"المساحة" تدشن 5 مشاريع إستراتيجية للمعلومات الجغرافية لخدمة المؤسسات الحكومية والخاصة

 

 

 

 

 

 

البوسعيدي: المشاريع ركيزة أساسية للمهام التي تضطلع بها الهيئة

 

مسقط - الرُّؤية

دشَّنتْ الهيئة الوطنية للمساحة 5 مشاريع إستراتيجية وطنية مُتعلقة بالبنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية الوطنية بالسلطنة، والتي تعد بمثابة الركيزة الأساسية لجميع أنشطة المساحة وإنتاج البيانات الجغرافية والخرائط، وسوف تخدم جميع مستخدمي معلومات الجغرافيا المكانية في السلطنة، فضلا عن كونها معياراً لتوافق البيانات الجغرافية المكانية المنتجة، حيث ستعمل على تقليل وتوفير التكاليف مما سيكون له الأثر الإيجابي في تعزيز الاقتصاد الوطني بشكل عام.

أقيم حفل التدشين، أمس، بمقر الهيئة الوطنية للمساحة في معسكر بيت الفلج، تحت رعاية معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، وبحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء، والفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وقادة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وكبار ضباط قوات السلطان المسلحة وكبار ضباط الهيئة الوطنية للمساحة.

واستهل الحفل بكلمة العميد الركن جوي أحمد بن سيف البادي رئيس الهيئة الوطنية للمساحة؛ أوضح خلالها ماهية المشاريع التي تم تدشينها والفائدة المرجوة منها، كما قدم ركن أول قاعدة البيانات الجغرافية الرقمية (مدير المشاريع بالهيئة الوطنية للمساحة) إيجازا؛ بيَّن من خلاله أهمية المشاريع المدشنة، وما ستسهم به من دعم لقطاعات التنمية المختلفة، وما توفره من بيانات دقيقة ومساندة للبنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية.

وفي الختام، قام مَعَالي السيِّد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع راعي الحفل والحضور بجولة في أفرع وأقسام الهيئة الوطنية للمساحة واطلع خلالها على كيفية سير العمل وإدارة هذه المشاريع من قبل القائمين عليها بالهيئة الوطنية للمساحة.

وبهذه المناسبة، قال مَعَالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع: نحتفل اليوم بثمرة جهود مخططة بتدشين خمسة مشاريع حيوية بالهيئة الوطنية للمساحة، وقد اشتملت المشاريع على إنشاء الشبكـة الوطنية المرجعيـة الدائمة التشغيل للسلطنة، وإنشاء النموذج الجيودي الوطني، وإعداد الدليل الجغرافي المكاني، وإنتاج الخرائط الطبوغرافية، وإنتاج أطلس الطرق لعام 2016م، وتعد هذه المشاريع ركيزة أساسية للمهام والواجبات التي تضطلع بها الهيئة الوطنية للمساحة في تنفيذ كافة متطلبات الأنشطة المساحية وإنتاج البيانات الجغرافية المكانية، وستعمل هذه المشاريع على تحقيق الأهداف المنشودة على المستوى الوطني مما يسهم في تحقيق فوائد كبيرة على المستوى الإستراتيجي والتنموي والاقتصادي، وإن الهيئة الوطنية للمساحة ومنذ تأسيسها في عام 1984م تقوم بأداء دورها الوطني في مسيرة النهضة المباركة والتنمية الحديثة في السلطنة، وذلك بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية الأخرى".

وتمثلت المشاريع التي تمَّ تدشينها في مشروع إنتاج الخرائط الطبوغرافية للسلطنة بمقياس رسم 1 إلى 50 ألفا و1 إلى 100 ألف، والذي يمكن الهيئة من إنتاج وتغطية كافة أرجاء السلطنة بخرائط طبوغرافية باستخدام بيانات حديثة ودقيقة في فترة وجيزة جدًّا، حيث يتضمن المشروع إنشاء بيانات جغرافية مكانية طبوغرافية مترابطة ودقيقة لخريطة ثلاثية الأبعاد في قاعدة البيانات الخاصة بها بمقياس الرسم 50000:1 وإنتاج خرائط ورقية لجميع مناطق السلطنة، وستكون هذه البيانات الخطية الاتجاهية متوفرة لمختلف المستخدمين وفق الأطر والنظم المتبعة بالهيئة الوطنية للمساحة، وستمكن من تلبية الطلبات المستمرة والمستقبلية للمستخدمين مع إمكانية اشتقاق خرائط بمقاييس أخرى من البيانات نفسها.

أمَّا المشروع الثاني، فيتمثل في إنشاء الشبكة الوطنية المرجعية دائمة التشغيل (OMANCORSNET)، وهو عبارة عن شبكة لمحطات مرجعية دائمة التشغيل تقوم بعملية التسجيل المتواصل للإشارات التي يبثها النظام العالمي لتحديد المواقع (GNSS) وإمداد الهيئات والمؤسسات داخل السلطنة ببيانات مباشرة وقدرات للمعالجة البعدية لتحديد المواقع باستخدام جهاز استقبال واحد نوع (روفر).

