القيادة... مهارة وفنون

 

منيرة السالمي**

هل تساءلت يوماً من أنا؟ هل أنا قائد؟ هل استطيع أن أقود نفسي والآخرين نحو تحقيق الأهداف المرجوة؟ ومتى أستطيع أن أعتبر نفسي قائدا ناجحا؟ وهل القيادة ضرورة؟

إنّ مفهوم القيادة مفهوم متداول في وقتنا الراهن، لكن هل نستطيع أن نُطلق على أنفسنا وعلى الشخص لقب قائد طالما ألهم وعلم الآخرين وقادهم وحرَّكهم نحو تحقيق أهدافهم؟!.

القيادة تبدأ بقيادة الذات أولاً، فكثير مِنّا يغفل عن هذا المفهوم ونراه يخفق حتى في إيصال أفكاره للناس وهو شيء مُهم جدًا لابد أن نتداركه، وطالما استطاع الإنسان أن يقود ذاته بكل احترافية، وهي أن تقود أفكارك ومشاعرك وأفعالك نحو الطريق الصحيح هنا يسهل علينا أن نقود ونلهم الآخرين ونوجههم ونؤثر فيهم نحو حياة أفضل.

فهنالك صفات كثيرة يتَّصف بها القائد الناجح وأستطيع أن ألخصها بخواص مشتركة تتواجد عند القادة الناجحين لابد أن يتداركها كل واحد منّا وهي القادة ..معلمين ... القادة دائماً نراهم يعلمون الناس مما تعلموا لا تتوقف الخبرة والمعلومة لديهم بل يحاولون إيصالها إلى الآخرين بحيث تؤثر فيهم وتلهمهم  نحو تحقيق الأحلام والأهداف ..

القادة.. يتعلمون.. القادة دائماً يتقبلون الآراء وقابلين للتدريب والتعليم دائمًا وأبدًا.. يحبون أن يتعلموا كثيرا ممن هم أخبر منهم لكي يمررون العلم لغيرهم

القادة.. يعملون بجد .. القادة دائماً يعملون مع فرقهم بكل جد واجتهاد لا يكتفون بتوزيع المهام لفرقهم فقط.

القادة يبنون قادة لا تبعاً..... أرى بأنّ القيادة شيء ضروري وحتمي في الوقت الراهن .. طالما نحن مخلوقون لأن نكون خلفاء في الأرض وملهمين للعالم فلابد أن نطلق العنان  للعملاق الداخلي وللطاقات الداخلية لكي نهلم ونغير من حياة الآخرين ونوجههم لا نُسيطر عليهم ونغلق آذاننا عن سماع آرائهم وأفكارهم  .. جميل أن يتبعك الناس بسبب تأثيرك في حياتهم (ملهم) ..فينبع فيهم روح الاحترام والشعور بالقبول في قلوبهم فيعشقون أن يتبعوك دائماً ويتعلمون منك فنون القيادة الناجحة والملهمة ويبقى كل حرف أطلقته كحكمة ومصدر إلهام وتصحيح طريقهم لطالما غفلوا عنه.

فكيف يصنع القائد قادة من بعدهم .. فالقائد يركز في تحويل الإنسان العادي إلى إنسان  فعال وذلك بالتركيز على اهتماماته وتفكيره وتغير قداوته وتحسين علاقاته مع الناس. فعندما يتحول الإنسان من إنسان عادي إلى إنسان فعال هنا لابد للقائد أن يعلم فريقه الفعال كيف يضع خطة ورؤية واضحة بحيث يلهم الآخرين وينقل هذه المهارة للآخرين، فالقيادة فن وذوق واحترام  وحب مُتبادل وأداة ومهارة وذكاء اجتماعي ..فالقيادة تغير أمة بأكملها .

 

**مساعد باحث

تعليق عبر الفيس بوك