علي بن بدر البوسعيدي
إنَّه لمن المؤسف أن نجد بعض وكالات السيارات لدينا لا تُعير اهتماما كبيرا لا لمواطن ولا وافد، ممن يودون شراء سيارة جديدة؛ الأمر الذي يُظهر حجم وحالة التناقض ما بين إعلانات الترويج بما تحمله من عبارات جذب وركض وراء الزبون قبل الشراء، والحالة التي تعاينها بأم عينك ما بعد الشراء، خصوصا إذا ما حدث شيء أو اكتشفت عيبا في التصنيع؛ إذ لا يلتفت إليك أحد في الوكالة وأنت تخبره ما حدث لسيارتك، ومن هنا تبدأ المعاناة.
وهو ما يبرهن في كثير من جوانبه حالة عدم الرضا عند الكثيرين عن وكالات السيارات، سواءً منذ الدخول لصالات العرض والشراء، وحتى العودة للصيانة، فضلا عن مشاكل الضمان التي يُدَّعى أنها "مجانية"، ناهيك عن قوائم الانتظار، حتى أصبحت صيانة السيارة أكثر همًّا من مراجعة "طبيب الأسنان"!!! وفي بعض الأحيان تتطلب أخذ إجازة عن يوم كامل "لمراجعة الوكالة"، وأحيانا -إذا لم تكن محظوظا بما يكفي- تأخذ منك الصيانة وقتا يطول على الأسبوع؛ لأن الوكيل قرَّر أن يطلبها من الشركة لمصنعه في أقاصي الأرض وعلى حساب الزبون نفسه. وكل هذا نعرفه جيدا ولا أحد يجهله وموظفو وكالات السيارات أنفسهم يعانون منه قبل غيرهم.
ويبقى الحل ليس مجرد شكوى نتقدَّم بها لهيئة حماية المستهلك، وإنما بأنَّ تتوافر الآليات التي تضمن للشاري -مواطنا كان أو وافدا- حصوله على حقِّه كاملا وبسهولة، كأي سلعة نتجه للأسواق لشرائها، دون أية معاناة تجعل الكثيرين يفكرون ألف مرة قبل اتخاذ قرار شراء هذه السيارة أو تلك؛ مما يزيد المعاناة -التي هي في الأصل كبيرة- للأسف الشديد.