البركة في الشباب العماني

 

راشد بن أحمد البلوشي

الحراك الذي تقوم به مراكز التدريب والإنتاج التابعة للهيئة العامة للصناعات الحرفية دليل واضح على الجهود التي تبذلها في سبيل الارتقاء بالصناعات الحرفية التقليدية التي ورثناها من الأجداد وسعت الهيئة إلى المحافظة عليها من خلال تدريب وتأهيل الشباب العماني .

فقد أوضحت التقارير الصادرة عن الهيئة العامة للصناعات الحرفية أنّ إجمالي منتجات المراكز الحرفية التابعة للهيئة خلال الربع الثاني من العام الجاري 11509 قطع بقيمة وقدرها 28608 ريالات عمانية؛ حيث بلغ إجمالي مركز تدريب وإنتاج الفخار والخزف في ولاية بهلا خلال نفس الفترة 8134 قطعة بقيمة 21391 ريالا عمانيا مقارنة بالفترة الأولى من نفس العام والتي تشير إلى انخفاض في حجم الإنتاج بنسبة 34.1% وبفارق (2584) قطعة. فيما بلغ إجمالي منتجات مركز تدريب وإنتاج النسيج والتطريز اليدوي في سمائل المنتجة آلياً خلال الربع الثاني من نفس العام (1607) قطع بقيمة وقدرها (3463) ريالاً.

الأرقام واضحة، تدل على أن هناك حراكاً مستمراً على مدار العام وعلى مراحل متنوعة ومختلفة، كما أنّ نتائج التقرير تعطي مساحة كبيرة للمتابعين والأكاديميين في كيفية الحصول على البيانات والإحصائيات لما تقوم به الهيئة العامة للصناعات الحرفية ورصد نتائج مراكزها من أعمال سواء كان ذلك من خلال التدريب أو الإنتاج أو المشاركات في الفعاليات والمعارض.

ويوضح التقرير تفصيلاً كاملاً عن حجم إنتاجية كل مركز ونوع المنتج مقارنة بالأعوام الفائتة بالإضافة إلى عدد الزيارات الميدانية التي يقوم بها المختصون في دوائر الرعاية، وهذا يؤكد على أن المتابعة والإشراف قائم ومستمر من قبل الهيئة.

التقرير الذي اطلعت عليه يوضح أيضاً بالأرقام عدد البطاقات الحرفية للحرفيين في كافة أنحاء السلطنة التي تم إصدارها، والإجراءات الإدارية التي اتبعتها الهيئة في إصدار بطاقات عدم ممانعة من فتح نشاط حرفي، وتراخيص لتصدير منتجات حرفية تركز معظمها في محافظتي الباطنة شمال وجنوب، تعطي مؤشرا إيجابياً  ونشاطا مكثفا ودعما مستمرا في زيادة  الأنشطة الحرفية.

يبيُن التقرير أنّ الهيئة العامة للصناعات الحرفية حاضرة في كل الفعاليات والمعارض التي تُقام داخل السلطنة وخارجها، وهذا مؤشر يعطي دلالة واضحة على مدى حرصها على تواجدها في كل المحافل المحلية والدولية لإبراز الموروث العماني بشتى صنوفه التقليدية، وتعطي رسالة إلى الجميع بأن الصناعات الحرفية أصبحت لها أهمية كبرى وتدخل في صناعات حديثة ولا يمكن الاستغناء عنها.

التقرير لم يغفل الجانب المالي ، نظرًا لما تتمتع به الهيئة من شفافية ومصداقية في الكشف عن إنجازاتها أيضا أشار إلى إيرادات الهيئة العامة للصناعات الحرفية والمنافذ التسويقية.

 ويوضح التقرير بأنّ الهيئة العامة للصناعات الحرفية تؤكد بأن الإدارة الحديثة بمختلف مستوياتها الإدارية تهتم بالتقارير الإحصائية لما لها من أهمية في تطوير أي مؤسسة، موضحة في ذات الوقت بأن توفير البيانات والمعلومات الإحصائية من شأنه المساهمة في وضع ورسم السياسة الاقتصادية بالإضافة إلى اعتبارها مرجعاً ومرشدًا للعاملين في مجال الاقتصاد ومؤسسات القطاع العام والخاص العاملة في قطاع الصناعات الحرفية، وكذلك للأفراد من باحثين ودارسين.

من خلال متابعتنا ورصد أعمال الهيئة فإنها مستمرة في توفير المزيد من البيانات والمعلومات والمؤشرات الإحصائية وتحديثها وإتاحتها لكافة الجهات المعنية بالقطاع الحرفي بشكل خاص والشأن الاقتصادي بشكل عام.

 وتعتبر البيانات الإحصائية التي توفرها الهيئة عن أنشطتها وإنجازاتها رافدا أساسياً لرسم صورة عن الوضع الحرفي الراهن كونها تعكس التزام الهيئة العامة للصناعات الحرفية باختصاصاتها وأداء مهامها، مشيرة إلى توفير بيانات تفصيلية ومؤشرات تتسم بالدقة والحداثة الزمنية عن كل أنشطتها .

البركة في الشباب العماني الذي يسهم في المحافظة على هذه الصناعات الحرفية التي تشد انتباه السائح الأجنبي من خلال زياراته السياحية إلى المواقع التراثية والتاريخية، فالأسواق المحلية أصبحت زاخرة بالمنتجات الحرفية.

حفظ الله عمان وقائدها المفدى.

 

Almeen2009@hotmail.com