طالب المقبالي
نشرت جريدة الرؤية هذا الأسبوع تحقيقا في صفحة صوت المواطن نقلت فيه صوت المواطن، ورأي المسؤول معا عن هذا المثلث الذي يطلق عليه الأهالي "مثلث الموت"، و"مثلث الرعب"، لما يحصده من أرواح بريئة.
ومن بين المتحدثين في ذلك التحقيق، من فقد عزيز عند هذا المثلث، وقد عبر عن معاناته الحقيقية والنار التي اكتوى بها في هذا المكان.
هذا المثلث زهق أرواحًا بريئة منهم من خرج إلى عمله صباحاً، ومنهم من حمل مريضا إلى المستشفى وعاد إلى منزله جثة هامدة ملطخة بالدماء، ومنهم من ذهب إلى مدرسته ولم يصل إليها.
أي وصف وأي تعبير أستطيع القول وأنا أسمع بكاء الثكالى اللاتي نُكبن في هذا المثلث.
فكما وصفت قرية المسفاة بأنها واحدة من القرى الجميلة التي تتمتع بمقومات سياحية لما تحويه من آثار ومعالم ضاربة في القدم، فإن مرتادي هذه القرية ليسوا وحدهم أبناءها، وإنما يفد إليها الزوار من كل مكان، كما أنّ بها مكتبا لمحافظ جنوب الباطنة يتخذ منه مقراً لإدارة أعمال المحافظة ومرتاديه من مختلف ولايات محافظة جنوب الباطنة.
كما تعتبر قرية المسفاة من القرى النشطة في الفعاليات الثقافية والرياضية التي سطر إنجازاتها فريق المسفاة الرياضي الثقافي التابع لنادي الرستاق الرياضي، وبالتالي تستقطب هذه الفعاليات أعدادا كبيرة من أبناء الولاية لمشاركة الأهالي مناسباتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية، فالقرية جزء لا يتجزأ من ولاية الرستاق، ومناسباتها وفعالياتها جزء من مناسبات أهل الولاية ومشاركة جميع أبناء الولاية أمر حتمي.
فكم تردد أهالي الولاية إلى مكاتب المسؤولين في وزارة النقل والاتصالات، وكذلك مكاتب أصحاب السعادة محافظ جنوب الباطنة ووالي الرستاق اللذين لم يدخرا أي جهد من أجل تحقيق مطالب الأهالي لإحساسهما بالمعاناة التي يعانيها الأهالي.
ولا يخفى على أحد من أبناء الولاية تلك المساعي التي بذلها سعادة الشيخ المحافظ شخصياً، حيث اجتمع سعادته بعدد من المهندسين بوزارة النقل والاتصالات لاستعراض المقترح النهائي لإنشاء دوار مكان التقاطع الحالي الذي تم من خلاله الوقوف على الخرائط المعنية بتنفيذ مشروع الدوار من بين ثلاثة مواقع مختلفة كانت مقترحة وتم اختيار وتحديد الموقع الأفضل، وقد كللت هذه الجهود والمساعي بالنجاح، حيث شرعت وزارة النقل والاتصالات فعلاً في إعداد المناقصة والتي أرسيت على إحدى الشركات المتخصصة، ويأمل الأهالي أن يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل لما يشكله من أهمية خاصة مع قرب انتهاء مشروع طريق الباطنة السريع الذي يعبر قرية المسفاة، وبذلك ستصبح المسفاة واحدة من البوابات الرئيسية للعبور إلى الطريق الجديد.
ويصف أحد الأهالي في القرية الوضع بالصعب واصفاً عند سماعنا عن وقوع حادث تقفز إلى الذهن ذكريات مؤلمة لأشخاص أعزاء أفاقوا الصباح ليذهبوا إلى أعمالهم ومشاويرهم ليعيش الأهالي بعدها صدمة فراقهم وفقدهم.
ويصف أحد المواطنين المثلثات في الشوارع الرئيسية بأنّها من المسببات الرئيسية للحوادث المرورية من الدرجة الأولى، ولقد أولت الحكومة الرشيدة اهتماما لتلك المثلثات والمداخل للقرى في الولايات وكذلك الشوارع الرئيسية وتحويلها إلى جسور وكذلك دوارات وذلك نتيجة للكوارث المرورية التي وقعت فيها خلال الأعوام الماضية.
ويأمل أهالي قرية المسفاة خاصة وأهالي الرستاق عامة أن تكون هناك مبادرة سريعة ضمن الحلول المطروحة لحل هذه القضية وهي إنشاء دوار على وجه السرعة، فحياة الإنسان أغلى من أي اعتبارات مادية، خاصة وأنّه قد سبق وأن أرسيت مناقصة إنشاء الدوار على إحدى الشركات المتخصصة، ولا تعرف أسباب تأخير تنفيذ المشروع.
فمن الحلول التي يراها الأهالي أيضا إنشاء نفق لعبور المركبات، أو طريق التفافي كالمعمول به عند دوار الملدة، الرستاق.
وأنا مع القائل هكذا هي الحقوق والأولويات ولذلك يصعب أن نتفهم فكرة تأخير المشروع بحجة توفر الميزانية، فقيمة الإنسان أكبر، فكم من أرواح أزهقت وأخرى تعيش إعاقة مزمنة وأخرى تأثرت صحياً واقتصادياً ونفسياً جراء هذه الإشكالية.