رحيل يحمل التساؤلات

 

وليد الخفيف

بيدي لا بيد عَمر .. هكذا حسبها لوبيز كارو الذي استبق الأحداث وقدَّم اعتذاره عن مواصلة العمل مع المُنتخب الوطني الأول قبل أن يجري تقييمه عبر مباراة ودية أمام أقوى منتخبات آسيا متسلحاً فيها بالأرض والجمهور تزامناً مع موجة اعتذارات غير مبررة وبأسباب غير مُقنعة خاصة من أفراد الحرس القديم إذ عزف بعضهم عن الانضمام لقائمة المنتخب المتواجد حالياً في بلاد الساموراي، فصنعت الاعتذرات فراغًا وألمحت إلى وجود فجوة عميقة لا يمكن تجاهلها بين الطرفين، فعجلت في الأخير برحيله عن ديار مسقط دون أن يأخذ مثقال ذرة من الفرص التي نالها لوجوين المحظوظ، فرحيل لوبيز كان قادماً لا محالة سواء بالاستقالة أو الإقالة.

ورغم قصر المدة التي قضاها لوبيز على رأس عمله مع الأحمر العماني وواجه خلالها من اليوم الأول انتقادات لاذعة، فعدم توفيقه مع الأخضر السعودي هاجس طارده من الرياض لمسقط، فبنت شريحة واسعة من الجمهور العُماني قناعة مفادها أن لوبيز ليس رجل المرحلة عطفاً على تاريخه في المنطقة، ونمّى هذا الشعور بطء واضح في تطور المستوى الفني للاعبين في المباريات الودية التي خاضعها الأحمر سواء في المعسكر الأوروبي أو أمام الشقيقين الأردني والبحريني دون النظر لما آلت إليه النتيجة، فالشكل العام للمنتخب لا سيما أمام الأردن والبحرين كان وراء تزايد الرغبة لدى البعض في رحيل لوبيز تخوفًا من تكرار حكاية المسيو الذي استمتع بممارسة الجولف لأربع سنوات في موج مسقط الخلاب دون أن يقدم للكرة العمانية ما يشفع لبقائه براتبه الخيالي للفترة التي تعد الأطول لمدرب أجنبي في منطقة الخليج وآسيا.

ومع موجة الانتقادات العدة التي وجهت للرجل وكان بعضها في محله لا سيما في النواحي التكتيكية غير أنه كان طاقة نور ونافذة أمل لكثير من اللاعبين الذين منحوا في عهده حق الدفاع عن ألوان منتخبهم مكافأة لما قدَّموه مع أنديتهم خلال مسابقة الدوري المحلي كمعيار واقعي علمي في اختيار القائمة، فبعد أربع سنوات من "المجاملات" كانت فيها القائمة حكرًا على لاعبين بعينهم والتشكيلة الأساسية معروفة أسماؤها دون تكهنات جاءت فترة لوبيز التي حملت معيار الأداء وحده شرطًا للانضمام للمنتخب، فمنح الفرصه للاعبين كثر أثبتوا أحقيتهم بحمل شعار المنتخب الوطني وأثبتوا خطأ الفكر "الضحل" لسابقه الذي اعتبرهم لاعبين محليين لا يمكنهم الترقي صوب المستوى الدولي، لذا فمن الإنصاف أن نُشير إلى بعض الإيجابيات في تلك الفترة وكذا السلبيات التي تمثلت في أداء فني لم يلق القبول ولم يأت بجديد.

ويبقى السؤال الأهم : من سيكون خليفة لوبيز؟ سؤال يجول في خاطر الجميع والإجابة ستأتي من إستاد السيب في أوّل قرار صعب يصدره المجلس الجديد الذي يترأسه الوهيبي، وإن كانت هناك تلمحيات مبيتة تميل لتولي مدرب وطني بعينه للمهمة على غرار تجربة مهدي علي الناجحة مع المنتخب الإماراتي لقيادة الأحمر في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا بالإمارات 2018 .

وأخيرا : هل ستنتهي موجه الاعتذرات عن المنتخب بزوال السبب؟.