الصحة تدشن الحملة الوطنية لتعزيز النشاط البدني

 

 

 

الهنائي: التدشين باكورة حملات قادمة للجنة مكافحة الأمراض غير المعدية

 

 

  • اللمكي: قلَّة ممارسة النشاط البدني رابع الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم

 

 

  • البوسعيدي: النظام الغذائي والخمول وقلة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول أهم الأخطار

 

  • ميبري: يجب تكثيف البرامج الرياضية التي تروج لشعار الرياضة للجميع
  • السيابية: أهم الأولويات.. إطلاق حملات إعلامية وتغيير الأعراف الاجتماعية ووضع برامج للأسرة والمجتمع

الرؤية- مدرين المكتومية

تحت شعار (الصحة تبدأ بخطوة) دشنت أمس الثلاثاء في قاعة المعرفة بالمجلس الأعلى للتخطيط الحملة الوطنية لتعزيز النشاط البدني، تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط، رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية، وبحضور عدد من أصحاب السعادة.

وقد أكّد سعادة رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية في هذا الصدد أنّ الحملة تأتي في إطار الاهتمام بمكافحة الأمراض غير المعدية، وأضاف: نتيجة لتغير نمط الأمراض في العالم، وفي سلطنة عمان مع التطور الاقتصادي والحضاري، قررت منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، أن تلزم جميع الدول لوضع سياسة وطنية في مكافحة الأمراض غير المعدية والتي تتشكل منها مرض السكري ومرض السرطان وأمراض جهاز الأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، وكانت عمان سباقة، حيث اختيرت ضمن 12 دولة في العالم لتضع سياسة وطنية كنموذج للدول الأخرى، وبالتالي تم وضعها بالفعل ونالت اعتماد واهتمام مجلس الوزراء الموقر، ومن ثم بدأت عملية التمثيل لهذه الاجراءات لمكافحة الأمراض غير المعدية والسارية، ومن ضمنها النشاط البدني في السلطنة ككل.

وأضاف سعادته: نرجو أن تأتي الحملة بنتائج مفيدة للمجتمع وتصبح نموذجا للعالم، موضحا كيف استطاعت السلطنة أن تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، حيث ستكون هناك فعاليات مصاحبة للحملة في معرض الكتاب الدولي وفي جميع المناسبات، وهناك حملات توعوية في جميع المدارس والجامعات، وسيكون هناك يوم مخصص لممارسات النشاط البدني، وفي كل ولاية سيكون هناك يوم رياضي يمارس فيها النشاط البدني، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية بالتعاون مع عدة جهات ذات علاقة مثل وزارة الشئون الرياضية التي ستكون مساهمة في تقديم هذه الخدمات.

وأشار رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية إلى أنّ اللجنة عملت منذ تشكيلها على وضع الإجراءات الاستراتيجية لتنفيذ الخطة الوطنية، وتدشين هذه الحملة هو واحد من باكورة الحملات التي ستقوم بها، وستستمر إلى 2017، أمّا 2018 فهناك تقديم تقرير في الأمم المتحدة، ومنها 12 دولة وضمنها سلطنة عمان ستعمل كل هذه الخطط والاستراتيجيات، وستكون نموذج يحتذى بها لدول العالم.

 

القطاع الصحي

وقدم الدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية كلمة ترحيبية بهذه المناسبة قال فيها: جاءت الحاجة الملحة إلى تكاتف القطاع الصحي مع غيره من القطاعات الأخرى المعنية في تنسيق العمل بما يخدم حفظ الصحة وصونها عموماً، والحد من انتشار الأمراض غير المعدية على وجه الخصوص، الأمر الذي يسمى بالتعاون القطاعي، وهو عبارة عن تضافر جهود عدد من القطاعات ذات العلاقة والتي ينعكس عملها وإنجازاتها على الصحة العامة لأفراد المجتمع؛ وذلك نظراً لخطورة الأمراض غير المعدية والارتفاع الملحوظ في معدلات انتشارها وكون وزارة الصحة ليست المعني الوحيد بالحد من هذا الانتشار، وبالبحث لوضع الحلول المناسبة لهذه التحديات، وبغية تحقيق التكامل والتنسيق لمواجهة التبدلات الطارئة في الخارطة الوبائية وقناعتنا المطلقة بضعف القدرة على الحد من انتشار الأمراض غير المعدية بمعزل عن مشاركة أفراد المجتمع، فقد عمدنا إلى تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية بموجب قرار وزاري في عام 2012، وقامت هذه اللجنة بوضع الاستراتيجية الوطنية للحد من انتشار الأمراض غير المعدية بالتعاون مع مختلف القطاعات ذات العلاقة.

