حب يشعر بقساوة الأيام، إلى جانب أنَّ الشخص الذي لا يحب تكون حياته شبه جافة ليس بها حنين أو عطف أو مودة. وأشارت إلى أنَّ الحبَّ لا يحتاج إلى يوم أو شهر أو سنة، فهو لغة تفاهم لجميع الشعوب، وبالحب يمكن أن تتوقف الحروب ويعم السلام وتنهض المجتمعات وتتقدم الشعوب لأنَّ عكس الحب تكون الكراهية التي هي معول الهدم الرئيسي لكل ما هو جميل ونبيل.

بينما قالت أبرار بنت محمود البلوشية: إنَّ الحب يعني أنْ نعيشَ بسلام، قبل أنْ يكون علاقة تربط طرفين، هو معاملات يومية؛ فالحب أن تحب كلَّ شيء وأن يكون قلبك صافيا ومتقبلا لكل شيء، وأن يكون خاليا من الغل والحقد على الآخرين، الحب يعني أن تعشق كل شيء في الحياة، أن تكون ممتنا لوظيفتك، لبيتك، لإخوتك، لأصدقائك، علاقة سامية تفوق كل المقاييس، فلو تعاملنا مع الحب على أنه أسلوب حياة سنكتشف أننا لا نستنكر وجود مثل هذا اليوم، بل سنكون سعداء حين نقدم أزهارًا حمراء لأمهاتنا لنقول لهن: "كل عام وأنتن الحب"، أو لآبائنا لنقول لهم: "كل عام وأنتم سعادتنا"، وأصدقائنا لنقول لهم: "كل عام وأنتم طريق نجاحنا"...وهكذا؛ فالحب شيء جميل ونعمة رائعة نغبط من يعيشها، ونجعل من الآخرين سعداء بها؛ فلذلك علينا أن نرحِّب بيوم الحب ونفتح ذراعينا له مبتسمين وسعيدين، محملين بورود الحب لكل زملائنا في العمل لنقول لهم إنَّ الحب أسمى من أن يكون بين شخصين، بل هو الحب الذي يجمعنا جميعا، فأتمنى أن يحمل اليوم الجميع أزهارَ حُب ليقدمها لكل من يحب دون استثناء، وأن يجعل من اليوم بوابة تسامح لكل من كان متخاصما معه.

فيما قالت فايزة قاسم: إنَّ يوم الحب يعدُّ فرصة جيدة لسوق نشطة في محلات الهدايا؛ حيث يتسابق البعض على شراء الهدايا لمن يحبونهم أو يحترمونهم ليقدموا لهم ما يليق بهم وليس بالضرورة أن تكون هنالك محبوبة؛ فالهدية يمكن أن تقدم للأب أو الأم أو الصديق والأخت والأخ، وأنَّ مثل هذه الهدايا تجدِّد مشاعر الألفة، وتعبر عن مدى الاهتمام والتقدير للآخرين، وبالتأكيد سيكون لها وقع خاص للشخص الذي تهدية الهدية، وأنَّ مثل هذه الاحتفالات تجدِّد المشاعر وتدعو للتصاقي ونبذ كل ما من شأنه أن يُعكِّر الصفو أو يثير البغضاء بين الناس؛ فالإنسان الطبيعي يجعل أيامه جميعها حبًّا، وأنْ يحب للآخرين ما يُحب لنفسه، وأن يحاول بقدر الإمكان أن يجعل قلبه صافيًا، به مساحة كبيرة لحب الآخرين حتى يعيش بينهم وهو مرتاح الضمير.

تعليق عبر الفيس بوك