"دوري الأبطال".. أندية الواقع والطموح

 

 

حسين الغافري

بإثارة مُطلقة، انطلقت الجولة الأولى من مباريات دوري أبطال أوروبا، وهي ترسم خارطة طريق لمنافسة شرسة سنعيشها -بإذن الله- طيلة الموسم الكروي. سالت الأقلام كثيراً في محاولة مسبقة لرسم صورة عامة لأقطاب التنافس هذا الموسم، مع أنَّ الحديث حول هذا الجانب لا يبدو إلا محض اجتهادات شخصية مسبقة. ولعلَّ السبب يكمُن في كمية التقلبات والتغيرات المتوقع حدوثها طيلة التسعة أشهر من عمر البطولة. حامل اللقب ريال مدريد عانى كثيراً في حصد نقاطه الثلاث الأولى على ملعبه التي جاءت متأخرة أمام منافسه البرتغالي العنيد سبورتنج لشبونة والذي قدم لقاء تنافسيا أحرج فيه الريال بين جمهوره. بصورة أخرى ومع ما قدمه النادي البرتغالي يظهر لنا جميعاً إنطباع مبدئي في أن مهمة الريال تبدو غير سهلة في محافظته على اللقب، حتى أن الأمر تاريخياً لم يحدث في أن يحتفظ البطل بلقبه منذ التعديل الجديد للبطولة مطلع التسعينيات.

ومن لقاء آخر، برشلونة كان محظوظا بثلاثة أيام فقط من لقائه المخيِّب أمام الصاعد الجديد الأفيس؛ ليسرع في محو خيبة سقوطه المفاجئ على أرضه بمنافسات الدوري المحلي. أما سيلتك فكان بمعنويات أعلى كيف لا وهو المنتشي بفوزه العريض على منافسه التقليدي رينجرز بأسكوتلندا برباعية لهدف. إجمالاً، لم يكن ليظن جمهور سيلتك سقوطا كبيرا لفريقه في الكامب نو بسباعية نظيفة، ولا حتى أكبر المتعصبين لبرشلونة لم يكن ليحلم بهكذا فوز. زملاء المبدع ميسي حققوا العلامة الكاملة وقدموا صورة مبكرة على مخطط اللقب السادس في دوري الأبطال الأوروبي بعد أربعة ألقاب في آخر عشر مواسم. برشلونة -هذا الموسم- متوقع منه مجدداً رؤية الـ MSN في أوجْ عطائهم لتحقيق الألقاب مثلما شاهدنا أهداف الفريق دائماً مرتبطة بتألق الثلاثي. أما أتلتيكو فقدم بداية ممتازة وحقق ثلاث نقاط أمام خصم صعب كآيندهوفن ومن الممكن الرهان بكتيبة سيميوني والتي قدمت صورة طيبة أوروبياً آخر ست أعوام. آخر فرسان إسبانيا كان أشبيلية بقيادة الأرجنتيني سامباولي وعودة بنقطة ثمينة من تورينو وهو ما يعزز قوة الحضور الإسباني أوروبياً في آخر ثلاث مواسم وسيطرتهم المطلقة على البطولات ما يفسر النجاحات التي حققها الجيل الإسباني القديم بأوروبا والعالم والتطلع بنجاحات جديدة بالجيل الحاضر.

من ناحية أخرى، فإن يوفنتوس ومع بداية لم تكتمل بالنقاط الثلاث، إلا أن قوة التعاقدات والقيمة المالية الضخمة التي استثمرها بالصيف ترى أن النجاح الأوروبي مطلب جماهيري بعد السيطرة الكبيرة للدوري المحلي والفوارق الواضحة مع بقية منافسيه، أمثال نابولي الذي تفوق وحصد نقاطه الأوروبية كاملةً.

أما كبير ألمانيا، ففوزه الكبير ليس بغريب بل ومنتظر أن يشكل رقما صعبا بالمنافسة على اللقب، كذلك دورتموند بفوزه العريض يجعلنا ننظر إلى ما سيقدمه في قادم اللقاءات. مانشستر سيتي مع جوارديولا قدم صورة طيبة محلياً وأوروبياً ولمسة الفيلسوف الإسباني واضحة في فِكر الفريق وطريقة أدائه. ليستر أيضاً سجل حضوره الأوروبي الأول تاريخياً بأفضل ما يمكن وحقق العلامة الكاملة، وتوتنهام جانبه التوفيق ولكن منتظر بمجموعة اللاعبين الذين يملكهم في إحداث الجديد والنهوض. ومن جانب آخر، فقد عاد آرسنال بنقطة ثمينة من فرنسا بتعادله الإيجابي أمام باريس سان جيرمان. ختاماً، تبدو أندية ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ في المقدمة من أجل الصراع على لقب هذا الموسم. تأتي بعدهم أندية مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد في المنافسة. مع هذا كله لا تبدو باقي الأندية الأخرى ستلعب دور المتفرج وسيكون لها حضور وإزعاج خلال أطوار البطولة وهو ما سيضمن تنافس شرس المستفيد منه هو المتابع بدون شك.