الجبل الأخضر.. قِبلة الباحثين عن الطقس المعتدل وسط المدرجات الزراعية الساحرة

163 ألف سائح مسجلين في 2015 منهم 19 ألف خليجيا و67 أجنبيا

نزوى - العمانية

تعد نيابة الجبل الأخضر التابعـة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية من أبرز الوجهات السياحية في السلطنة، ويرتفع الجبل الأخضر عن مستوى سطح البحر نحو 3000 متر (10 آلاف قدم)، ويبعد عن العاصمة مسقط نحو 170 كيلومترا، ويبدأ طريقه من نيابة بركة الموز مرورا بوادي المعيدن، ثم الصعود إلى الجبل بواسطة سيارة دفع رباعي كمتطلب أساسي. ويتميز الجبل الأخضر بطقسه المعتدل صيفا، للباحثين عن الأجواء اللطيفة والهواء العليل، وبارد شتاءً للباحثين عن الأجواء الباردة والثلوج أحيانا، كما يتميز بمدرجاته الزراعية البديعة، وأشجاره وثماره الفريدة، وجباله الشاهقة، وتضاريسه المتنوعة، ووديانه الرائعة.

ويوجد في الجبل الأخضر عدد من القرى التي تعد لوحة فنية جميلة صاغتها أيادٍ وأنامل الآباء والأجداد وتوارثها الأبناء والأحفاد، ومنها قرية سيق ووادي بني حبيب، والشريجة والعين والعينة والعقر والقشع وسلوت والمصيرة، والمناخر وحيل اليمن، والسوجرة والروس والحليلات والغليل، وعقبة البيوت، والجرير والمعقل،

وتتميز هذه القرى بالبيوت القديمة والحارات الأنيقة، ومزارعها الوارفة ومدرجاتها العامرة، كما تتميز بوفرة مياهها، وعيونها العذبة. وأهم ما يشتهر به الجبل الأخضر زراعة العديد من الفواكه الموسمية كالرمان، والجوز واللوز والتين والخوخ والمشمش والكمثرى والتفاح والعنب وصنوف أخرى من الفواكه، وكذلك عدد من النباتات البرية كالبوت والنمت، كما يشتهر الجبل بزراعة النباتات العطرية كــــ الآس، والجعدة، والعلعلان، وورد الجبل الأخضر الذي يستخرج منه أهالي الجبل الأخضر ماء الورد المقطر المشهور بجودته وقيمته العطرية والصحية.

ويتوفر في الجبل عدد من الخدمات السياحية التي تلبي حاجة السائح، حيث يوجد عدد من الفنادق منها فندق الجبل الأخضر، وفندق أليلا الجبل الأخضر ، وفندق سحاب، وفندقان آخران أحدهما سيتم افتتاحه قريبًا والآخر قيد التشييد، إضافة إلى توفر عدد من الشقق الفندقية، كما يوجد عدد من البيوت التي يتم تأجيرها للسياح بواسطة المكاتب السياحية.

ويقول المدير العام في فندق " أليلا الجبل الأخضر" جورك بوسيلار إن تصميم وهندسة فندق أليلا مشابه لتصميم وهندسة البيت العُماني التقليدي من حيث استخدام المواد المحلية، مضيفًا أن "الفندق يتعاون مع المزارعين المحليين لشراء المنتجات، ودفعهم إلى المساهمة في الاقتصاد، ويعتبر السكان المحليون في الجبل الأخضر بمثابة قلب وروح وطابع الفندق، حيث يقومون باستقبال الضيوف بكل حفاوة وسعة رحب، إضافة إلى تعريفهم ببعض العادات والتقاليد العمانية الأصيلة. ويشهد الجبل الأخضر في السنوات الأخيرة حركة سياحية كبيرة ملحوظة.

ويقول حمود بن خالد القمشوعي مدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية إنّ عدد السياح الذين زاروا الجبل الأخضر في عام 2014 كان 151985 سائحاً، في حين أن العدد المسجل في عام 2015 بلغ 163176، منهم 76903 سائحين عمانيين، و18988 من دول الخليج والدول العربية، و67285 من الدول الأجنبية، والملاحظ أنّ الحركة السياحية للجبل الأخضر تستمر طوال العام، إلا أنّها تكون بشكل أكبر في فترة الصيف خلال شهري يوليو وأغسطس إذ وصل عدد السياح خلالهما الى 33829 سائحاً نظرًا لما يتميز به الجبل الأخضر في هذه الفترة من السنة بطقس معتدل ومنظر خلاب، وفواكه موسمية فريدة.

وأشار القمشوعي إلى توفير وزارة السياحة مركزا للخدمات السياحية يقع مع بداية طريق الصعود للجبل الأخضر يقدم خلاله المعلومات السياحية الخاصة بالجبل الأخضر، وأي معلومات سياحية أخرى عن المحافظة، وتتوفر فيه دورات مياه ومصلى للرجال وآخر للنساء ومواقف للسيارات ولمحبي المغامرة والمشي قامت وزارة السياحة بمشروع المشي الجبلي الذي يربط بين الجبل الأخضر وعدد من الولايات المختلفة التي تقع على سفح الجبل الأخضر فهناك طريق يربط الجبل الأخضر مع نزوى وآخر مع إزكي وثالث مع نخل ورابع مع العوابي، وغيرها من طرق المشي المختلفة التي يسلكها عشاق المشي وهواة الاستكشاف والمغامرة من مختلف الجنسيات بالإضافة لأبناء البلد.

ويضم الجبل الأخضر عدداً من الكهوف التي يمكن اعتبارها أماكن سياحية لمحبي الاستكشاف والمغامرة، ومن هذه الكهوف كهف المعاول وكهف عامر، وكهف الضبع، وكهف الريحانية، وكهف عبد، وكهف الكور، وغيرها من الكهوف الأخرى. ويشتهر أهالي الجبل الأخضر بصناعة ماء الورد الجبلي الذي يتميز بجودة صناعته، وأصبحت مصانع ماء الورد التقليدية محط أنظار السياح، ومقصدهم للتعرف على هذه الحرفة الفريدة كما يقوم بعض أهالي الجبل الأخضر بصناعة العصي الأنيقة من أشجار العتم، والعلعلان، وهذه العصي أصبحت أيضا من الصناعات التي يطلبها السياح بكثرة خاصة السياح العمانيين لمعرفتهم بما تمثله العصا من قيمة لدى العماني وفي السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بتزايد مزارعي الجبل الأخضر وبإقبال ملحوظ على زراعة أشجار الزيتون، لاستخراج زيت الزيتون الطبيعي النقي منه، محققين من وراء ذلك أهدافاً رئيسية أهما: الاعتبار البيئي لما تتميز به شجرة الزيتون من ديمومة الخضرة يزيد من جمالها وكمالها، وتحملها الظروف البيئة وقلة استهلال المياه، والاعتبار الاقتصادي لما يعود على المزارع من مردود مادي من خلال الحصول على أجود أنواع الزيوت وبيعه بأسعار مناسبة خاصة مع تزايد الطلب عليه من قبل السياح بمختلف جنسياتهم.

تعليق عبر الفيس بوك