نوفمبر المجيد

 

د. محمد الشعشعي

 

تتجدد بِنَا الذكرى النوفمبرية كل عام على مدى ستة وأربعين عامًا، وإن كان لهذا الشهر النوفمبري طعمه الخاص وواقعه الاعتباري على النفس والذات نظرًا للظروف المحيطة والأوضاع التي تمر بها البلاد، مما يجعل للصدق بيانًا وللحكمة معنى، وللموقف مشهدًا حيّا مترسخًا في الذاكرة.

لن أتطرق كثيرًا الى إنجازات النهضة المباركة التي شيدت طيلة هذه العقود فهي واضحة للعيان ولا تحتاج منّا إلى دليل أو برهان، فالبنى التنموية التحية مكتملة بفضل النهج السامي الميمون الذي جعل الإنسان هدف التنمية ومعولها الجوهري الذي تتحقق عليه الآمال والطموحات والتطلعات إلى مستقبل أفضل، فارتقى بهذا الإنسان من التعليم تحت الشجرة إلى مدرجات قاعات الجامعات التي توزعت في ربوع السلطنة ومحافظاتها، وبخطى ثاقبة ورزينة انتهج مولاي السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- خططاً تنموية خمسية لتنمية الإنسان فكريا ومعرفيا وعلميا، وللنهوض بالبلاد عمرانيا واقتصاديا وحضارياً .

 

 لا نبالغ كثيراً إذا قلنا إنّ المنطقة تعيش حالة قلق وتخوف وعدم استقرار، في الوقت الذي يهنأ فيه العمانيون، بجو آخر من الانسجام، ومن المحبة والألفة بين الحاكم والمحكوم، وفي هذه الظروف العصيبة يزداد شغف المواطن لرؤية جلالته -حفظه الله- مرتدياً البزة العسكرية التي ترسخ عشقها وهو يتذكر جلالته بالدريس العسكري متفقداً الصف الأمامي عند توليه مقاليد الحكم في البلاد عام سبعين، فارتبط المواطن بهذه المناسبة، وبالعسكرية والخطاب السامي الميمون الذي يضع النقاط على الحروف لمسار البلاد عسكريًا وإدارياً واقتصاديا خلال ٤٦ عاماً مضت، ففي الإطلالة السامية البهية نرى النور الذي يتجدد ويضيء الطريق لعُمان ونستشرف المستقبل والسلام للعالم.

 

فارتبطت الصورة النمطية لأبناء عمان الأوفياء برؤية جلالته -حفظه الله ورعاه- وبرعايته السامية الميمونة وهو يرعى مناسبات العيد الوطني كل عام، واليوم وفي نفحات نوفمبر العطرة كلنا يترقب طلة جلالته السامية -حفظه الله- وهو يستعرض العرض العسكري المهياب بمعسكر حلبان المجد .