علي بن بدر البوسعيدي
تعد الكتابة للطفل من أصعب أنواع الكتابات الأدبية، فهي تحتاج إلى لغة خاصة تكون مزيجا من البساطة والدقة وسعة الخيال والقيم.. لذا ليس بالضرورة أن ينجح كاتب كبير في هذا النوع الكتابة المليئة بالفخاخ والأشراك..
نرفع القبة تحية واحتراما لكل من أستطاع أن يكتب قصة للطفل ساعدته على تنمية خياله أو تحسين لغته أو مده بالمعلومات والقيم التي تعكسها بعض هذه القصص في قالب شيق من الإثارة والحكي. وقع في يدي قبل عدّة أيام عدد جديد من مجلة "مرشد" أول مجلة عمانية متخصصة في أدب الطفل، والصادرة عن دار مركز تكنولوجيا الصحافة والنشر والاعلان.. فبحق الإصدارة كانت رائعة، وتدل على أن هناك جهودا تبذل حتى تخرج في ثوب قشيب جاذب لعيون البراءة وفلذات أكبادنا. وسميّت بمجلة "مرشد" في دلالة واضحة لمعنى الإرشاد والتوجيه الذي يحتاجه أبناء الغد ومستقبل الوطن حتى يشبوا صالحين، بارين بأهلهم ووطنهم.
والأجمل من ذلك كله أنّ هذه المجلة الرائعة تتناول مواضيع غاية في الأهمية وتغرس روح المواطنة في الأبناء منذ نعومة أظفارهم كالمناسبات الوطنية والاجتماعية أو العيد الوطني أو يوم المرأة العمانية، بجانب تطرقها إلى حياة وسير الشخصيّات العمانية ذات التأثير الكثير في المجتمع، فقد تزين العدد السادس من المجلة بقصة نشأة وحياة الإمام نور الدين السالمي، وحكت القصة بأسلوب سلس وصور معبرة كيف أضاء هذا العالم الكبير العقول بعلمه ومؤلفاته وأقواله. كما أنّ المجلة أيضا تسلط الضوء على ولايات ومحافظات السلطنة المختلفة للتعريف بها وأهم المعالم التي تضمها، وكذلك التعريف بعمان كحضارة عريقة ضاربة في القدم. بالإضافة إلى احتواء العدد بعضا من الحكايات كـ (الفلاح والحمار) ومواضيع علميّة أخرى تُعرض في قالب مبسّط خفيف مثل مشاهير ذوي الاحتياجات الخاصة، وصفحة تسالي، ومواهب للأطفال.
نتمنى أن يحالف النجاح دومًا مجلة مرشد، وأن تحقق الهدف المنشود من وراء إصدارها؛ وهو تنشئة جيل مثالي محب للقراءة وملم بشتى أنواع المعارف والمعلومات، ويحمل القيم العمانية والإسلامية السمحاء.
جزى الله خيرا من أسهم في إصدارها.