مسقط - الرؤية
نظّمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار، محاضرة علمية أثرية، قدّمها الدكتور محمد بن هلال الكندي الرئيس التنفيذي لمركز الاستشارات الجيولوجية والجيوفيزيائية وذلك عن "روائع عمان الجيولوجية".
وتناولت المحاضرة عددًا من المحاور عملت عناوين: أهم المواقع الجيولوجية في السلطنة، ونحو سياحة جيولوجية مستدامة، والمحافظة على الإرث الجيولوجي العماني واستغلاله، ونشر ثقافة الاستكشاف والمحافظة على المقومات الطبيعية العمانية في المجتمع. وقدم المحاضرة الباحث الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، الذي بدوره قدم الدكتور الكندي ومسيرته العلمية والبحثية ودراساته المتعمقة في المجال الجيولوجي. وناقشت المحاضرة أهم المواقع الجيولوجية في السلطنة، وكيفية استغلالها لتحقيق سياحة جيولوجية مستدامة. وتطرق الدكتور المحاضر إلى أهمية المحافظة على الإرث الجيولوجي العماني ونشر ثقافة الاستكشاف والمحافظة على المقومات الطبيعية العمانية في المجتمع.
وانطلق الكندي في حديثه عن مفهوم السياحة الجيولوجية، وذكر أنّ هذا النوع الراقي من السياحة العلمية يشهد رواجًا كبيرًا في العالم، بالرغم من أنّه مفهوم حديث نسبيا لا يتجاوز عمره العشرين عاما أو نحو ذلك. وقال إنّ السياحة الجيولوجية بطبيعتها مستدامة؛ إذ تسعى إلى إبراز المقومات البيئية الجمالية للمكان، وتحث على الاستفادة منه علميا واقتصاديا جنبًا إلى جنب مع المحافظة عليه من العبث والتخريب، وذلك بنشر التوعية والتثقيف عن أهمية المكان جيولوجيا وأثريا وثقافيا وجماليا، كما أنّها تسعى إلى تهيئة المجتمع لاستقبال الزائرين بطرق علمية ملائمة لشرح الظواهر الجيولوجية بصورة علمية دقيقة.
وأشار الدكتور محمد الكندي إلى أهمية دور الإعلام في الترويج للسياحة الجيولوجية، فلا بد أن تكون هذه السياحة في الحدث وفي مقدمة الصورة الإعلامية حتى يستشعر المجتمع متعتها وأهميّتها، وذكر الكندي أنّ هذا النوع من السياحة العلمية يشجع النشء على التفاعل بصورة إيجابية مع مقوّمات بيئته والحفاظ عليها، وهي غاية ينبغي إدراكها لأنّها تفتح آفاقًا رائعة ورحبة لتأمل خلق الله في ما يحيط بالإنسان من جبال وسهول وفضاء، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب".
في المقابل، استعرض الدكتور محمد الكندي نحو خمسين موقعًا جيولوجيًا عمانيا تقع في خمس مناطق جغرافية مختلفة، هي جبال مسندم ووادي الجزي والجبل الأخضر والجبل الأبيض ومنطقة الحقف في محافظة الوسطى. وذكر الكندي أنّه آثر الحديث عن هذه المناطق الخمسة فقط لأنّ عمان تحتوي على مئات المواقع الجيولوجية التي تستحق الزيارة، مشيرا إلى أنّ استعراض هذه المواقع في وقت قصير غير ممكن إطلاقا، إذ أنّ عمان تعد متحفًا جيولوجيًا مفتوحا، لا يستطيع الإنسان إلا أنّ يعشقه، خصوصًا إذا ما أدرك مفاهيمه الأساسية ومفرداته، هذه المناطق الخمسة يمكن الترويج لها بقوة كمواقع للسياحة الجيولوجية في عمان، سواء السياحة الداخلية أو الخارجية.
وبعد الانتهاء من إلقاء المحاضرة فتح باب النقاش حول العديد من النقاط ذات الأهمية بما في ذلك أهميّة تتبع المواقع الجيولوجية في السلطنة في الوقت الراهن، والعمل بجدية على تسويق ونشر الثقافة العامة لإيجاد سياحة جيولوجية مستدامة بحيث تكون هناك معرفة لدى المتتبع للواقع الجيولوجي في السلطنة، مع المحافظة على الإرث الجيولوجي العماني واستغلاله، خاصة وأنّ هذا الإرث هو نتاج ملايين من السنين، كما أن نشر ثقافة حب الاستكشاف لدى الجميع واستغلال المقومات الطبيعية العمانية والمحافظة عليها يسهم في أن يكون هذا الأمر مسؤولية عامة لدى الفرد والمجتمع.