أما المشروع الثالث، فهو إنشاء النموذج الجيودي الوطني للسلطنة والذي سيعمل على تفادي الطرق التقليدية في استنباط الارتفاعات، وذلك من خلال تحديد قيمة الارتفاع الجيودي على نقطة رصد النظام العالمي لتحديد المواقع (GNSS)؛ حيث يتيح استنتاج الارتفاع الأورثومتري لنقطة معينة باستخدام علاقة معروفة. ويتمثل المشروع الرابع في إعداد الدليل الجغرافي المكاني للسلطنة ويضم جميع الأسس والمعايير الوطنية المتعلقة بالممارسات ذات الصلة باستخلاص البيانات الجغرافية المكانية الوطنية والأنشطة المساحية والخدمات الجغرافية التي تقدمها الهيئة الوطنية للمساحة لمختلف المستخدمين والمستفيدين من هذه المعلومات في السلطنة، حيث يتضمن سياسة تبادل واستخدام البيانات الجغرافية المكانية كما يوضح وبشكل صريح السياسة المتعلقة بحقوق الطبع والمواصفات الفنية لمختلف الأنشطة المساحية وأنشطة اجتذاب البيانات. ويحوي الدليل الجغرافي المكاني كذلك نموذج البيانات الوطني وخريطة الأساس الوطنية والمواصفات الكرتغرافية للخرائط الطبوغرافية. كما يشمل مواصفات وتعليمات تصاريح الطيران والتصوير الجوي والمسوحات الطبوغرافية والتفصيلية.

أما المشروع الخامس، فهو إنتاج أطلس الطرق 2016، والذي يمثل دليلاً رسمياً وشاملاً للسلطنة ويوفر معلومات قيمة للسياح يسهل تنقلهم من مكان لآخر داخل السلطنة، كما يشكل مصدراً ثرياً للمعلومات لكل من يزور السلطنة لأول مرة أو ممن يزورونها باستمرار.

وفي هذا الصدد، قال العميد الركن جوي أحمد بن سيف البادي رئيس الهيئة الوطنية للمساحة، إنَّ هذه المشاريع تمثل مرتكزاً للمعلومات الجغرافية المكانية وستكون متاحة للجهات الحكومية بالسلطنة، وستستفيد منها العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، إضافة إلى الجهات العسكرية والأمنية من الشبكة الوطنية المرجعية دائمة التشغيل للسلطنة، وسيصبح بالإمكان تبادل البيانات الجغرافية المكانية بين المستخدمين في ظل وجود نظام تنسيق موحد لتبادل هذه البيانات الناتجة عن هذه الشبكة، وهو ما من شأنه أن يعزز الرقابة على استخدام وتوزيع هذه البيانات في السلطنة عبر البنية الأساسية لقاعدة البيانات الجغرافية المكانية المتوقع إنشاؤها في المستقبل".   

بينما أشار العقيد الركن عادل بن حمد السناني مساعد رئيس الهيئة الوطنية للمساحة، إلى أنَّ هذه المشاريع تمثل حجر الزاوية في العمل الجغرافي، وستوفر المعلومات الجغرافية المطلوبة للقطاعين الحكومي والخاص بالسلطنة، إضافة لقوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى، كما أنها تُسهم في عمليات التخطيط الإستراتيجي، فهي توفر بيانات لمحطات الرصد ومتفقة مع العديد من الأنظمة المساحية وتوفر الجانب الأمني في التعامل مع البيانات وأمن المعلومات الجغرافية.

أما الضابط المدني سليم بن عبدالله الهاشمي، مدير المعلومات الجغرافية المكانية؛ فقال: "تكمن أهمية المشاريع في توفير البنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية والخرائط الطبوغرافية، كما توفر خرائط حديثة لاستخدامات متعددة وتحديد الارتفاعات بالطرق التقليدية ومعلومات الارتفاع الدقيقة وتوفر قاعدة بيانات وطنية للجاذبية الأرضية ومحطات الرصد.. وأشار المقدم الركن محفوظ بن جمعة العريمي ركن أول قاعدة البيانات الجغرافية الرقمية (مدير المشاريع بالهيئة الوطنية للمساحة)، إلى أنَّ هذا اليوم يمثل حدثاً مهماً للجغرافيا المكانية في السلطنة نظراً لما تقدمه هذه المشاريع من فوائد ومساهمات عدة من بينها إسناد عمليات التخطيط الإستراتيجي للسلطنة، فهي تخدم قطاعاً كبيراً من المستخدمين والمعنيين بالأعمال المساحية في السلطنة، كما تدعم قطاعات التنمية المختلفة من خلال توفير البيانات الدقيقة وتساند البنية الأساسية للمعلومات الجغرافية المكانية وتوفر الدعم المباشر لعمليات التخطيط المختلفة، وتدعم متخذي القرار من خلال اعتماد وتحديد البيانات الجغرافية، كما تساند عمليات الاستجابة للحالات الطارئة والكوارث وتدعم الجانب البحثي والعلمي في السلطنة.

 

تعليق عبر الفيس بوك