عندما تعالج الأم جوانب التقصير وتحلم بتفوق أولادها

الدروس الخصوصيّة.. الدواء المر

 

 

 

 

الرؤية - مدرين المكتوميّة

 

مثل الدواء المر الذي يضطر المريض إلى تجرعه أملاً في الشفاء يضطر البعض إلى تجرع الدروس الخصوصية كحل للإخفاقات التي تحدث في متابعة الأبناء والاهتمام بهم، وفي مدى قدرتهم على التحصيل العلمي، إضافة إلى ذلك يظل حلم التفوق الذي يراود الأمهات والآباء دافعاً قوياً للبحث عن أي وسائل لتحقيقه.

بطلة تجربة اليوم خ. س معلمة في إحدى المدارس (!!) حاولت بكل السبل تحقيق حلمها في أن يحصل أولادها على الدرجات النهائية ويتصدرون القمة كل عام، ومن أجل ذلك استخدمت كل ما يمكنها من ذلك، ودفعت مبالغ طائلة في البداية حتى تعلمهم في مدارس خاصة وإرسالهم في الصيف إلى الخارج، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بإعطائهم دروساً خصوصية في مختلف المواد الدراسية لتضمن المعدلات النهائية.

 

حتى وإن تذمروا ..!!

عاش أبناء خ. س على الدراسة طوال الوقت حتى وإن تذمروا تقوم بتوبيخهم كونها تريد أن يكونوا في مناصب قيادية في المستقبل، فكانت لديها مخططات كثيرة يجب على الأبناء تنفيذها ولهذا كان عليها أن تصل إلى تجرع دواء أكثر مرارة وهو الدروس الخصوصية، رغم كونها معلمة تنتمي إلى منظومة تحارب هذا النوع من النشاط، وفعلا بدأت تفكر أنهم بحاجة لمدرسين خصوصيين في بعض المواد الدراسية يملأون فراغ الفترة المسائية بالمزيد من الجهد والاستذكار، استغرقت في رحلة البحث عن مدرسين في الرياضيات واللغة الإنجليزية وقتاً طويلاً، وهما المادتان اللتان يحتاجان فيها إلى المزيد من الاهتمام والتركيز.

لم يكن لدى الأبناء أي فرصة للتذمر أو الرفض لما تقرره والدتهم بشأنهم، فهي المسؤول الأول عنهم وهي التي تبذل كل جهد ممكن لتجعلهم في المراتب الأولى، ودائما تفخر بأنّهم لا يخذلونها ويسمعون منها كل شيء، ويقومون بكل ما تريده.

كانت خ. س تردد دائماً أنّ الدروس الخصوصية مفيدة جدا وتقدم الكثير لأبنائي والحمد لله هم يشعرون بأنّهم غير محتاجين لبذل جهد كبير قبل الامتحانات كونهم أساسا يستذكرون دروسهم بشكل دائم، وتعطيهم ثقه كبيرة في تواجدهم في صفوف المدرسة، أنا لا أستغني عنها فهي من جعلت أبنائي في المقدمة.

تقول خ. س: صحيح إن الحصول على مدرس خصوصي يحتاج وقتا وجهدًا، وقد يجد أبنائي صعوبة في التواصل مع المعلم ولكنّي لا أوقف البحث عن البديل يمكنه أن يعطيهم الدروس بأريحية.

وحتى الآن أبنائي الثلاثة لم يحصلوا على معدلات منخفضة أبدا سوى ابنتي الكبرى التي واجهت بعض الصعوبات في مادة الرياضيات ولكنها استطاعت مع الوقت التغلب على ذلك بسبب المدرس الخصوصي، وتحسنت بصورة كبيرة، وأصبحت لديها ثقة في حل المسائل الرياضية دون توتر أو خوف، وتشرح حل المسائل للطالبات، وهناك الكثير من صديقاتها اللاتي يأتين إلى المنزل لتقوم بشرح الدروس الرياضية الصعبة لهنّ، والحمد لله عندما أكون في اجتماع أولياء الأمور دائما ما أجد الثناء والتقدير من قبل المدرسات والمدرسين على تفوق أبنائي الدراسي.

 

اهتمام كبير

أضافت خ. س : لأني أم وموظفة في نفس الوقت لا أجد الوقت الكافي في مساعدة أبنائي بكل المواد الدراسية، كما أنني لا أملك الدراية الكافية بكل أنواع العلوم، ولديّ معرفة جيدة فقط في نطاق ما أقوم بتدريسه، وإذا كانت هناك شكاوى تصل للجهات المعنية عن المدرسين الخصوصيين فأنا أجد أنهم من أهم الأشخاص الذين بإمكانهم إيصال الطالب إلى المستوى المطلوب خاصة إذا كان المدرس مخلصا لعمله، ففي النهاية المبلغ الذي أقوم بدفعه لهؤلاء المدرسين هو نفس ما سأقوم بدفعه في أي معهد آخر، وقد يختلف الحال في أن أبنائي يستقبلون مدرسيهم 3  أيام في الأسبوع حتى يكون لديهم قدر كاف من الدروس التي تحتاج إلى شرح بالإضافة إلى أنني لا أنسى أنهم بحاجة إلى وقت للراحة والنزهة، وابنتي الآن في الصف الحادي عشر وهي متفوقة واعتقد مع وجود الدعم الكافي مني ومن مدرسيها ستصل لمعدلات ممتازة.

وقالت خ. س: كل ما أتمناه فعلا أن يظل المستوى التعليمي لأبنائي متميزا، وما أتوقعه أنه بوجود الاهتمام من قبلهم والتركيز والتفكير في أن كل ما أبذله هو لصالح مستقبلهم، سيستمرون في التقدم على الطريق الذي رسمته لهم، والذي سيسمح لهم بارتياد جامعات وكليات ذات مستوى راقٍ في المستقبل وقد يحصلون على منح خارجية تعطيهم فرصا لدراسة تخصصات جديدة في سوق العمل.

تعليق عبر الفيس بوك