وأضاف: إنّ تغيّر نمط الحياة وقلة النشاط البدني ساهم بشكل كبير في ارتفاع أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالنظر إلى التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي تتمتع به سلطنة عمان، افترض الكثيرون أنّ نمط الحياة المستقرة أصبح معياراً لنسبة كبيرة من السكان، وقد بيَّن تقرير الصحة العالمية 2008 تصدَّر قلَّة ممارسة النشاط البدني والخمول في الحياة رابع الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة على مستوى العالم، ويقدر معدل انتشار هذه المشكلة في العالم بحسب الإحصائيات الرسمية 28% بين الرجال وتزداد ارتفاع بين النساء لتصل إلى 34%. وتبلغ نسبة الخمول البدني في السلطنة حوالي 37% حسب إحصائيات المسح الصحي ذاته. لذلك وجدنا لزاماً علينا في وزارة الصحة مواجهة هذا التحدي الكبير، ويعتبر تشكيل فرق العمل التخصصية التي تتبع اللجنة الوطنية للحد من انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية والصادرة بموجب قرار وزاري في 2016 أحد أبرز أدوات مواجهة هذه التحديات وإنّ فريق عمل قلة ممارسة النشاط البدني أحد فرق العمل المذكورة.

 

الوفيات المبكرة

بعدها قدم الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي طبيب اختصاصي أول بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية ورقة حول عبء الأمراض غير المعدية في السلطنة أشار فيها إلى أنّ الأمراض غير المعدية من الأسباب الرئيسية للوفيات المبكرة على الصعيد العالمي، ومعظم هذه الوفيات يمكن تجنبها من خلال تمكين الأنظمة الصحية للاستجابة بشكل أكثر فعالية للاحتياجات الصحية للأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير المعدية، إضافة إلى التأثير على السياسات العامة في القطاعات الأخرى خارج نطاق القطاع الصحي والتي تتصدى لعوامل الأخطار المشتركة، وإدراكا للالتزامات العالمية والإقليمية لتحقيق الأهداف التسعة العالمية للأمراض غير المعدية بنهاية عام 2025، بما في ذلك تخفيض 25% من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، فقد وضعت اللجنة الوطنية للأمراض غير المعدية سياسة وطنية بالتعاون الوثيق مع الشركاء الوطنيين والدوليين. وقد احتوت السياسة الوطنية على استراتيجيات تنفيذية تضمنت توجيهات واضحة بشأن التدخلات المطلوبة للحد من عبء هذه الأمراض وتحسين نوعية الحياة.

وأضاف البوسعيدي: يمكن الوقاية من قسم كبير من الأمراض غير المعدية والتقليل من انتشارها من خلال الحد من أربعة عوامل خطر سلوكية رئيسية هي النظام الغذائي غير الصحي وغير المتوازن، والخمول وقلة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول.

وأشار إلى أنّ انتشار المخاطر السلوكية الرئيسية يعد مصدر قلق للقائمين على الصحة ولقد تم وضع هذه السياسة من قبل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية بالتعاون والتشاور مع مختلف القطاعات الوطنية ذات الصلة والشركاء الآخرين. وتوفر هذه الوثيقة توجيهات واضحة في ستة مجالات استراتيجية للحد من عبء الأمراض غير المعدية وتحسين نوعية الحياة للمجتمع العماني. ومن المؤمل أن تكون التوجهات والمجالات الاستراتيجية مرشداً للأفراد والمنظمات للتصدي للأمراض غير المعدية والوقاية منها.

 

نمط الحياة

وقالت الدكتورة روث ميبري من منظمة الصحة العالمية في كلمتها إنّ الخمول البدني يعد مصدر قلق كبير في إقليم شرق المتوسط، وإن هناك نقصا في معرفة أثر الخمول البدني على الصحة، والبيئة التي يعيش فيها الناس والتي تقيد حركتهم ولا تتيح لهم مساحة كافية للترفيه عن أنفسهم، وتغيير نمط الحياة مع زيادة الاعتماد كثيرا على المركبات الشخصية ونقص وسائل النقل العامة، والإتاحة المحدودة للنوادي الصحية العامة وتداخل أولويات الحياة وساعات العمل الطويلة؛ كلها عوامل تحد من النشاط البدني، وأضافت من الأهمية وجود برامج مجتمعية تشمل أوساطا متعددة وقطاعات كثيرة تهدف إلى حشد موارد المجتمع ومشاركته في هذه البرامج وتكثيف دور البرامج الرياضية التي تروج لشعار الرياضة للجميع.

