زيارة ليست للتهنئة

 

 

وليد الخفيف

أعتقد أنَّ زيارة الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، للسلطنة لم تكن لتهنئة مجلس إدارة الاتحاد العماني الجديد فحسب، إذ كان يُمكنه ذلك عبر اتصال هاتفي، أسوة برئيس الاتحاد الدولي، الذي بادر بتهنئة الوهيبي فور إعلان فوزه رسميًّا؛ فالزيارة الأولى للشيخ البحريني لمسقط في هذا التوقيت، وعقب إعلان الوهيبي رئيسا جديدا خلفا للبوسعيدي الذي رفض الترشح لولاية جديدة، تحمل في باطنها الكثير من الغايات والمصالح المشتركة للطرفين؛ فالاهداف الحقيقية التي لم يكشف عنها النقاب بقيت خفية دون إعلان؛ فالسياسة لا تعترف بالمواقف الثابتة، وإنما تعترف بالمصالح المشتركة، وكرة القدم أضحت سياسة وعلاقات ومصالح من الطراز الأول، تديرها جمهورية الفيفا عبر فروعها القارية؛ فاذا التقت المصالح تحققت الغايات؛ فمن البديهي أن يسعى رئيس الاتحاد الآسيوي الذي لقي معارضة من الرئيس السابق للاتحاد العماني لكرة القدم السيد خالد بن حمد في انتخابات الفيفا الأخيرة، إلى توسيع قاعدة مؤيديه، وتعزيز قوى تكتله بانضمام عُمان، ويبدو أنَّ طريقه بات ممهدا لإقامة علاقات قوية مع الوهيبي؛ تمهيدا لانضمام الأخير لتكتل آسيا الموحَّد الذي يقوده الفهد الكويتي، ويبدو أيضا أنَّ العودة للبيت الآسيوي قد تكون المقابل الذي يناله الجانب العماني، ولا عيب في ذلك أبدا، لا سيما بعدما أثيرت قضية استبعاد المهندي من المكتب التنفيذي للاتحاد القاري، وأن المقعد سيكون شاغرا.

ورَغْم إعلان رئيس الاتحاد الآسيوي أنَّ عودة السلطنة للمكتب التنفيذي القاري مرهون بإقناع الجمعية العمومية المقدَّر عدد أعضائها بستة وأربعين عضوا، ومدى قدرة الوهيبي ومجلس إدارته على إقناع الأغلبية، إلا أنَّ تكتل آسيا الموحد يقدر على تحقيق هذا الأمر إذ يضم التكتل ثلاثا وثلاثين صوتا، كما أعلن أحمد الفهد في كثير من الأحيان؛ مما يكفل حسم الأمور مبكرا إذا ما اعتزم مساندة أحد رجاله بمنحه الأغلبية الساحقة؛ فإذا كان الحلف سببا في خسارة السلطنة لمقعدها في المكتب التنفيذي في الانتخابات الأخيرة، بعدما فُسرت تغريدة البوسعيدي بوصفها ترشيح للأمير الأردني لرئاسة الفيفا، أمر إيجابي أنها دعم للأمير علي بن الحسين في وجه بلاتر رئيس جمهورية الفيفا صاحب الجاه آنذاك فربما هو من يدعمه للعودة مجددا بعدما تغيَّرت الأشخاص؛ ففي الوقت الذي كان فيه حلف آسيا الموحَّد يجهِّز عدته وعتاده لدعم السويسري جوزيف بلاتر لفترة رئاسية جديدة، آملين منحه أكبر عدد من أصوات القارة الصفراء في مواجهة المرشح العربي، لم يكن موقف السلطنة واضحا لدعم أحد المرشحين نظرا لقناعات كامنة لدى صاحب القرار في هذا الوقت؛ الأمر الذي اعتبره التكتل خروجا عن السرب ومناهضة لبلاتر ورجاله، فأعلنها الفهد صراحة دون دبلوماسية أن تكتل آسيا الموحد سيظل يدعم بلاتر حتى النهاية، ومن يقف ضد بلاتر فإنه يقف ضد التكتل، ورغم عدم إفصاح السيد خالد بن حمد عن وجهة صَوْت السلطنة في انتخابات الفيفا في المرتين، إلا أنه من المنطقي عبر تحليلي الشخصي أن صوته كان لأي مرشح معارض للشيخ البحريني؛ إذ كان تكتله سببا في ابتعاده عن المكتب التنفيذي.

لذا؛ فنحن على مشارف فترة جديدة بسياسة اختلفت باختلاف توجهات أصاحبها، ولكن المصالح المشتركة تبقى ثابتة تحرك أنفاس الجميع، وعيلنا أن نستغل الفرص في تحقيق أكبر قدر من المكاسب لخدمة الكرة العمانية.