سيف المعمري
الشباب هم عماد أيّ أمة، وهم نتاج غرسها الطيب، ولذائذ ثمارها اليانعة، بل هم الجذور التي ستعلو بأغصانها إلى هامة المجد لمعانقة الثريا، ومكابرة الزمن، ليسطروا بمداد جهودهم وهمهم العالية أنصع الإنجازات على صفحات التاريخ لتسمو بالوطن إلى معالي المراتب.
وقد حظي الشباب العُماني باهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سيعد المعظم- حفظه الله ورعاه- وقد جاء في الكلمة السامية بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عُمان 2011م:" ولما كان الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية على مدار أعوام النهضة المباركة، حيث سعت الحكومة جاهدة إلى إن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف. وسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله اهتماما أكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيدا من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته في العلم والمعرفة وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة".
وسأستأثر بالحديث عن شباب محافظة البريمي؛ الذين يمثلون نماذج مشرفة للشباب العُماني، حيث تقوم لجنة الزكاة بولاية البريمي بجهود جبارة وأعمال نبيلة طوال أيام العام وخاصة في شهر رمضان المبارك من خلال حصر وجمع الصدقات والزكوات والمؤن الرمضانية وتوزيعها على مستحقيها، ويعمل باللجنة شباب بهمم عالية وبلا كلل ولا ملل، يواصلون الليل بالنهار من أجل خدمة مجتمعهم والقيام بالواجب النبيل، وهو الحال ذاته بلجنة الزكاة بولاية محضة.
كذلك يقوم فريق البريمي التطوعي بالعديد من المشاريع ذات النفع العام كتنظيم مقبرة البريمي العامة، كما يقيم الفريق الندوات والمحاضرات التوعوية التي تلامس قضايا المجتمع وتقدم له الحلول من خلال المختصين.
ويعد فريق "حفظ النعمة" التطوعي أول فريق على مستوى السلطنة يتطوع لجمع وتنظيم وتوزيع الطعام الزائد عن الحاجة للمستحقين، وتوعية المجتمع بالحفاظ على النعمة وترشيد طهي الأطعمة خلال شهر رمضان المبارك وفي المناسبات وطوال أيام العام، وقد حقق الفريق إنجازات تستحق الإجلال من الجميع حيث حصل الفريق خلال عام 2016م على المركز الأول في مسابقة "وياكم" التي أقامتها مجموعة نماء بالتعاون مع الشبكة العُمانية للمتطوعين "تعاون"، والمركز الثاني في فئة الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام2016م.
وهناك جهود كبيرة جماعية وفردية للشباب ساهمت في إثراء الحركة الأدبية والثقافية والفنية بمحافظة البريمي؛ حيث تمثل الصالونات الأدبية والثقافية بما تقوم به من برامج وأنشطة معينا ورافدا للمجتمع من خلال استضافة القامات الأدبية والثقافية من كتاب وأدباء وشعراء وفنانين، والتي كان آخرها الأيام الأدبية العُمانية السعودية التي أقامها صالون فاطمة العلياني الأدبي خلال الفترة من السادس عشر وحتى التاسع عشر من يناير2017م، بالإضافة إلى المساهمات الفردية لأسماء لامعة في المجالات الأدبية والثقافية والفنية بالمحافظة، كما لا يمكن أن ننسى أصحاب العدسات الجميلة والذين لهم إسهامات وإنجازات في المشاركات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى مشاركاتهم على مستوى السلطنة وثلة منهم لديهم ألقاب "مصور الفياب" لاحترافيّتهم التصوير، وتوّجت جهودهم بتنظيمهم وإدارتهم لملتقى شرم للمصورين الخليجيين والذي يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة وأقيم بمتنزه شرم بولاية محضة خلال الفترة (12-14) من يناير2017م، كذلك تزخر المحافظة بشباب مجيدين في مجال المسرح حيث تعد فرقة مسرح الشرق التابعة لنادي النهضة من الفرق المسرحية التي سجلت حضورا ومشاركة متميزة داخل السلطنة وخارجها، حيث تضم الفرقة شبابا من الجنسين في مختلف مواقع العمل المسرحي من التأليف إلى الإخراج والتمثيل وفنيي الديكور وتصميم الأزياء والملابس والمونتاج وغيرها.
ويعد نادي النهضة من أبرز الأندية العُمانية؛ والذي رغم عمره الزمني القصير نسبيا إلا أن علو كعبه في المشاركة في المسابقات المحلية والآسيوية ساهم في أن يكون رقما صعبا أمام منافسيه، بالإضافة إلى الطاقات الشبابية في الرياضات المختلفة كالرماية التقليدية وسباق تحدي الرمال؛ حيث أقيمت بطولة رملة تل عنيق بولاية محضة خلال الفترة بعزيمة وإصرار ومثابرة من رجالات وشباب المحافظة خلال الفترة (12-14) من يناير2017م.
وفي المجال الإعلامي تفخر المحافظة بمبادرات إعلامية وجهود جبارة من قبل الشباب ومن الجنسين في منتديات محافظة البريمي ومرصد البريمي الإخباري، بالإضافة إلى جهود زملائهم في المجالات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية والذين يعملون معا من أجل إبراز مختلف الفعاليات التي تقام بالمحافظة وإظهار وجهها الحضاري، بالإضافة إلى الطاقات الشبابية في المجالات التقنية والتكنولوجية.
وكالنباتات التي تسمو وتزداد ألقا مع ريها والاعتناء بها، كذلك الشباب يحتاجون بين حين وآخر لمن يسدي لهم كلمة" الشكر" ويمنحهم الثقة والعناية والاهتمام، وكم هو جميل لو أخذ المجلس البلدي بالمحافظة زمام المبادرة لإقامة حفل سنوي لتكريم الطاقات الشبابية المجيدة، وأصحاب الهمم العالية التي تقوم وتدعم بالحال والمال تلك الجهود المباركة؛ لتفوح برائحة أريج عرقهم سماء الوطن، وتستنشقه الأجيال جيلا بعد جيل، لتخطو على سجاياهم، ولنقف جميعا بكل إكبار لنقول لهم: شكراً.. شباب البريمي.
وبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،
