إحياء تجربة البرامج المشتركة بين الإعلاميين الخليجيين في حاجة إلى دراسة جدوى

إعلاميون: المواهب الشابة تجدد الدماء في تليفزيون السلطنة وتضمن التطوير في الصورة والمحتوى

 

 

 

أحمد الهوتي: شباب الإعلاميين قادرون على التميز من خلال الدورات المكثفة وسعة الاطلاع

 

عبدالله البلوشي: الكوادر الإعلامية العربية تشيد بتجربة اعتماد التليفزيون العماني على شباب الوطن

 

خليفة المياحي: فكرة البرامج الإعلامية المشتركة خليجيا غير مجدية والكفاءات الوطنية قادرة على التعويض

 

 

 

 

الرؤية – خالد الخوالدي

 

أجمع عدد من الإعلاميين على تثمين تجربة تلفزيون السلطنة في الاعتماد على الشباب العماني في التقديم والإخراج وأغلب الأعمال الفنية والإدارية والتنسيقية، وقالوا إنها من التجارب الناجحة والمتميزة على مستوى الدول الخليجية والعربية، وتساهم في تجديد الدماء بالعمل الإعلامي في السلطنة، وضمان التطوير والتحديث المستمر على مستوى الصورة والمحتوى في كافة فروع العمل الإعلامي والفني. وأثنى عدد من المشاركين على تجربة إنتاج البرامج المشتركة بين التليفزيون العماني والشاشات الخليجية، فيما قال آخرون إن الكوادر الإعلامية قادرة على التميز في الأداء والمحتوى في كافة البرامج سواء كانت مشتركة أو غير ذلك.

وقال الإعلامي أحمد بن عبدالكريم الهوتي إنّ كل تليفزيون له رؤية وهوية وهدف وبالنسبة للتليفزيون العماني منذ بداياته اعتمد على الكادر العماني مع وجود بعض العناصر الوافدة تشتغل مع العمانيين، لكن فيما بعد اتخذ قرار أنه الأولى أن يظهر على الشاشة العمانية العماني فقط بالزي الوطني، ولا نعتقد أن هناك إشكالية تتعلق بالاعتماد على العنصر العماني بالتليفزيون خاصة عندما يكون ذا كفاءة وقدرة وثقافة عالية، والموجودون من الشباب ممتازين لكن اعتقد أنّهم محتاجون إلى دورات مكثفة لصقل مهاراتهم وحثهم على القراءة والاطلاع حتى يكونوا أكثر تميزا في مجالات مختلفة ولابد لهم من التخصص في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية فهذه التخصصية تضمن لهم الإجادة والتركيز.

 

 

استقطاب كفاءات إعلاميّة

 

وأضاف أحمد الهوتي أنّه لا يمنع أن يكون هناك قامات إعلاميّة من الخارج تعزز ما هو موجود لكننا نبقى في حاجة إلى برامج معينة نستطيع من خلالها أن نستقطب مثل هذه القامات الإعلاميّة لأنّ كل فرد منهم له باع كبير في جانب يتقنه، والقامات الإعلاميّة ذات كلفة عالية فإذا لم نستطع أن نوظفهم بطريقة جيّدة حتى يستفيد منهم الشباب العماني فإننا نخسر ولا نستفيد، لذا لابد من وجود رؤية وخطة عمل حتى نستطيع استيعاب مثل هذه القامات، ومن حيث المبدأ أنا مع التنوّع لكن القرار يبقى مع متخذي القرار في التليفزيون.

وأشار الهوتي إلى أنّ فكرة البرامج المشتركة بين مذيعين عمانيين ومن الخارج لم يعد متاحا في ظل كسل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون ووزارات الإعلام والجهات المعنية بالإعلام في دول المجلس التي لم تعد تعمل بنفس الوتيرة التي كانت تعمل بها في الماضي، وكل دولة تسعى لأن تحافظ على السمات الوطنية المميزة على شاشاتها ولم يعد هناك مجال للبرامج المشتركة، وإن كنت أتمنى أن تكون هذه البرامج المشتركة موجودة لأنّها تضفي المزيد من التميز والتنوع على الشاشة الخليجية، وهو ما يعتمد على وجود رؤية واضحة. وعلى المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي أن يعودوا مرة أخرى إلى نفس النشاط الذي كان قائما قبل سنوات عندما كانت هناك برامج مشتركة وسهرات إعلامية مشتركة إضافة إلى البعد العربي من خلال التواصل مع مذيعين عرب للمشاركة في برامج إعلامية مشتركة تساهم في الرواج الإعلامي للمنتج الإعلامي المحلي على الشاشات العربية.

وقال الإعلامي عبدالله بن مراد البلوشي: التجربة ناجحة على الأقل على المستوى الرسمي بدليل الإشادات من الدول الخليجية والعربية التي تقارن الإعلام العماني بنظرائه من دول الخليج ككوادر وطنية، وتهافت محطات الدول الخليجية على الكوادر الوطنية العمانية، وتطعيم التلفزيون بكوادر تعتبر قامات عالمية سوف يساهم في إيجاد نقلة نوعية لتطوير العمل؛ بما يتماشى مع التطور العالمي المتسارع الإيقاع في المجال الإعلامي لكنه يحتاج إلى مراعاة عدم تأثيره على خصوصية وهوية الفضائية العمانية.

 

 

تجربة البرامج المشتركة

 

وأضاف البلوشي أنّ البرامج المشتركة بين التلفزيون العماني وشاشات دول الخليج كانت قائمة إلى قرب نهاية عقد التسعينيات من خلال استضافة كل قناة تلفزيونية حكوميّة بدول الخليج مذيعًا من قناة دولة أخرى للمشاركة في قراءة نشرات الأخبار لكن الموضوع لم يستمر، ومن الجميل أن يجري التعاون بشكل واضح فيما يتعلق بقنوات الدول التي يمكن الاستفادة منها في بث رسائل سلام تبرز تفاعل الإعلام العماني مع نظرائه بما يحقق مزيدًا من التطور والنجاح. ونحن في أمس الحاجة إلى التنوّع في هذا الوقت بالذات وإلى برامج مشتركة مع دول الخليج لتصحيح مفاهيم عامة عن العمانيين وتحويل الرأي العام الخليجي من سلبي إلى إيجابي في نظرته للسلطنة ومواقفها السياسية.

وقال الصحفي خليفة بن سليمان بن علي المياحي إنّ تجربة تلفزيون السلطنة ناجحة في الاعتماد على الشباب العماني في التقديم والإخراج وجميع الأعمال الفنية وتحتاج إلى المزيد من الدعم المعنوي والتشجيع من بقية الجهات. وتطعيم التلفزيون بقامات إعلاميّة عربية لفترة محددة يمكن أن يسهم وبشكل كبير جدا في تطوير الكوادر الموجودة.

وقال المياحي: لا أرى جدوى من تبنى التلفزيون فكرة برامج مشتركة بين مذيعين من عمان وخارجها لأنّ الكوادر المحلية موجودة وتمتلك الكفاءات في هذا المجال وهو ما نلمس تميّزه بالفعل في أداء مذيعين ومذيعات بات لهم باع طويل في تناول القضايا وطرحها إلى جانب تقديمهم نشرات الأخبار بكل مهنية واحتراف، أمّا حول حاجتنا للتنوع وإنتاج برامج خليجية مشتركة فإنّ ذلك تمت تجربته بالفعل بين قنوات الإعلام ولا شك أنها تعزز العلاقات بين دول الخليج على أن يكون في إطار محدد وألا يتعارض مع العرف والدين وهو الواقع حاليا.

تعليق عبر الفيس بوك