إحصاءات رسمية تؤكد تراجع أعداد المركبات الجديدة المُسجلة

خبراء تسويق: توجه الكثيرين نحو "السيارات الاقتصادية" لتفادي أسعار الوقود المرتفعة.. والسوق يواجه ركودا نسبيا

 

 

 

العمري: ركود السوق وارتفاع تكلفة التمويل من عوامل اللجوء إلى السيارات الاقتصادية

العبري: الأزمة الاقتصادية وراء البحث عن آليات لترشيد الإنفاق الفردي

العزري: أزمة النفط غيرت خطط المواطن المستقبلية بمختلف مناحي الحياة

الريامي: شراء سيارة صغيرة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود

الصباري: المركبات الاقتصادية توفر استهلاك الوقود وتتميز بقطع غيار رخيصة

 

 

الرؤية- سعيد الفهدي- عبد الله المنذري

 

أجمع خبراء تسويق وبيع المركبات على أنّ توجّه أعداد كبيرة من المواطنين نحو شراء مركبات اقتصادية ذات تكلفة قليلة يعود إلى ارتفاع أسعار الوقود خلال الفترة الأخيرة، في ظل التراجع الحاد لأسعار برميل النفط عالميًا.

وشهدت أسواق السيارات بالسلطنة إقبالاً على المركبات الاقتصادية، لاسيما المركبات ثنائية الدفع وذات المحركات الأقل قوة من 1600 سي سي، بينما في المقابل تقلصت الرغبة في اقتناء المركبات ذات الدفع الرباعي، مع مسعى المواطنين لتخفيض كلفة شراء الوقود وتبعات ذلك على ميزانية الأسر.

 

ووفقاً لآخر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء خلال عامي 2015 و2016 والصادرة عن شرطة عمان السلطانية، فإنّ عدد المركبات الخاصة المسجلة خلال شهر يناير وحتى شهر مايو تراجع بنسبة 4.2% بنهاية سنة 2015، بينما لوحظ انخفاض كبير في نسبة المركبات الآلية بنحو 30.2%، وبلغ إجمالي المركبات المسجلة بنهاية مايو 2016 حوالي 1.326.254 مركبة، في حين لوحظ انخفاض عام في عدد المركبات المسجلة بنسبة 3.3% حتى نهاية مايو 2016.

وقال مسؤولو مبيعات بعدد من وكالات السيارات في السلطنة إنّ تراجع الإقبال على شراء السيارات الجديدة يتزامن مع الأزمة الاقتصادية وتراجع النفط وارتفاع أسعار الوقود في المقابل، مشيراً إلى أنّه على الرغم من ذلك إلا أنّ وكالات السيارات وشركات التمويل تواصل تقديم عروضها على جميع أنواع المركبات. وأضافوا أنّ التأثر الملحوظ حالياً في طلب السيارات يجبر الزبون على إعادة النظر في الحصول على سيارة جديدة في ظل الوضع الراهن، بما يتناسب مع دخله الشهري.

وأشار جلال بن إبراهيم العمري خبير تسويق في مجال بيع المركبات إلى أنّ الأزمة الحالية أثرت بشكل كبير على حركة بيع المركبات وبات السوق يعاني من حالة ركود ملحوظة، كما أن توجّه المواطنين إلى المركبات الاقتصادية ذات الأربع أسطوانات فقط زاد مقارنة براغبي اقتناء مركبات ذات ستة أو ثمانية أسطوانات وكذلك الحال في المركبات رباعية الدفع. وأكد أنّ الأزمة أحدثت تأثيرًا قوياً جداً في السوق ومنها ارتفاع معدلات نسب الفائدة من قبل شركات التمويل، إضافة الى انخفاض في أسعار المركبات الحديثة (سيارات الصفر).

المواطنون من جانبهم، أكدوا رغبتهم في اقتناء سيارات ذات استهلاك أقل للوقود، أو بيع مركباتهم الحالية واستبدالها بتلك التي توفر في الوقود، وقال أسعد بن أيوب العبري: "توجه الناس نحو شراء سيارات اقتصادية يعتمد على عدة عوامل منها: الدخل الشهري والرغبة والمقدرة المالية"، مضيفاً أنه على المدى القصير لا يمكن أن تزيد أسعار هذه السيارات لأن المعروض لا يزال كثيرًا ومتعددًا، والسوق تعاني من ركود نسبي. وأضاف العبري أن المركبات الاقتصادية ليست الأزمة الحقيقية، إذ ماذا سيتعين على المواطن فعله في حال رفع الدعم عن الكهرباء والمياه، فلا بديل عن الاستغناء عنهما، سوى بترشيد الاستهلاك، وكذلك الأمر في حال رفع الرسوم والضرائب التي تفرضها الجهات الحكومية على المعاملات، وزيادة أعداد الباحثين عن عمل وارتفاع عجز الميزانية العامة للدولة. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية تضغط على المواطن من جميع الجهات وليس فقط فيما يتعلق بأسعار الوقود. ولفت إلى أنه من أجل التخفيف من وطأة الأزمة يتعين على الجميع حكومة ومواطنين التخطيط المالي السليم واستخدام الأموال بطريقة صحيحة واقتصادية تضمن استمرارية العيش الكريم.

وقال أحمد بن زهران العزري إنّ أزمة النفط غيّرت من خطط المواطن المستقبلية، إذ كلما زادت تكلفة المعيشة تفاقمت انعكاسات الأزمة على المواطن في شتى مناحي الحياة، لذلك ليس مستغربًا أن يتحول اهتمام الناس إلى المركبات الاقتصادية، بدلاً من ذوات الدفع الرباعي أو التي تكلف إنفاقاً أكبر على الوقود.

وأضاف العزري أن أهم ما يميز السيارات الاقتصادية ليس فقط الإنفاق المنخفض على الوقود، ولكن كذلك قلة أسعار الصيانة وملحقاتها من إطارات وقطع غيار وكذلك إجراءات التأمين ليست مكلفة، وكل ذلك بدوره يعمل على توفير المال على المواطن، علاوة على أن الكثير من هذه السيارات تساهم في الحفاظ على البيئة لاستهلاكها المنخفض من الوقود مقارنة بالسيارات الأخرى التي قد تستهلك خزان وقود بكامله في يوم واحد.

ويرى المواطن يونس بن سعود الريامي أنّ السبب الرئيسي لتوجّه المواطنين نحو شراء المركبات الاقتصادية هو رفع الدعم عن المحروقات، مشيرًا إلى أن هناك أسباباً أخرى تتلخص في سعرها المنخفض مقارنة بالسيارات رباعية الدفع أو السيارات الفارهة، فضلاً عن مرونة الدفع بالأقساط، وكذلك قلة استخدام هذه السيارات الصغيرة من حيث قوة المحرك والأسطوانات للوقود.

وقال المواطن أحمد بن خميس الصباري إنّ من أهم ما يميز المركبات الاقتصادية أنّها تستهلك وقودًا أقل، وتساعد على تقليل عبء الأزمة الاقتصادية الحالية، إضافة إلى أنّ أسعار قطع غيار هذه المركبات وموادها الاستهلاكية رخيصة الثمن مقارنة مع المركبات الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك