تشيلسي.. بين كونتي و مورينهو!

 

 

حسين الغافري

 

من كان يرى "البلوز" تشيلسي في بداية الموسم وهو يُصارع نفسه للخروج بأقل الأضرار وربما التماسك بفوزٍ شاق تحقق، ويراه الآن بعد انتصاف البطولة الإنكليزية؛ يُدّرك أن هُناك أمراً ما وراء ما حدث. الفريق بشكلٍ كبير هو فريق الموسم الماضي الذي درّبه البرتغالي مورينهو والذي رأيناه يُصارع من أجل البقاء. بينما الآن يتمسّك بصدارة الترتيب وبفارق مُطمئن عن مطارديه المباشرين ويفرض نفسه كرقم صعب في صراع التنافس على بطولة هذا الموسم. قياس التغيير الحاصل لهُ رابط واحد فقط يمكن اختزاله في "الدكة الفنية" للفريق.

تشيلسي كونتي غير تشيلسي مورينهو.. الفريق الآن مُخيف لكل المنافسين، ويلعب بأسلوب ثابت، وبتكامل خُططي مُلتزم فبماذا اختلف كونتي عن مورينهو في تشيلسي حتى الآن؟

 

أولاً: مورينهو في بداياته الأولى لتشيلسي عام 2004 كوّن فريقا مثلما تمنى مالكه الروسي إبراموفيتش. البداية الأولى كانت مثالية والأموال الروسية رفعت البلوز إلى صفوة الأندية الإنكليزية والأوروبية، وهُنا يُمكن القول أن البرتغالي حقق المطلوب "وزيادة". العودة الثانية جاءت بعد إقالة من ريال مدريد كانت "مُنتظرة" .. الريال في آخر مواسم مورينهو شهد داخلياً مجموعات متفرقة وانقسامات واضحة بين اللاعبين أنفسهم والإعلام والجمهور؛ أوجد بيئة متوترة أبعدتهم عن النجاح؛ عانى الريال كثيراً بعدها ليجد ضالته ويُعيد روح الفريق الواحد. مورينهو لم يتعلم الدرس الذي ألقى به خارج أسوار الفريق الملكي، وعاد لتشيلسي بذات العقلية "فتحزّب" تشيلسي بين لاعبيه وصارع الهبوط. الجديد في مشاكل مورينهو العام الماضي جعل المجموعة تتّحد من أجل الإطاحة به.. وهو ما حدث. استهتار وتخاذل ولامبالاة وخسائر متواصلة؛ "ليُطّرد" مورينهو.. فحدث المطلوب!. ريال مدريد بعد مورينهو استعان بالإيطالي أنشيلوتي .. فنجح، وتشيلسي استعان بالإيطالي كونتي وهو الآن يسير في طريق النجاح.

ثانياً؛ كونتي ذكي جداً في تعامله مع المجموعة بشكلٍ عام ويُركّز على "التحضير النفسي" بشكل كبير. أعاد للفريق روحه الغائبة في فترة قياسية، وأزال آثار أجواء حِقبة مورينهو المُتهالكة برمّتها. إضافةً إلى ذكاء كونتي في التحضير النفسي، فهو أيضاً قارىء جيد للمُباريات وشاهدنا مراحل تكوينه ليوفنتوس بعد عودته للسيريا آي وهجّرة أغلب نجومه.. السيدة العجوز نهضت بعد حقبة الهبوط ليحقق الدوري ويقود إيطاليا وليفرض نفسه بطلا إيطالياً تاريخياً. كونتي جلب للدوري الإنكليزي الممتاز أفكارا تكتيكية جديدة مُطورة ومُعزّزة. الآن تشيلسي تأقلم مع عدد من أشكال خُطط اللعب ويلعب بفريق واحد ككتلة واحدة.

تشيلسي يسير بخطوات واثقة من أجل تحقيق اللقب وقبل هذا كُله فالفريق يُقدم طريقة لعب واضحة بأفكار أتقنها اللاعبون بحذافيرها. كونتي أضاف الكثير للدوري الإنكليزي الممتاز ومع أنّه في أول مواسمه إلا أنّ عمله الكبير جعل الصحافة العالمية تُكيل عليه عبارات الثناء وتتغنى بجهوده الوافرة.

HussainGhafri@gmail.com