قراءة في المجموعة القصصية "كائناتي السردية" بصالون فاطمة العلياني بالبريمي

البريمي - سيف المعمري

استضاف صالون فاطمة العلياني الأدبي بقاعة المحاضرات بجمعية المرأة العُمانية بالبريمي جلسة أدبية احتفاء بالإصدار الجديد للكاتبة ليلى البلوشية، وقدمت في الفترة الأولى من الجلسة قراءة لمجموعة ليلى البلوشي القصصية "كائناتي السردية" وقدمت القراءة الدكتورة فاطمة العليانية.

وقالت العليانية إنه عمل أدبي جديد يضاف إلى رصيد أعمال الكاتبة ليلى البلوشي، فبعد مجموعتها الأخيرة في القصة القصيرة جدا "قلبها التاسع" تنطلق الكاتبة نحو إصدار مجموعة قصصية بعنوان "كائناتي السردية" فتنسبها لنفسها بياء المتكلم كنوع من الخصوصية المبطنة لفحوى الحكايا، حيث تغزل الكاتبة كائناتها بخيوط السرد لترسم حكايا تلك الكائنات الورقية ذات الحمولات الغارقة في أنواع شتى من العواطف، ومثلت كائنات سردية قصص الواقع بسخرية حينا، وبمفارقة حينا.

واستكملت الدكتورة فاطمة العليانية حديثها عن شخصيات المجموعة القصصية وهي في مجملها شخصيات مأزومة تعيش حيوات مختلفة من الفقر والتسول والضياع وفقدان الذات، وبينت أهمية المكان في رسم مسار كائناتها ومصيرها كما في قصتي"المخطوطة"و"عباءة".

وتطرقت الناقدة للحديث عن السارد في هذا العمل والذي تنوع بين السارد الراوي الذي يتحدث بضمير الغائب كما في قصة "يد"، و"آكلو الولائم " و"المقدسة" و"صاحبة الابتسامة الساحرة" و"هل قابلتم السيد رضوان"و "كرة"و"من ابتلع الأصوات"و "يوم في الحياة"، والسارد المتكلم كما في قصة "مخطوطة"و"غتاة اسمها راوية"وذبابة وصاحب الأصابع"و"العباءة" و"أنا وأمي وأختي حليمة"و"ليلة اثنين وستين". وتناولت المحاكمة الافتراضية التي اصطنعتها الكاتبة لمحاكمتها من قبل مجموعة من القضاة ومن لهم صلة بشخصيات أربع قصص هي: العباءة، هل قابلتم السيد رضوان، صائد الفئران، ليلة اثنين وستين، لتخبرنا الكاتبة من خلال هذه المحاكمة أن الكتابة هي الحياة نفسها، وأن الكتابة الحقيقية في عدم الالتزام بقالب واحد وطريق واحد في الكتابة، فالكتابة جنون والجنون لا يمكن أن يتحكم به أحد ولا يمكن أن يحاكمه أحد، فالكاتب المجنون يكتب ما يشاء، وقت ما يشاء وكيفما يشاء.

وخصصت الفترة الثانية للحوار مع الكاتبة ومداخلاتها للحديث عن بعض قصص المجموعة وكيف استوحت هذه الشخصيات وظروف كتابتها والمحاكمة التي رسمت ملامحها في نهاية القصص وسببها، ومناقشة قيمة أثرت الجلسة ومنحتها جمالا وبعدًا آخر للقراءة المتعددة للنص الأدبي.

ويشار إلى أن أجندة صالون فاطمة العلياني الأدبي تحمل العديد من الفعاليات المقبلة، حيث يستضيف الصالون قي نهاية الشهر الكاتبة المغربية فاطمة بالحوش، كما تحل الكاتبة السودانية آن الصافي ضيفة على الصالون في بداية شهر يونيو. وبدأ الصالون الاستعداد للأيام الأدبية العمانية السعودية في نهاية سبتمبر، إذ أصبحت هذه الأيام لازمة ثقافية في الصالون يترقبها المشهد الثقافي العماني والخليجي سنوياً، إذ استضاف الصالون في سبتمبر الماضي الأيام الأدبية العمانية الإماراتية في احتفالية ثقافية على مدار أربعة أيام كان لها أثرها في دعم الحراك الثقافي في محافظة البريمي خاصة والسلطنة بشكل عام.

تعليق عبر الفيس بوك