الدوري الإنجليزي في موسم استثنائي

 

 

حسين الغافري

على بُعد إيام قليلة من دوران جديد لعجلة بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد استراحة محارب لملمت فيه كبار أندية الدوري أوراقها، وأعادت بلورة ما تحقق في الموسم الماضي، والوقوف على السلبيات التي ألمت بكبار البطولة في محاولة لتجاوزها بمختلف الخيارات. أحداث جذرية تغيرت في غالبية أندية الصفوة. مفاجأة العام المنصرم ليستر سيتي في تحدي جديد من أجل تكرار ما حققه، ولو إن التفاؤل بإعادة تحقيق البطولة في الموسم المقبل يبدو صعباً للغاية في وقت تتهافت فيه كل الأندية الغنية مادياً على نجومه في موسمه الاستثنائي الذي قلب به موازين التوقعات. ظروف كثيرة صنعت إنجاز الإيطالي رانييري أبرزها تخبطات أندية "التوب فايف". ومع ذلك، فإن تحقيق الإنجاز مُستحق دون أدنى ذرة شك.. ولكن تكراره لعام ثانٍ توالياً كما ذكرنا فهو أمر صعب!

وبالنظر إلى قطبي مدينة مانشستر، فقراءة ولو بصورة سريعة لشكل الفريقين ورسم صورة نمطية واضحة لموسم قادم مليء بالمفاجآت يبدو مبكراً ولن يتسم بالإنصاف، مما يشد الانتباه لمانشستر ويضفي بُعدا آخر من المنافسة والحضور الإعلامي الواسع استضافة مجددة لتنافس مورينهو وجوارديولا. ولا خلاف عن انتظارنا لرصد شامل ودقيق لما سيحدث في مانشستر سيتي أو يونايتد كما تعودنا عند ارتباط تنافس البرتغالي والإسباني، والذهاب لأدق التفاصيل. وفي يونايتد، فإعادة ترتيب أوراق الشياطين الحمر وبث روح المنافسة أبرز تحديات مورينهو بعد سلسلة أموال مُهدرة بشكل غير مستساغ مع خلفائه السابقين سواءً مويس أو فان خال، هو إنفاق كبير جدًّا لم يأتِ إلا تراكما لفوضى وفترة فراغ متواصلة منذ خروج السير فيرجسون. أما مانشستر سيتي فالأضواء كلها منصبة على ما سيقدمه "الفيلسوف" خصوصاً من جانب شكل وهوية الفريق والأمل بتحقيق لقب "أبطال أوروبا" البطولة الأهم التي يسعى سيتي لإحرازها.

في كُل عام تعود الأمنيات الجميلة في رؤية آرسنال قادر على المنافسة أدراج الرياح، وتتبخر كُل الأمنيات التي رُسمت من قِبل جمهور "مدافع لندن". أكثر ما يحز نفوس مشجعي الفريق هو ما تقوم به جُل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز من تدعيم لصفوفها وتعزيز لقدراتها البشرية لبداية موسم بطموحات أعلى وأكبر. يُقابلها فتور لإدارة "الجنرز". وبالنظر إلى سياسة الفريق ففكرة تواجدهم بعيداً والمنافسة على بطولة كبيرة بدأت تتضاءل مع الفرنسي فينغر ومع إدارة النادي. واضح أن سقف الطموحات لأرسنال بدأ ينخفض رغم الأموال الكبيرة التي يجنيها وهو كل عام بين طموح تكوين توليفة وبناء مواهب وبين التفريط فيهم عند أي عقد كبير وهو يظهر الخلل والتناقض!. أما تشيلسي فمع قلق في مبارياته التحضيرية من استعادة الفريق لقوته وآخرها سقوطه أمام ريال مدريد بثلاثية بيضاء إلا أنها مباراة ودية يمكن تفهمها في وقوف المدرب الإيطالي كونتي على الطاقم البشري الذي يملكه والهوية التي تتناسق مع أفكاره.. كونتي حماسي جداً وقد وفق في صناعته لشكل يوفنتوس في آخر الأعوام وأثبت حنكته في المنتخب الإيطالي بتقديمه مباريات ذكية واقعية؛ الأمر الذي ينبئ ومع وقت كافي الأمل في إعادة تشيلسي إلى منصات التتويج.

أمَّا ليفربول وتوتنهام فهما رهان جيد هذا الموسم. الأرجنتيني بوكاتينهو والألماني كلوب يعملان بهدوء. لعل منافسة توتنهام العام المنصرم على لقب البطولة أكسب المجموعة خبرة كافية وطموح مشروع في تحقيق إنجاز هذا الموسم. ليفربول بدوره عزز صفوفه بأكثر من خيار يمكن من خلاله تشكيل رهان صعب ومنافس جاد على اللقب. من وجهة نظري الشخصية، فأراني طموح جداً في رؤية بطولة مختلفة استثنائية للدوري الإنجليزي الممتاز الذي يستقطب أبرز نجوم أوروبا ومدربيها. عام جديد يعطي زخم كبير من خلال الأسماء التي يحوزها وهو ما يضع هذا الموسم مختلفاً عن أي موسم سابق.

HussainGhafri@gmail.com