المعتصم البوسعيدي
يعودُ تاريخ الكلمات المتقاطعة لأكثر من مائة عام عندما نشرتها الصحيفة الأمريكية "نيويورك وورلد" على صفحاتها بغية التسلية وجذب القراء إليها، اللعبة الشهيرة لم تؤطِّر بالتسلية المحضة؛ بل كانت لعبة ذهنية تستوجب إشغال العقل والبحث عن المعلومات، إضافة إلى سهولة الحصول عليها دون تكلفة مالية كبيرة، وقد ظلت لفترة طويلة اللعبة الأشهر وذات الصيت العالي، وتحظى بمكانة ثابتة بثبوت قيمتها حتى يومنا هذا.
الكلمات المتقاطعة -في نظري- تتشابه أو تتقاطع مع واقعنا المعاش؛ ثمة حياة مليئة بالمربعات الفارغة تستوجب منا وضع الحروف عليها، وإذا ما نظرنا بهذا المنظور على كرة القدم العُمانية لوجدنا فيها كلمات متقاطعة واسئلة كثيرة تحتاج للإجابة حتى نصل لحل اللغز: كيف تتطور كرتنا البسيطة؟! من أجل ذلك سأحاول الإجابة عن بعض التساؤلات وليبحث كل منا عن إجاباته، فلربما تشاركنا جميعًا الحل الصحيح، ولربما تكاملنا في الإجابات.
يظهر لي في الخط الأفقي الأول سؤال عن أحد أنواع الحروب التي تكون غير مباشرة، وتحمل فترات تهدئة وتظهر بين الفينة والأخرى، المربعات الفارغة لهذه الكلمة تتكون من سبعة حروف، ماذا يمكن أن تكون هذه الحرب في ساحة الكرة العُمانية؟! قليلاً من الدهشة ثم أدرك الحل إذا ما أقنعت نفسي بوجود صراعات وتوتر على أكثر من صعيد، وهذا طبيعي في أي عمل وتحت مظلة أي مؤسسة؛ فمن الصراعات ما يُعد إيجابيًّا نحو تنافسية فردية كانت أم جماعية، لكن الأمر على غير ذلك إن تفاقم ووصل إلى "حرب حقيقية" أيضًا هناك قوى تريد فرض سياسات معينة ولها وجهات نظر ونهج مختلف كل حسب رؤيته، ولا ضير إن كانت المصلحة واحدة على ان لا تدخل في نطاق التصادم خاصة المباشر منه؛ فالبقاء للعمل الحقيقي الناجح، يبدو إنني عرفت الحل ووضعت الحروف على النحو التالي: (ا ل ب ا ر د ة)؛ الحرب الباردة.
الخط العمودي وعلى مربع يلتقي مع حرف (الباء) في إجابتي الأولى هناك سؤال عن أشهر الأدوية وأكثرها تناولاً بين الناس؟! المربعات الفارغة لهذا السؤال من ستة حروف، أعتقد الإجابة سهلة تمامًا، إنما الغريب علاقة هذا الدواء بالكرة العُمانية، هناك حيرة في الموضوع وربما سر يجب "التفتيش" عن خباياه، لنتفق على الحل أولاً ثم نذهب لرمزيته؛ الإجابة (ب ن ا د و ل) ربما الكلمة ليست عربية، لكنها الوصف الطبي الصحيح الذي ملأ الفراغات، الآن أعود للكرة أو للموسم الرياضي ثمة علاج لكل مشكلة يقع فيها النادي خلال مشواره التنافسي بالدوري سواء للتتويج أو البقاء او حتى السعي لمركز يؤهل لمشاركة خارجية وإن كنت أشك في ذلك!! "إقالة المدربين" الدواء الذي استُخدم كثيرًا الموسم الماضي يعود سريعًا هذه الموسم؛ فقد أطاح قبل بدايته بمدربين بين إقالة واستقالة وبثالث بعد جولة واحدة، ويبدو أيضًا أنَّ هناك نوعا آخر من "البنادول" ظهر مؤخرًا يخص اللاعبين والعقود التي أشبه "بكلام الليل يمحوه النهارُ"، ولا شك أنَّ "البنادول" الدواء الأكثر جدلاً حول استخدامه طبيًا ورياضيًّا على حد سواء!
شدَّني سؤال بسيط جدًّا في مربع الكلمات، أسرعت لحله قبل أن أُنهي مشوار الإجابات خلال هذه السطور، مُرادف كلمة "تَطَلُّع" من ثلاثة مربعات فارغة، دونت سريعًا (أ م ل) ما أجمل هذه الكلمة، أينما ولينا الوجوه فثمة أعين تبحث عن الأمل، عن ما يُبدد الشكوى وينير الدرب الطويل، في كُرتنا أشرق الأمل من المنتخب الأولمبي رغم حلوله ثانيًا في البطولة الخليجية، وفي الهند يرسم منتخب الناشئين حلما جميلا، حلم يجب أن لا يتبعثر بين المجالس، ولنا أمل أيضًا مع رؤية "التغيير والشفافية"، خاصة وأن الشيخ سالم الوهيبي اعتبر قطاع الناشئين "ركيزة أساسية للنمو والتطوير" ومنطلقا حقيقيا لمونديال قطر 2022م.
أكتفي بهذا القدر من حل الكلمات المتقاطعة، ويمكن لكل مهتم في الشأن الرياضي مع قهوة الصباح أو كوب شاي المساء أن يُمسك القلم ويملأ الفراغات؛ بحيث لا ننسى أنَّ الكلمات المتقاطعة أكبر من مجرد لعبة!