خلفان الطوقي
هناك من انتقد بعض المُبادرات والمشاريع التي تقوم بها شركة "أساس" وكأنها أنشئت لتكون تجربة مكررة أو منافسة للموجودين، هذا النقد إن كان نقداً بناء فإنه حق مشروع لكل فرد، ولكن في ذات الوقت علينا أن نُفرق بين النقد البناء ومحاولة البعض لكسر المجاديف ونشر السلبية واﻹحباط، فمن باب الرأي والرأي الآخر وإثراء الحوار الحضاري والنقاش الهادف، لابد من النظر للجوانب اﻹيجابية والسلبية للمبادرات والمشاريع التي يقومون بها أو يسعون للقيام بها، فمن وجهة نظري الشخصية علينا دعم وتشجيع الشركة الوليدة حديثاً للقيام بالمشاريع النوعية والتي طالما انتظرناها وتمنى المواطن أن يراها على أرض الواقع كمشروع الواجهة البحرية، لنمنح أنفسنا فرصة النظر إلى الجوانب اﻹيجابية كما قام البعض منّا للتركيز في الجانب السلبي فقط، وأرى أن الجوانب الإيجابية هي:
1. مبادراتهم التجارية تتميز بالشمولية، حيث إنها لا تخدمهم في المقام الأول كشركة، وإنما تخدم عُمان بشكل كامل وتساعد المنظومة السياحية للعمل بشكل أفضل وفعَّال، وعلى سبيل المثال لا الحصر مُبادرة تمويل بث برنامج (عين على عُمان) الذي يبث في قناة (CNBC) العالمية، واستضافة مخرجين من هوليود للترويج لعُمان، هذه أمثلة فقط، وربما توجد لديهم مبادرات أخرى لا أعلمها، ففوائدها ليست لهم كمؤسسة، بل إتاحة الفرصة لكل المبادرين التجاريين في السلطنة ليروجوا لنشاطهم التجاري والسياحي، وهي بمثابة الفرصة الذهبية والمجانية لغيرهم.
2. مبادرات تكاملية: كطيران السلام حيث تسعى لتكملة اﻷدوار ومضاعفة التي تقوم بها الجهات الأخرى كالطيران العماني ودار الأوبرا السلطانية ووزارة السياحة وشركة عمان للإبحار وغيرها من الجهات المعنية بالسياحة، ويتفقوا جميعهم في بعث صورة حضارية عن عُمان، وتنويع المنتجات وكسر المنافسة الذي سيستفيد منها المواطن والمقيم، وتحريك النشاط والدائرة الاقتصادية للبلد بشكل مباشر وغير مباشر، مما سيعزز ميزان المدفوعات والميزان التجاري للسلطنة.
3. شركة قائمة على أسس تجارية، فقبل أي مشروع قامت الشركة بدراسة الوضع اقتصادياً في المقام اﻷول، وبعدها نظرت للنواحي اﻷخرى، فمشاريع أساس كما أراها ليست قائمة كما يردده بعض المسؤولين الحكوميين من أن المشروع الفلاني لا يهدف للربح المُباشر، وإنما أنشى كمتطلب تنموي أو خدمة للمجتمع أو واجهة جيدة للبلد أو غيرها من المُبررات وتظهر هذه المبررات خاصة عندما تفشل شركة حكومية ما في تحقيق أرباح.
4. شركة تمكينية، فبالرغم من أن مساعي الشركة ربحية في المقام الأول إلا أنها تسعى لإنشاء بعض المشاريع النوعية التي لا تستطيع أو تتردد بعض شركات القطاع الخاص في القيام بها لسبب أو آخر، فهي تسعى لأنَّ تأخذ زمام المبادرة وتكون في فوهة المدفع، لتقود الشركات الأخرى من ورائها، ولترفع من ثقة الآخرين أيضًا، ولتشارك الآخرين في النجاح من خلال طرح أسهم بعد حين أو إتاحة بعض الجهات الأخرى لإدارة بعض مرافقها، وخير مثال فندق هيلتون الموجود في الخوير، والمشاريع السياحية المُعلن عنها في ولاية بركاء.
5. مبادرات عميقة وطويلة المدى، فبالرغم من الحالة النفسية التي يمر بها المستثمر، ويمر بها الاقتصاد في دول مجلس التعاون على وجه الخصوص ومنها عُماننا الغالية، إلا أنَّ شركة "أساس" ضخت أموالاً في مشاريع استثمارية لمسح الصورة الذهنية عن أن عُمان تمر بمرحلة انكماش اقتصادي، وذلك لرفع معنويات المستثمرين داخلياً لتشمل حتى المواطنين والوافدين، وإرسال صورة للمستثمر الخارجي بأن عمان مستمرة بوتيرة صلبة في المشاريع النوعية التي تفيد منظومة الاقتصاد والسياحة على وجه الخصوص.
6. مبادرات جريئة، فإدارة شركة أساس منذ اﻷساس قامت بمشروعات جريئة لتُثبت أن الإدارة العمانية يمكن أن تنجح إذا ما وفرت لها المساحة الكافية للإنتاج والتميز والابتكار، وللأسف فقد صور لنا بعض المسؤولين أن بعض هذه المشاريع لا تصلح لعمان، وتنوعت المشاريع فمثلا المبادرات العملاقة كإنشاء شركة طيران السلام ولايف ستايل مول والتعاقد مع إدارة فنادق إنتر سيتي اﻷلمانية، ومبادرات متوسطة كالاستثمار والمشاركة مع معهد الإدارة العامة لتحويل تلك المنطقة لمجمع تجاري وسياحي، ومبادرة صغرى كتمويل برنامج تلفزيوني اقتصادي وهي القناة الوحيدة الاقتصادية المتخصصة لقناة منبثقة من قناة عالمية، هي فقط أمثلة، والواقع أكثر بكثير من ذلك، والقادم أجمل بإذن الله.
ما كتبته هو مجرد وجهة نظر شخصية، ولا يُمثل وجهة نظر إدارة شركة أساس في شيء، مُتمنين للشركة التوفيق، راجين من القراء متابعتهم، فإن أصابوا فلنشجعهم، وإن أخطأوا فلنوجههم، ولنتذكر أنها شركة عمانية مملوكة للعمانيين أفرادا ومؤسسات، إن نجحوا، فذلك يمثل نجاحنا جميعًا، وإن أخفقوا، فكأنما أخفقنا جميعًا، لذلك فدعم الجميع مطلوب لينجحوا وننجح جميعًا.