نهائي كأس إسبانيا.. وصيانة ملاعب

 

 

حسين الغافري

 

 

(1)

مُفاجأة غير مُتوقعة حدثت بوصول نادي ديبورتيفو ألفيس الإسباني لنهائي كأس الملك، رغم إمكانياته البسيطة والمتواضعة في عصرٍ كروي احترافي محرِّكه الأول هو القدرات المالية. وفي زمنٍ تبرز أندية ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وأشبيليه وبلباو وبدرجة أقل فياريال وإسبانيول، وصل ألافيس ليكون طرفاً في ختام الكأس هذا الموسم والمقرر نهاية مايو المقبل. وبعودتنا تحديداً إلى لقاء ريال مدريد وسلتافيجو الذي جاءت المفاجأة المدوية فيه بخروج الفريق الملكي متصدر ترتيب الليجا، بدأت المؤشرات تَتجلى أكثر برؤية نادٍ جديد على غير المعتاد يتأهل إلى النهائي. ألافيس تجاوز سلتافيجو في نصف النهائي الذي كما قلنا بأنه أقصى الملكي في ربع النهائي؛ لتحتفل المدينة الصغيرة في إقليم الباسك مبكراً بالوصول إلى النهائي الحلم بعد ما يقارب ستة عشر عاماً من إنجازهم الأهم تاريخياً في الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2001م والخسارة أمام ليفربول الإنجليزي 5/4.

 

(2)

لا يختلف اثنان على أن المواجهة النهائية صعبة وصعبة للغاية لنادي مثل ألافيس في حسابات التتويج، إذا ما علمنا أنه سيصطدم ببرشلونة الذي أزاح عن طريقه في مشواره إلى النهائي أندية كأتلتيك بلباو وريال سوسيداد وأتلتيكو مدريد. عموماً، برشلونة وبحجم الاختلافات مع منافسه تتضح الفوارق الجمة بينهما من جل الجوانب؛ فالنادي الكتلوني يتجاوز ألافيس بقدرة مالية هائلة تصل حسب آخر الإحصائيات إلى ما يزيد على 650 مليون يورو كفارق، وقد برزت في لقائهم الأخير الذي انتصر فيه مساء السبت الماضي بـ"نصف درزن" من الأهداف!. إجمالاً، من المبكر الحديث عن النهائي، وقراءته قراءة تحليلية؛ نظراً لبعد المدة في موعده بما يصل إلى قرابة ثلاثة أشهر، ويأتي كخاتمة للبطولات المحلية. برشلونة كدكة أسماء يجعلنا نقول بأن اللقب شبه مضمون، ولكن من يدري فالضغوط لم تعد موجودة لدى لاعبي ألافيس؛ ففي الحالتين وصولهم إلى النهائي لافت بالنسبة لهم وحدث غير متوقع أصلاً. وهو ما يجعل صنع المستجد وخطف اللقب واردا نسبياً وقد فعلها سابقاً وأسقط برشلونة في بطولة الليجا وعلى ملعبه الكامب نو!

 

(3)

ما يُعكِّر أجواء النهائي هي خلافات ملعب الاستضافة؛ ففي خضم هذا الموضوع هناك مناورات كثيرة تدور رحاها على هوية الملعب الذي سيحتضن النهائي؛ وتظهر الإشكالية السنوية في إسبانيا من خلال ضعف الحلول التنسيقية المسبقة بخيارات ملعب النهائي والتي أصبحت مؤخراً تخلق الكثير من الجدل، وباتت تتكرر سنوياً بذات الإشكالية. ريال مدريد بدايةً رفض أن تقام على ملعبه المباراة رغم مطالبات جماهير وإدارة برشلونة بذلك؛ بحجج متجددة كالإصلاحات وعوامل الصيانة الموسمية والاستضافات المدرجة سلفاً رغم أنها تبدو واهية. ولو كان غير برشلونة طرفاً لما عارض مسؤولو النادي الملكي؛ إلا أنها -وقياساً للتنافس الأزلي- تحفظ كبرياء جماهير العاصمة التي لا تحبذ رؤية برشلونة يحتفل في معقل الريال، ومؤكد أنه سيخلق مشاكل وتعصبات، وتوقد تجديد المطالبات السياسية المعتادة، وهو أمر حدث كثيراً آخرها في عهد الرئيس الكتلوني السابق جاسبارت ونزوله بعد النهائي والاحتفال بطريقة مستفزة هدفت للإساءة إلى جمهور الريال.. وأراها شخصياً السبب الأكبر في نأي مسؤولي البيت الملكي عن استضافة النهائي على أرضهم وبرشلونة طرفاً فيه؛ وإلا فالأمور كانت طبيعية وحدثت تاريخياً في مرات كثيرة سواء باستضافة الملكي للنهائي وبرشلونة منافس، أو العكس صحيح. عموماً في الوقت الراهن مُستبعد رؤية إقامة اللقاء على ملعب سانتياجو برنابيو.. وهي الحال بالنسبة لجاره أتلتيكو مدريد الذي سينتقل بدايةً من الموسم المقبل لملعبه الجديد وترغب جماهيره في أن تكون الخاتمة بمباراة يكون فريقها طرفاً ماثلاً فيه، وهو حق أصيل ومشروع، وسيبقى في سجلات التاريخ أن الملعب احتضن الكثير من أفراح أتلتيكو مدريد. ومن هنا سيبقى الجدل مفتوحاً حتى الإعلان الرسمي في الوقت القادم، ولكن على اتحاد الكرة الإسبانية إيجاد حلول مستقبلية تمنع حدوث إشكالية كهذه؛ من خلال تحديد هوية ملعب المباراة النهائية بداية الموسم، أو بناء ملعب جديد تقام عليه مباريات المنتخب والأحداث الرياضية الرسمية والودية المختلفة كحال ويمبلي في إنجلترا!