الخامس من يناير .. ميلاد النماء

 

ثريا أحمد الكلباني

الأيام تتوالى والتاريخ يسطر بأحرف من نور إنجازات العهد الزاهر الذي لا زال غيث نعمته ينعم على عمان وأبنائها، فلا يكاد يودعنا نوفمبر بضيائه وإشراقاته حتى نبتهج سعدا وفرحا بيوم الخامس من يناير يوم شرطة عمان السلطانية، الذي مثلما تسطع الشمس بأنوارها، آذنة ببزوغ نهار جديد، تشرق على أرض الوطن شمس هذا اليوم الميمون آذنة بإشراق مرحلة جديدة من البناء والتقدم والتطور، ليستمر عزف أبناء هذا الجهاز الفتيّ منذ بداية النهضة المباركة على وتر الإخلاص والتضحية والعمل بكل مسؤولية وجهود جبارة ليكون المستوى المشرف والمرموق الذي وصلت إليه شرطة عمان السلطانية بعد ستة وأربعين عامًا هو الخالد الذي تسطره الأقلام.

الخامس من يناير رمز من رموز النهضة العمانية الحديثة ونقطة مضيئة في التاريخ، يوم شاءت الإرادة الإلهية فيه والعزم الأكيد من قبل القائد الأعلى مولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه-أن يكون لشُرطة عمان السلطانية مكانها الحضاري، ودورها التنموي على مختلف الأصعدة والمجالات، وإعطائها المكانة التي يجب أن تتبوأها للدور المهم والمحوري لهذا الجهاز في مسيرة التنمية والنهضة العمانية الحديثة، وها هي شرطة عمان السلطانية وهي تحتفل بعرسها السنوي يحق لها أن تفاخر وتفتخر بما وصلت إليه من تقدم ونماء وما تمتلكه من كفاءات بشرية وطنية مدربة ومؤهلة على أعلى المستويات وعلى مختلف المجالات والأصعدة، فمنذ الانطلاقة الأولى لمسيرة جهاز الشرطة كانت تنمية منتسبيه محور العملية التنموية، وجعلت من النهوض بقدراته وإمكاناته نقطة الارتكاز، وسخرت جميع الإمكانات في سبيل ذلك، إيماناً بأنّ المورد البشري وتنميته هو الثروة الحقيقية والمستدامة، فجاء ميلاد الإنجازات الشرطية المتتالية والاستحقاقات الدولية والإقليمية والمحلية التي تحصدها ثمرة نتاج هذه العناية بالكفاءات الوطنية الشابة وخلاصة لعقولهم وأفكارهم، فما تحقق من مكتسبات راسخة ابتداء بالإنشاءات الشرطية التي نفذت ولا زالت تنفذ شاملة المراكز والمعاهد والمؤسسات الصحية وصولاً لمراكز الشرطة الحديثة خير شاهد بأنه ليس هناك ثمة متسع لالتقاط الأنفاس، حتى تشكل الواقع المزدهر لهذا الجهاز الفتيّ المتطلع للتطور والنماء، وغدت شرطة عمان السلطانية اليوم منظومة عسكرية  أمنية علمية متكاملة، قطعت خلال المدة الزمنية المنصرمة خطوات متقدمة في النهوض بإمكاناتها وقدراتها الأمنية الأكاديمية على مختلف مجالاتها وتطويرها، وسارت خطوات التطوير والتعزيز بدقة وعناية وبعد نظر  في مسار مدروس ومتقن.

إنَّ كل ما تحقق طيلة الفترة المنصرمة لجهاز الشرطة، لم يأتِ وليد صدفة، ولم يكن الطريق سهلاً ويسيرا إنما جاء نتيجة لوضوح الهدف والإيمان به متخذة من الماضي العريق والتراث الضارب في القدم أساساً لهذه الانطلاقة، وسيظل الخامس من يناير ذكرى تتجدد معها -في قلب كل منتسب لهذا الجهاز-، معاني التضحية والولاء، مؤكدين للقائد الأعلى الانتماء والتضحية بالغالي والنفيس لأجل الوطن المعطاء، بعقيدة ترسخت عبر سنوات النهضة المشرقة، ركيزتها التكاتف وتطبيق القانون وسيادته.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك