برنامج "تنفيذ".. كلاكيت سادس مرة!

خلفان الطوقي

بما أنني كتبت خمس مقالات عن البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي "تنفيذ" لذلك جاء عنوانه كما هو واضحا أعلاه، ولأنّ البرنامج وطني، فمن الواجب علينا تشجيعه ودعمه والكتابة عنه، وشكر القائمين عليه إن أحسنوا صنعا، وتقديم الدعم من المجتمع بالدعم تارة والنقد البناء تارة والتواصل المستمر تارة أخرى إلى أن يحقق البرنامج أهدافه المرسومة؛ حيث إن أحد أهدافه السامية كما هو واضح هو التنويع الاقتصادي.

إنّ البرنامج الوطني هذا يخص كل فرد في المجتمع العماني لأنّه وطني، ويجب أن يتذكره العمانيون كل يوم بدءا من اليوم إلى نهاية الخطة الخمسية التاسعة، وعليهم أن يذكروا فيه القائمين عليه بشكل يومي؛ لأنّه أحد الفرص التي من خلالها يمكننا أن نخرج من عنق الزجاجة؛ والخيار الآخر الذي لا يتمناه أحد هو أن نبحث أو أن يبحث القائمون عليه عن صياغة مبررات عن إخفاقه.

هناك عوامل نجاح لعلها من البديهيات لنجاح أي مشروع في العالم، وينطبق ذلك على برنامجنا الوطني "تنفيذ" لكي يكتب له النجاح وتحقيق أهدافه والنسب المنشودة والمقبول مجتمعيًا من النجاح، وسأركز على بعضها فقط، فبعض هذه العوامل إن طُبّق، سيتحقق ما تبقى تلقائيا؛ أهم عوامل النجاح كما أراها هو أن يؤمن الجميع بأنّ البرنامج هو برنامج وطني بمعنى الكلمة، أي ألا يملكه أشخاص بعينهم، بل أن يعي الجميع بأنّ نجاح البرنامج هو نجاحنا جميعا وإخفاقه إخفاق لنا جميعا، لذلك فلابد من تقديم بعض التنازلات والتعاون سواء من المسؤول أو الموظف أو المجتمع، كما لابد أن يُدار البرنامج بشكل مؤسسي والابتعاد عن التفرد بالقرارات والتدخلات الشخصية المؤثرة على المصلحة العامة، وأن يستمر المعنيون دون تحيز بضم شركاء جدد كلما دعت الحاجة والالتفاف لمبدأ المصلحة العامة الخالصة التي تعود مصلحتها للوطن والمواطن، وألا يركز البرنامج على عدد 121 مبادرة المذكورة فقط في فترة البرنامج، بل الإعلان للجميع بأنّ هناك فرصا لجميع المبادرات التي تخص القطاع الخاص بعد إزالة بعض الإشكاليات والمعوقات السابقة، وإيجاد ممكنات ولو بشكل تدريجي بعد التنسيق مع جميع الجهات الحكومية المعنية بالتراخيص لقيام مشاريع ومبادرات تفوق 121 مبادرة، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال توعية متخذي القرارات بأهمية التنفيذ في أرض الواقع من أعلى إلى أسفل السلم الإداري دون استثناء، أيضا الابتعاد عن حساسية بعض المسؤولين والمعنيين تجاه النقد وإن كان حادا في بعض الأحيان، فكل منتقد ما هو إلا فئة تمثل أطياف المجتمع، وما على المسؤول إلا إيجاد الطرق الذكية لاحتوائه، وآخر هذه العناصر إيجاد فريق مستقل للتقييم الدوري ممن ليس لديهم أي مصلحة في قيام البرنامج، ويمكن أن يكون من القطاع الخاص والمدني والأكاديمي ويمكن إضافة شخصية أو شخصيتين دوليتين من المشهود لهما بالحياد والأمانة وفهم الثقافة المحلية.

هذه كانت بعض العناصر فقط، وإن كانت هناك عناصر أخرى مهمة قد ذكرتها في مقالات سابقة، ولا داعي لإعادتها؛ عموما هل يمكننا تنفيذ هذه العناصر وغيرها كي نتمكن من تنفيذ البرنامج، هذا ما سنشاهده قريبا على أرض الواقع فإمّا النجاح في هذا البرنامج أو محاولة الالتفاف على المتابعين ومحاولة تطبيق برنامج دولي آخر، وكما يقال العبرة بالنتائج على أرض الواقع، وليس في صياغة التقارير ونوعية الورق والألوان المستخدمة وتكرار الندوات الصاخبة، ووحدة دعم التنفيذ والمتابعة يعول عليها الكثير، ولا نريد لها سوى النجاح فقد أتت في وقت تكثر فيه التحديات وتنامت أعداد  المحبطين، وكلنا أمل أن تستعين الوحدة بالكفاءات الوطنية الشابة المؤمنة بالنظام التنافسي العالمي، وتبقى أمنياتنا صادقة لنجاح هذا البرنامج وأي مبادرة وطنية لتزيد من رصيد عمان وتحافظ على أمجادها.