علي بن بدر البوسعيدي
يعد متحفِ بيت الغشّام بوادي المعاول أحد الصروح الحضارية التي ترتكز على فلسفة ومعنى الهويّةِ والانتماءِ الوطني.. وقد جاء افتتاحه قبل أيام تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين والسعادة. وتضمّن حفل الافتتاح لوحات فنية وكرنفالية عدة من بينها أوبريت فني شارك فيه عدد من الفنانين، ومن إخراج وكلمات د. صالح الفهدي عبر لوحات فنية غاية في الشاعرية وبثت رسائل وقيم بالغة الأهمية.. وكم سعدت بحضوري الافتتاح في مساء شتائي مفتوح على الذاكرة المتحفية الخصبة لعمان.
ويعتبر بيت الغشام صرحا ثقافيا ومعلما تاريخيًا لولاية وادي المعاول، وسيكون إضافة جديدة إلى قائمة المتاحف العمانية التي باتت تستقطب كما من الأدباء والباحثين في مختلف المجالات لإبراز المقومات الحضارية لبلادنا.
بيت الغشام دلالة على صمود العماني وقوة إرادته فقد استطاع هذا الصرح أن يصمد فترة طويلة من الزمن، ولم تؤثر عليه عوامل التعرية بشكل كامل، أو تأخذ منه الأيام هيبته ودلالاته التاريخية أو الحضارية؛ حيث تعود فترة بنائه إلى عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي (1791-1856) أي أنّ عمره يتجاوز الـ 200 عام تقريبًا، ويبلغ طوله حوالي 40 مترًا وعرضه 30 مترًا، ويحتوي على 15 غرفة مختلفة الاستخدام تتوزع على طابقين الأرضي والعلوي بالإضافة إلى الصباح والسبلة وبعض الغرف المحصنة وواحده للاحتماء، بالإضافة إلى أبراج المراقبة والحوش الكبير والبئر وأماكن تخزين التمور كما يوجد أمام المتحف مسرح يتسع لأكثر من 1000 شخص زرعت على جوانبه أشهر أصناف النخيل العمانية بالإضافة إلى سور خارجي ومحلات لبيع الهدايا والتحف.
كما يضم المتحف بين معروضاته لقى ومقتنيات أثرية قديمة تعود لمئات وآلاف السنين، وهو دلالة على عراقة الحضارة العمانية وأصالتها، إذ يعد كتابا تاريخيا دسمًا فمن خلال مقتنياته تستطيع أن تقف على ملامح وحقب حضارية كثيرة من تاريخ عمان، والتعرف على تراث الأجداد وحرفهم وتطورهم الحضاري وكيف أنّهم كانوا يرفدون العالم بتلك الخصائص الثقافية..
أتمنى في قادم الأيام أن يكون لمتحف بيت الغشام حضور أكثر على خارطة السياحة الثقافية، وأقترح أن يتم إدراجه كواحد من وجهات سياحة المعارض والمؤتمرات، فبإمكان المتحف بمزيد من الإضافات والتطوير أن يستضيف كثيرًا من الفعاليات والمناسبات لاسيما الوطنيّة، الأمر الذي يجعله ضمن عوامل جذب السياحة الداخلية والخارجيّة.
ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على هذا المشروع وعلى رأسهم السيد علي بن حمود، والمعروف بدعمه وتأسيسه واهتمامه بالمشاريع الحضارية والثقافية.