تعدُّ أبرز مظاهر الاحتفال بالمناسبة السعيدة

مواطنون: هبطات العيد ملتقى تجاري واسع وموروث تقليدي يعكس تمسك العماني بعاداته على مر العصور

 

 

 

 

 

أكَّد مُواطنون أنَّ هبطات العيد تُمثِّل ملتقى تجاريا واسعا يتجمَّع فيه التجار والمستهلكون؛ حيث يتمُّ عرض العديد من المنتجات والسلع والأغذية والمواشي؛ استعداداً لاستقبال العيد.. مشيرين إلى أنَّ فعاليات الهبطة تعكس الفرحة الشعبية بقدوم هذه المناسبة السعيدة.

وقالوا -في استطلاع لـ"الرُّؤية"- إنَّ الهبطات تؤكد تمسك الإنسان العماني بعاداته التراثية على مر العصور، رغم انتشار المراكز التجارية الحديثة والمنتجات المتعددة في هذه النوافذ التجارية بأحدث التقنيات، وكذلك توافر العديد من السلع عبر التسوق الإلكتروني، إلا أنَّ الهبطة لا تزال حاضرة في الوجدان الشعبي كأبرز مظاهر الاحتفال بالعيد.

 

الرُّؤية - خاص

 

 

والمتعارف على الهبطة أنَّها تُقام منذ الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك ولنهاية الشهر الفضيل بأيام مُتواصلة، على أن تتواصل في العديد من محافظات السلطنة حتى التاسع والعشرين من رمضان. وتعدُّ هبطات العيد إرثًا يُحافظ عليه الأجيال، وهي من التقاليد العمانية العريقة التي تقام قبل الاحتفاء بالعيد، وتأتي بعوائد اقتصادية يحرص المواطنون على التوافد إليها في الأيام الأخيرة.

وقال أحمد الكلباني إخصائي جودة بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه: إنَّ الهبطة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد نشاطا واسعا وإقبالا متزايدا من قبل الأهالي؛ حيث تعد موروثا أصيلا وحدثا اجتماعيا تتوارثه الأجيال السابقة ليصل لدينا بنفس المنهج. وعن نوعية الأبقار التي يفضل المواطنون شراءها، يقول الكلباني: "أفضل أنواع السلالات هي المحلية من الأبقار والأغنام؛ باعتبارها تتغذى على التمور والشعير والأعشاب حتى وإن كانت ذات أسعار مرتفعة".

وقال علي العاصمي: "نفضل الأبقار المحلية التي ترد من ظفار؛ كوننا نعيش في وقت تنتشر فيه الأمراض بين المواشي، خاصة المستوردة من الخارج، ولا نعلم ما مدى سلامتها؛ لذلك نفضل الأبقار المحلية". مضيفا بأنَّ نوعية اللحم المحلي الطازج معروف بجودته ومذاقه الشهي وسرعة نضجه.

وقال أحمد الحديدي إنَّ المستهلكين يعملون على ذبح ما تيسر لهم من الغنم أو البقر أو الجمال، ويقدم اللحم لأفراد العائلة والزوار كإحدى أهم الوجبات خلال أيام العيد، مضيفا بأنَّ أسعار الأبقار المحلية عادة ما تتراوح بين 300 و500 ريال عماني؛ وذلك حسب وزن وحجم الواحدة منها، وهي متوفرة في الهبطات.

وقال مُحمَّد العبري: "أحرص على الذهاب للهبطات كل عام، وأفضل دائما الجِمَال خاصة صغيرة العمر؛ وذلك كون لحومها طرية وصحية أكثر، وتمتاز بانخفاض نسبة الكوليسترول وسعرها أكثر بقليل من سعر الأبقار". وأضاف بأنَّه يشتري الذبيحة قبل أيام الهبطات لتفادي الازدحام وكذلك ارتفاع الأسعار في الأيام الأخيرة.

فيما قال هلال التوبي إنَّه خصَّص مبلغ 1000 ريال لتغطية مستلزمات العيد؛ منها مبلغ 400 ريال للذبيحة، لكنه قد يزيد أو ينقص منها حسب سعر السوق. وفيما يخص شراء الذبيحة يفضل التوبي لحم الجمل الصومالي؛ لأنه ألذ وأطيب، حسب رأيه، كما أن أسعارها متقاربة مع مختلف الأضاحي الأخرى حتى وإن زادت قليلا.

وقال ماجد الصقري: إنَّ الهبطات تمثل عادة شعبية متوارثة جيلا بعد جيل، ويحرص كل عام على الذهاب إلى الهبطة. وأضاف بأنَّه في هذا العيد سيتجه إلى ذبح أغنام قام بتربيتها، نظرا لغلاء أسعار الإبل والأبقار، لاسيما في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. وتابع بأنَّه ولمواجهة غلاء الأسعار قرر تخفيض ميزانية تفصيل الملابس للعيد وتقليل المشتريات بأعلى قدر ممكن.

وقال أحمد بن سعيد العبري: "هناك منافسة بين المواطنين على شراء واختيار الأجود والأفضل من الأبقار والغنم، وتبدأ هذه المنافسة مع انطلاق الهبطة في الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين من شهر رمضان". وأضاف بأنَّ أسعار الأغنام تتراوح ما بين 50 و200 ريال، فيما تصل قيمة الأبقار إلى 500 ريال.

وقال حمد الفهدي: "أفضل لحم الخروف ليكون ذبيحة هذا العيد، وذلك لسهولة ذبحه في المزرعة"، مضيفا بأنَّ التزايد المستمر في الأسعار يدفعه لترتيب أولوياته واختيار الضروريات والتنازل عما يمكن التخلي عنه.

تعليق عبر الفيس بوك