خسرنا لقبًا وكسبنا الوحدة


 

 

وليد الخفيف
 

مازال الفراعنة أصحاب المقام الرفيع، أسياد القارة السمراء رغم خسارة النجمة الثامنة التي أبت ان تنضم للنجوم السبع التي يترصع بها قميصهم الغالي مصدر طاقاتهم ووقود كفاحهم أنه علم مصرنا الغالية بألوانه الثلاث والنسر المصري يحميه.. خسرنا لقبا وكسب الرجال احترام الجميع.. أنتم الكنز الحقيقي وهذه كرة القدم، وموعدنا روسيا 2018 .

ولن أبحث عن مبررات للخسارة وإن اعترفت بمرارتها وقسوة ألمها، فحلاوة النصر وآماله وطموحاته تحولت لحزن شديد في ليلة بكى فيها البطل، فلن أبحر في الأخطاء التحكيمية المؤثرة التي منحت الكاميرون اللقب ولا آلية اختيار الحكم الزامبي المشهود له بمولاته لعيسى حياتو فيكفي أن الحكم "الملاكي" أدار ثلاث مباريات لمنتخب الكاميرون في استحقاق واحد!!  فلن أغوص في ذلك اللغو فاللقب بات كاميرونيا لا محالة، ولكنني وقفت كثيرًا وسيقف غيري أمام تحد كبير اسمه منتخب جديد ابتعد عن ثلاث دورات وصارع وكافح رجاله المخلصون من أجل إسعاد وطنهم العربي الكبير، فالملحمة التاريخية التي عمت الأقطار العربية لتأييد ممثلهم في الاستحقاق الإفريقي يعد قيمة أثمن وأغلى من مجرد لقب، إنها الوحدة العربية التي لطالما حلمنا بها نحن أبناء هذا الجيل، فيا بنو وطني العربي الكبير: إن هذا منتخبكم دافع عن ألوانكم ولن يدخر جهدا لتمثيلكم بما يليق بمكانتكم الرفيعة.. كافح رجاله فكانوا وسيظلون مثالا يحتذى به في الولاء والوطنية.. كنا على قلب رجل واحد مثلما عانقت الأعلام العربية علم مصر في الجابون، فتحية لأهل عمان الذين سبحت قلوبهم بالدعاء لمنتخبهم المصري وتحية للأراضي المقدسة أرض مكة والمدينة المنورة فمسيرات الفرح التي عمّت أرضهم المباركة خير مثال على اللحمة الشعبية. تحيّة لليبيا واحة العرب وللمغرب ولبنان اللذين عانقت أعلامهما علمنا المصري، تحية لبلد المليون شهيد أفضل منتخب إفريقي وعربي.. تحية للبحرين وقطر والكويت وإمارات الخير ولأبناء زايد وأحفاده.. تحيّة للصومال والأردن وفلسطين العربية ولغزة الأبية التي سهرت شوارعها فرحا بانتصارات رجالهم.. تحيّة لأبناء عمومتنا في السودان، ولخط دفاعنا الأول في سوريا.