الاستفادة من البحث العلمي

 

تتعاظم أهمية البحث العلمي يومًا بعد الآخر، وهو ما أدركته السلطنة مُبكرًا، حيث أولت عناية كبيرة بهذا القطاع المُهم، وحفزت الباحثين في شتى المجالات على الإسهام في تطوير هذا المجال الحيوي، من خلال العديد من المؤسسات والمراكز البحثية في مختلف قطاعات الدولة، بجانب الجوائز والمُسابقات البحثية المتنوعة.

وتأتي الجائزة الوطنية للبحث العلمي والتي يُنظمها مجلس البحث العلمي، كواحدة من الخطوات الحثيثة التي تبذلها الحكومة لدعم المنهج البحثي، وتوظيف العلوم الحديثة بصنوفها وأطيافها العديدة، بما يخدم مسيرة التنمية ويضع السلطنة على درب التقدم ومواكبة أحدث التطبيقات، والإسهام في دفع ركب الحضارة الإنسانية إلى الأمام. وإعلان تقدم 132 مشروعًا بحثياً للمنافسة على هذه الجائزة المرموقة في ستة قطاعات بحثية، يؤكد أنّ الباحث العماني ورغم التحديات المختلفة، لا يزال قادرًا على العطاء، لاسيما إذا ما علمنا أنّ هذه البحوث تغطي مجالات بحثية واسعة.

إنّ النهوض بالبحث العلمي وتحفيز العاملين في هذا الحقل، بات ذا أهمية قصوى، فليس هناك مجال حياتي الآن لا يعتمد على البحث العلمي، بدءًا من الزراعة ومرورًا بالعلوم الطبية ووصولاً إلى الألعاب الرياضية ووسائل الترفيه. فالعديد من كبريات الشركات التقنية- على سبيل المثال- قامت في الأساس كنتيجة لبحث علمي، لكنه تطور وخرج إلى النور، وتحول المشروع البحثي إلى واقع عملي يستفيد منه ملايين البشر.

وبقراءة طبيعة الأبحاث المُتقدمة للجائزة، فإنّ 89 مشروعًا بحثياً تقدمت في فئة جائزة أفضل بحث علمي منشور للباحثين من حملة شهادة الدكتوراه أو ما يعادلها، وهو رقم يشير إلى اهتمام باحثينا من حملة أعلى الشهادات الأكاديمية بهذا العمل المضني الذي يتطلب الجهد والمال لإنجازه.

وعلى المستوى القطاعي، وهي 6 قطاعات بحثية، فقد بلغ عدد الأبحاث في قطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية 25 مشروعًا بحثيًا، وفي قطاع التعليم والموارد البشرية 20 مشروعًا بحثيًا وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية 31 مشروعًا بحثيًا، وفي قطاع الصحة والتنمية الاجتماعية 21 مشروعًا بحثيًا، في حين بلغ عددها في قطاع الطاقة والصناعة 19 مشروعًا، وفي قطاع الاتصالات ونظم المعلومات 16 مشروعًا بحثيًا.

وما سبق من إحصائيات يؤكد دون ريب أنّ البحث العلمي في السلطنة ماضٍ في طريق النجاح والتَّميز، بفضل اتِّقاد ذهن أبنائنا الباحثين، وشغفهم بالأدوات البحثية وسعيهم المحموم لتحقيق أفضل النتائج.

تعليق عبر الفيس بوك