 

التعاون القطاعي

وفي ورقتها حول دور التعاون القطاعي في تعزيز النشاط البدني قالت الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية مديرة دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة. نائبة رئيس فريق عمل قلة ممارسة النشاط البدني: نظراً لتعدد وتنوع التأثيرات المرتبطة بالنشاط البدني فإنه من غير المرجح أن يكون هناك أسلوب واحد مناسب لتعزيز ممارسة النشاط البدني فقد أثبتت التجارب والخبرات أن هناك 7 مجالات رئيسية للعمل كفيلة بتحقيق عائد من الاستثمارات في تعزيز النشاط البدني وهي قابلة للتطبيق في جميع أنحاء العالم، هناك حاجة ماسة في السلطنة إلى وضع الخطط وتنفيذها على الصعيد الوطني في كل مجال من هذه المجالات منها مناهج شاملة للمدارس ككل لتعزيز النشاط البدني في جميع المدارس. وسياسات ونُظُم النقل الداعمة وتُعطى الأولوية لأنشطة المشي وركوب الدراجات ووسائل المواصلات العامة و لوائح التصميم العمراني والبنية الأساسية التي تكفل إتاحة آمنة للنشاط البدني ودمج تعزيز النشاط البدني ضمن برامج الوقاية من الأمراض غير المعدية في نُظُم الرعاية الصحية الأولية وتثقيف الجمهور، بما في ذلك إطلاق حملات إعلامية لرفع مستوى معرفة المجتمعات ووعيها، وتغيير الأعراف الاجتماعية ووضع برامج خاصة بالنشاط البدني على نطاق المجتمع بأسره تحشد الموارد المجتمعية، وتحقق التكامل فيما بينها في مواقع متعددة الأنظمة والبرامج الرياضية التي تُروِّج لشعار الرياضة للجميع.

 

النشاط البدني

وذكر خليفة العيسائي مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الشؤون الرياضية رئيس فريق عمل قلة ممارسة النشاط البدني في ورقة عمل قدمها أنّ هناك مجموعة واسعة من العوامل التي تؤثر على ما يتخذه الأشخاص من خيارات سلوكية مرتبطة بنمط الحياة، والتي بدورها تؤثر على صحتهم. والنماذج الاجتماعية البيئية تقدم إطاراً شاملاً لفهم محددات السلوك الصحي المتعددة والمتفاعلة. وإنّ سلوك النشاط البدني له مستويات متعددة من التأثير، بما في ذلك المستوى الفردي ومستوى العلاقة بين الأشخاص (المستوى الاجتماعي) والمستوى الثقافي، ومستوى المنظمات والمستوى المجتمعي بما في ذلك البيئة المادية ومستوى السياسات العامة.

وأضاف: تبنى فريق قلة ممارسة النشاط البدني هدف خفض انتشار الخمول البدني بمعدل 10% وذلك في إطار التعاون والتنسيق مع مختلف القطاعات ذات العلاقة حيث قام الفريق بوضع خطة وطنية تهدف إلى معالجة محددات النشاط البدني في كل مستوى من هذه المستويات. وتعتبر هذه الحملة الإعلامية والتسويقية لتعزيز النشاط البدني باكورة أنشطة الفريق وتستهدف جميع السكان في السلطنة وتهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بأهميّة النشاط البدني وزيادة الوعي بالمرافق المتوفرة لممارسة النشاط البدني وزيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في السلطنة.

في الختام قام سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية راعي المناسبة بتدشين الحملة رسميا، ثم تكريم الداعمين للحملة من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمتطوعين والشخصيات الفنية والاجتماعية والرياضية.

 

أهداف الحملة

تأتي هذه الحملة ضمن جهود السلطنة ممثلة بوزارة الصحة لتسليط الضوء على العبء الصحي الناجم عن الأمراض غير المعدية، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية والتي تضم في عضويتها ممثلين من مختلف القطاعات ذات الصلة. وتهدف هذه الحملة التي تستمر لمدة عام إلى توعية المجتمع وتثقيفه بأهمية ممارسة النشاط البدني، واستخدام وسائل مبتكرة ورسائل محدده لأقناع وتشجيع وتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني.

كما تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالمرافق المتوفرة لممارسة النشاط البدني، وتحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على الاشتراك في البرامج الرياضية، وزيادة عدد الممارسين للنشاط البدني. وتستهدف الحملة جميع أفراد المجتمع من العمانيين (الذكور والإناث)، حيث سيتم استخدام وسائل متعددة لإيصال الرسائل لأفراد المجتمع بشكل واضح ومؤثر مثل وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، انستجرام، فيسبوك، يوتيوب وغيرها) والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بالإضافة إلى ذلك سيتم استخدام الموارد التثقيفية والترويحية مثل المطبوعات في المدارس والمؤسسات الصحيّة، كما سيتم تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات في المدارس والمراكز التجارية والمؤسسات الصحية والحدائق والمتنزهات خلال فترة الحملة.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك