أوراق عمل تخصصية تستعرض التجارب المتحفية في احتفال السلطنة باليوم العالمي للمتاحف

تنظمه "التراث والثقافة" بمشاركة "السياحة" وجامعة السلطان قابوس و"إعلامية الشورى"

الرؤية - محمد قنات

احتفلت السلطنة مُمثلة في وزارة التراث والثقافة بالمتحف الوطني أمس بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، تحت شعار "المتاحف والفضاءات الثقافية"، بحضور عدد من المختصين في مجال المتاحف بالسلطنة، الذين شاركوا في الفعالية بتقديم أوراق عمل متنوعة استعرضت التجارب المتحفية والبيئة الثقافية التي تُحيط بهذه المتاحف. وشارك في الاحتفال العديد من الجِّهات الحكومية ومنها وزارة السياحة، وقسم السياحة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، واللجنة الإعلامية بمجلس الشورى، ومتحف قوات السلطان المُسلحة، ومتحف أرض اللبان، ومتحف المدرسة السعيدية، ومتحف النقود بالبنك المركزي العُماني، ومتحف بيت البرندة، ومتحف الفروسية، ومتحف بيت الزبير، ومتحف غالية للفنون الحديثة، ومتحف بيت ادم، ومتحف بدية، ومتحف الخيل، ومتحف بيت الغشَّام، ومتحف بن نوروك، ومتحف العفية التراثي، ومتحف بيت المراح التراثي.

وقدَّم سلطان بن سيف البكري المدير العام المساعد للمديرية العامة للآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة كلمة الوزارة وقال فيها إنّ الندوة الخاصة بالمتاحف تأتي تزامنًا مع احتفال السلطنة بمُناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الثامن عشر من شهر مايو من كل عام، حيث تشارك السلطنة دول العالم هذه الاحتفالية كل عام، وبحسب مجلس المتاحف العالمى فإنّ الهدف من هذه المناسبة هو إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف للتواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التي تواجهها هذه المؤسسات الثقافية المهمة، وزيادة وعي شرائح المجتمع للدور المُهم والحيوي الذي تلعبه المتاحف ولفت نظرهم إلى ضرورة حفظ التراث الإنسانى. ويعود الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف إلى عام 1977، حيث صادق المجلس العالمي للمتاحف، الذي انعقد في العاصمة الروسية موسكو، على تخليد هذا اليوم من أجل إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى أهمية المؤسسات المتحفية، باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية. وتحدد لجنة استشارية من مجلس المتاحف العالمي International Council of Museums أو "ICOM" موضوعًا مُعيّنًا لهذه المناسبة كل عام وفي هذا العام تم اختيار موضوع " المتاحف والفضاءات الثقافية.

وأضاف أنّ الفضاء الثقافي، بأوجهه الطبيعية والتاريخية، هو فضاء مُتغير وفي تطور مستمر ووليد هوية جغرافية محددة وتحولات متأثرة بعاملي الوقت والبشر. وتقع مسؤولية حماية وتعزيز الفضاءات الثقافية على عاتق الأفراد والمُجتمعات على حدٍ سواء. وتقع هذه المهمة أيضاً على عاتق المتاحف، التي تضم المقتنيات التي تُشكل الموروث المادي وغير المادي للمجتمع الإنساني. كما أنّ موضوع "المتاحف والفضاءات الثقافية" يجعل المتاحف مسؤولة عن فضاءاتها الثقافية، عن طريق إسهامها في المشاركة بمعارفها وخبراتها والقيام بدور فعّال في إدارة هذه البيئات وصيانتها. وتكمن المهمة الأساسية للمتاحف في الإشراف على التراث، سواء أكان ذلك داخل جدرانها أو خارجها. إن احتفالية اليوم تتركز في تقديم 3 أوراق عمل تغطي شعار المناسبة وعنوانها، وستبدأ الاحتفالية بورقة عمل لمتحف بيت البرندة، من ثم متحف غالية للفنون الحديثة، وأخيراً ورقة من قبل المتحف الوطني. ونختتم هذه الفعالية بجولة في المتحف الوطني.

وفي كلمته شكر جميع القائمين والعاملين على تنظيم هذه الفعالية، وخاصة المتحف الوطني الذي استضاف هذا العام الاحتفالية

أوراق عمل متنوعة واشتملت الاحتفالية على 3 أوراق عمل حول التجارب المتحفية والبيئة الثقافية المحيطة بها بالسلطنة، وتناولت الورقة الأولى "تجربة بيت البرندة في إثراء الحركة الثقافية"، قدمتها آمنة بنت مُبارك الحمداني مرشدة في بيت البرندة، وتطرقت فيها إلى تجربة بيت البرندة في إثراء الحركة الثقافية لخدمة المجتمع، من خلال استعراض تاريخ بيت البرندة ومحتويات غرفه، إضافة إلى الفعاليات الثقافية، والمعارض الفنية، واحتفاليات تدشين الكتب، والمعارض العلمية، والمحاضرات التعليمية، وأخيراً الورش الصيفية ودورها المهم في تطوير مهارات الأطفال الفنية.

وتطرقت الورقة الثانية إلى "المتاحف بين الاختصاص والتنويع"، وقدمها مرتضى بن عبد الخالق اللواتي مدير عام متحف غالية للفنون الحديثة، استعرض فيها الصور المختلفة للمتاحف منها المتاحف ذات الاختصاص الشامل، ومنها المتاحف الوطنية، ومنها المتاحف الخاصة التي تتناول إما فكرًا خاصًا أو حقبة زمنية معينة، وتناول الحديث عن متحف "غالية للفنون الحديثة" وهو عبارة عن متحف خاص يتناول موضوع تطور حياة الإنسان العُماني ومدى تأثره بمحيطه من الدول المجاورة وبجديد العالم من أفكار ومنتجات ساهمت بتطور أنماط الحياة في المنطقة ولا يتطرق للتراث العُماني بالشكل المُباشر، كما تحدَّث حول ارتباط المتحف وما يُحيط بها من فضاء ثقافي فيقع "متحف غالية للفنون الحديثة بفرعه (البيت القديم )على الشارع البحري لمدينة مطرح التاريخية التي شهدت تطورات عدة عبر العصور وحقب منها سياسية واقتصادية وتجارية، ومدينة مطرح ومحيطها تداخل بين قوميات ومذاهب وأنماط مختلفة من العيش ما ساهم بتطور المنطقة والإنسان الذي عاش بها وصولاً إلى الجيل الحاضر، وتناول كذلك الحديث عن دور المتاحف تجاه المشهد الثقافي، كما تطرقت الورقة إلى الدور الثقافي للمتحف في توصيل فكره الثقافي بطرق عدة منها مباشرة بأن يحظى الزائر للمتحف بالأهمية وأن يحصل على المعلومة إما مكتوبة أو عن طريق الشرح.

وتناولت الورقة الثالثة "كيفية انسجام المتحف الوطني مع البيئة الثقافية"، وقدمتها موزة بنت سليمان الوردي رئيسة قسم الدراسات والبحوث بالمتحف الوطني، تطرقت فيها إلى التعريف بـالمناظر الطبيعية وهو مفهوم متعدد الأبعاد يضاف له معنى الأنثروبولوجية والاجتماعية، والاقتصادية والثقافية لأهميتها المادية والطبيعية والجغرافية، والذي يعد جزءا من التراث الثقافي والطبيعي، يتعين الحفاظ عليها، وتفسيرها في جوانبها المادية وغير المادية.

وباعتبار أن الفعالية تعد فرصة تجمع عدد من المتخصصين بالمتاحف في هذا الصرح الثقافي الجديد، فقد اختتمت الاحتفالية بجولة للحضور في أرجاء المتحف الوطني. وجرت العادة أن يقترح مجلس المتاحف العالمي (ICOM) كل عام موضوعا معينا لليوم العالمي للمتاحف بهدف تعزيز قضايا المتاحف في المجتمعات. واختير موضوع "المتاحف والفضاءات الثقافية" كموضوع لعام 2016م. كما أن الفضاء الثقافي، بأوجهه الطبيعية والتاريخية، هو فضاء متغير وفي تطور مستمر ووليد هوية جغرافية محددة وتحولات متأثرة بعاملي الوقت والبشر. وتقع مسؤولية حماية وتعزيز الفضاءات الثقافية على عاتق الأفراد والمجتمعات على حد سواء. كما تقع هذه المهمة أيضاً على عاتق المتاحف، التي تحتوي على المقتنيات التي تشكل الموروث المادي وغير المادي للأقاليم الكبيرة والصغيرة.

الإشراف على التراث

ويجعل موضوع "المتاحف والفضاءات الثقافية" المتاحف مسؤولة عن فضاءاتها الثقافية، عن طريق إسهامها في المشاركة بمعارفها وخبراتها والقيام بدور فعال في إدارة هذه البيئات وصيانتها. وتكمن المهمة الأساسية للمتاحف في الإشراف على التراث، سواء كان ذلك داخل جدرانها أو خارجها. كما أنّه من الطبيعي أن يكون التوجه الأساسي للمتاحف توسيع مهمتها وتنفيذ أنشطتها لتشمل الفضاء الثقافي والتراث الذي يحيط بها، والتي يمكّنها من تحمل المسؤولية بدرجات متفاوتة، وتستبدل رؤية المتاحف التي هي في المقام الأول المشاركة والحفظ، وعرض مجموعاتها الخاصة برؤية أخرى أكثر تقديرًا لكونها مؤسسة تقوم أيضًا بالأبحاث وتنتج وتكتسب وتطور وتشارك معرفتها بالبيئات المحيطة بها، وتقدم منظورا جديدا للمجتمعات التي تعيش هناك لتستطيع من خلاله رؤية معالمها بطريقة مختلفة.

ويشار إلى أن تشجيع المتاحف على توسيع وتعزيز وزيادة مجموعاتها ومخزونها من المعرفة والخبرة يأتي من تحملها لمسؤوليات لا تقتصرعلى مجموعاتها المتحفية فقط. كما يعزز تسليط الضوء على علاقة المتاحف بالتراث الثقافي فكرة كون المتاحف مراكز إقليمية تشارك في حماية المشهد الثقافي.

وتشمل مسؤولية المتاحف البيئات المحيطة بها بجانب مسؤوليتها في حماية وحفظ التراث البيئي، من أجل تعزيز مكانتها، والعمل بالتعاون مع كافة الجهات - القطاعين العام والخاص - التي لها اهتمامات مختلفة في هذا المجال. كما أنّ المتاحف التي تحمل على عاتقها مسؤولية البيئة المحيطة بها، بالإضافة إلى توعية المُقيمين والزوار بالقيم التي بنيت على أساسها وإشراكهم في حفظ وتعزيز وتحسين بيئاتهم، لتعزز بذلك دورها كمركز يعرض تراث المنطقة. ولايمكنتجميدالمعالمالثقافيةبحكمطبيعتها، ولايمكنحصرهافيمتحفلكونهاتتطورباستمرار،وإنحماية وحفظتلكالمعالمتمنعهذهالتحولاتمنتدمير وتشويهأوإهانةهويتها،وتقدمالمتاحفمساهمةهامةلإدارةالقطاعالثقافيفيمنطقةمعينة،التيتحترمقيمةمكوناتالمشهدالثقافيفيحدودها،وبشكلخاصتقديمالمعلوماتفيمجالالتراث والمعالمالثقافية،حيثيتمذلكمنخلالتطبيقمعاييرالحفظوالصونوالتفسيرلمفاهيمالتراثالثقافيسواءداخلأوخارجأروقةالمتحف،وعدمتجاهلالمساهمةالفعالةللسياساتالمحليةوالعامة،إلىجانبتحديدوتطبيقالسياساتالإقليمية.

ويذكر أن المجلس الدولي للمتاحف ( ICOM ) مؤسسة دولية غير حكومية أنشئت عام 1945م، ولها ارتباط وعلاقة رسمية مع اليونسكو ووضع شرعي استشاري مع المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة، وهو المؤسسة الدولية الوحيدة التي تمثل المتاحف والعمل المهني المتحفي على مستوى العالم، يذكر إن المجلس الدولي للمتاحف (الإيكوم) بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف منذ العام 1977م، حيث خصص يوما عالميا للمتاحف (الثامن عشر من شهر مايو من كل عام) بهدف تعزيز العلاقة بين المتحف والمجتمع، باعتبار أن المتحف في العالم الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، بل أصبح مركزاً علمياً مهماً يسهم في نشر وإبراز المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات، وهذه الاحتفالية تعتبر الفرصة الاستثنائية لمجتمع المتاحف وللمهنيين المتحفيين لتلبية حاجة الجمهور وهو الجزء المهم في هذه المنظومة وفي نفس الوقت تخدم وتطوّر المجتمع .

تعليق عبر الفيس بوك