فكر جديد

 

 

وليد الخفيف

(مُشاركة جيدة، أداء مشرف، الحضور أثنوا على مستوى لاعبينا، نجحنا في استضافة البطولة، الإمكانيات ضعيفة، الإعداد فقير، ليس في الإمكان أفضل مما كان، سنحاول جاهدين الظهور بشكل أفضل البطولة القادمة).. قصدت ان ابدأ من آخر السطر، ساردا ما يقوله بعض المسؤولين عقب كل إخفاق أو تعثر رياضي، فالإجابة مُوحَّدة على كل الاتحادات واللجان، وما عليك يا عزيزي إلا أن تختار من بين الأقواس ما يناسبك بعيدا عن تحمل المسؤولية لترد به على الوسط الرياضي الذي سَئِم هذه الردود المستهلكة، ولكن عفوًا إذا كان الواقع مريرا صعبا وعرا كذلك، فلماذا يتشبث البعض بالمنصب رغم عدم امتلاك الحلول، بل وتعتزم الأغلبية خوض الانتخابات المقبلة؟ فليس من الإنصاف أن نُقلِّل من قيمة الإمكانيات والجهود التي توليها الحكومة لهذا القطاع العريض؛ فالإمكانيات المتاحة جيدة مقارنة بدول أخرى حقَّقت نجاحات أفضل بإمكانيات أقل، بفضل فكرها الإداري غير التقليدي؛ فالدولة التي تنعم بالاستقرار والأمن في كافة ربوعها من حق جمهورها أن يسعد، ولكن كيف يسعد وهو بعيد عن منصات التتويج منذ فترة ليست بالقصيرة والسبب واهٍ، فما نفتقده حقيقة هو الفكر الإداري الجديد الذي يتَّفق مع المعطيات المتاحة، والقادر على تحويل دعم قليل إلى إنجاز كبير؛ فبات منطقيًّا الخروج من عباءة الدعم الحكومي كمصدر وحيد للإنفاق إلى آفاق أرحب وأوسع مُفاده البحث عن مصادر بديلة وحلول إبداعية غير تقليدية لإدارة العديد من الملفات الشائكة، فنحن بحاجة لخبراء فنيين "حقيقيين" بأفكار جديدة وأداء مغاير. نحن بحاجة لخطط فنية معززة ببرامج زمنية واضحة المدة تخول لجهة الاختصاص وضعها تحت التقييم المستمر والتخلي تماما عن تطبيق سياسة رد الفعل، علينا أن نتخلَّص من هاجس امتلاك المنافس لأسلحة فتاكة خرافية لا قبل لنا بها، فهو وهم أغرقنا به أنفسنا، وزرعه بعض حاملي الأفكار الانهزامية في نفوس الشباب، فأفقدهم ثقافة الفوز، فخسروا الحرب قبل نشوبها، والسبب إداري بحت، فهل من المعقول أن يعترف أحد المسؤولين رسميا بعدم امتلاك مؤسسته الرياضية لبرامج وخطط سنوية واضحة، وأن المشاركة جاءت عن "عجل"، دون وضوح للأهداف وبغير استعداد مسبق؛ فإذا كان الوضع كذلك فكيف تلقون باللوم والمسؤولية على الدولة والإمكانيات، فحاسبوا أنفسكم أولا.

فلنجمع إذن كل الحلول المطروحة، وندعو لتطبيق قانون رياضة جديد يقضي بتعديل الأنظمة الأساسية للاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية بما يتفق والمرحلة الراهنة، خاصة وأن هذه الأنظمة لم تحقق الطموح؛ فالأولمبية العمانية يجب أن تكون مستقلة تماما عن الاتحادات الرياضية، فكيف تكون الخصم والحكم في نفس الوقت؟ كما يجب أن يمنحها نظامها الأساسي الحق في وضع الخطط والبرامج الزمنية لتأهل اللاعبين المقبيلن على المشاركات الأولمبية، وأعتقد أنه قد حان وقت عدم الجمع بين المناصب وإتاحة الفرص لشباب جُدد لخوض معترك العمل التطوعي، تزامنا مع جمعيات عمومية فاعلة، فهم أصحاب الحق الأصيل في تقييم مجالس الإدارات دون غيرهم.

وأدعو كل اتحاد إلى أن يُفصح عن قيم عوائد تسويقه، ومقارنتها بالدعم الحكومي الذي تلقاه، ويبدو لي أن منح كل الاتحادات الرياضية قيما متساوية في الدعم أمر بات بحاجة للمناقشة وإعادة النظر؛ فتحديد قيم الدعم السنوي يجب أن تخضع لمعايير أخرى تحثُّ الاتحادات على العمل الجاد والسعي لتحقيق إنجاز "حقيقي"؛ فلماذا لا نستعد من اليوم لأولمبياد طوكيو بجهود ملموسه على أرض الواقع؟! أليس من حق السلطنة أن تحصل على أول ميدالية أولمبية في تاريخها؟!

وختاما.. كلُّ التحية لرجال المنتخب العماني للناشئين والجهاز الفني والإداري، خسرنا معركة ولن نخسر الحرب، جيل واعد بمجموعة من المهارات القادرة على تحقيق ما نصبو إليه، والدعوة لاتحاد الكرة للاهتمام بأبناء هذا الجيل.