العراق: أنصار التيار الصدري يقتحمون البرلمان.. و19 قتيلا في هجوم انتحاري على زوار شيعة

بغداد - الوكالات

دعا رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، أمس، إلى انتفاضة شعبية كبرى ضد الفساد والفاسدين، مضيفاً: «ثورتنا ضد الفساد سلمية وستستمر سلمية إلى النهاية»، مؤكداً أنّ أتباع الفساد لن يتورعوا عن قتل أيّ عراقي أو إثارة أي فتنة، معلقاً مشاركة حزبه بأي عمل سياسي. وجاءت كلمة الصدر مع انطلاق مسيرة كبيرة وسط أنباء عن اقتحام متظاهرين للمنطقة الخضراء ومبنى البرلمان العراقي، حيث قاموا بتحطيم الأثاث ومحاصرة الموظفين.

وأشار زعيم التيار الصدري، خلال مؤتمر صحفي، إلى أنّ قوى سياسية تتمسك بالمحاصصة للحفاظ على مكاسبها ومناصبها في العراق، مشدداً على أن هناك قوى سياسية تحاول توزير أنصارها تحت شعار حكومة التكنوقراط.

وقال الصدر إن «جلسة البرلمان تحاول وأد حركة الإصلاح الحقيقية»، مضيفاً: «لن نُقدم أي مرشح للحكومة حتى لتشكيلة التكنوقراط. ودعا الصدر «كتلة الأحرار» لمقاطعة جلسات البرلمان حتى إنهاء المحاصصة، مضيفاً: أعلن مقاطعة أي عمل سياسي إلا لتأسيس ائتلاف ضد المحاصصة.

وكان البرلمان العراقي يستعد لجلسة ساخنة للتصويت على ما تبقى من التشكيلة الوزارية لحكومة حيدر العبادي، وهي الجلسة التي كان من المقرر أن تعقد الخميس وتمّ تأجيلها إلى أمس، إلا أن مراسل قناة «العربية» قد أفاد بتأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل.

وكان محتجون من أنصار التيار الصدري قد اقتحموا مقر البرلمان العراقي بالمنطقة الخضراء في بغداد للمطالبة بحكومة جديدة. وتحدث تقارير عن أن المحتجين عبثوا بمحتويات قاعة البرلمان. ويمثل هذا تصعيدا كبيرا عقب أشهر من الاحتجاجات ضد الحكومة. وأعلنت عمليات بغداد حالة الطوارئ في العاصمة، بحسب مصدر قيادة العمليات.

وكان المئات من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد اندفعوا عبر بوابات المنطقة الخضراء السبت بعد تأجيل اجتماع للبرلمان للتصويت على مجلس وزاري جديد. ويوجد في المنطقة الخضراء مقرات معظم الوزارات والسفارات الأجنبية.

وقام متظاهرون بربط أسلاك بحوائط خرسانية تحيط بالمنطقة الخضراء، وحطموا أجزاء منها. واتجهوا بعد ذلك إلى مقر البرلمان، حيث قام متظاهرون باقتحام مكاتبه، بينما ردد آخرون "سلمية..سلمية". وكانت قوات الأمن موجودة، لكنها لم تحاول منع المتظاهرين من دخول البرلمان. ومنع المتظاهرون نواب المجلس من الفرار من المبنى وهم يهتفون "هرب الجبناء."

وقالت وكالة رويترز للانباء إن موظفي الامم المتحدة وموظفي السفارات التزموا مكاتبهم. ودعا الصدر إلى تنظيم احتجاجات اليوم للضغوط على البرلمان كي يوافق على مجلس الوزراء الجديد، وهو عنصر مهم في برنامج الإصلاح الذي يتبناه رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وفي سياق آخر، قالت مصادر بالشرطة العراقية إن 19 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 48 آخرون عندما فجر انتحاري يقود سيارة نفسه قرب مجموعة من الزوار الشيعة في ضاحية بجنوب شرق العاصمة بغداد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان مسؤوليته عن الهجوم.

وذكرت مصادر بالشرطة أن انفجارا ثانيا وقع قرب نقطة تفتيش تابعة لجماعة شيعية مقاتلة في حي الدورة بالعاصمة مما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة ثلاثة أشخاص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الثاني.

وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم المتشدد إن مقاتلا قاد شاحنة ملغومة بثلاثة أطنان من المواد شديدة الانفجار وفجرها وسط تجمع للزوار الشيعة في منطقة النهروان. وكان الزوار في طريقهم إلى مرقد الإمام الكاظم في بغداد لإحياء ذكرى وفاة أحد أهم أئمة الشيعة في القرن الثامن الميلادي.

وتحسن الأمن تدريجيا في بغداد بعدما كانت تتعرض لهجمات يومية قبل عشر سنوات لكن لا تزال هناك هجمات تستهدف قوات الأمن والمدنيين. وتأجج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العراق بفعل صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحارب القوات الحكومية للسيطرة على مناطق في شمال وغرب البلاد.

وبدأ مقاتلو التنظيم هجوما أمس قرب مدينة بيجي التي تقع في شمال العراق وانتزعت القوات العراقية ومقاتلو جماعات شيعية السيطرة عليها قبل أشهر إلى جانب مصفاة نفطية كبيرة دمرها الصراع.

وقالت مصادر في قيادة عمليات صلاح الدين إن التنظيم المتشدد سيطر على 4 نقاط تفتيش أمنية إثر مجموعة أولى من الهجمات مساء الجمعة قرب بلدة الصينية غربي بيجي. واستخدم المتشددون السيارات الملغومة فقتلوا 11 من أفراد قوات الأمن وأصابوا 12 آخرين.

وأضافت أن المتشددين هاجموا قوات الأمن قرب بلدة مكحول انطلاقا من الجانب الشرقي لبيجي فقتلوا ثلاثة رجال شرطة وأصابوا اثنين آخرين في اشتباكات لا تزال مستمرة يوم السبت.

وقالت مصادر أمنية أمس إن الجيش التركي نفذ ضربات جوية في مناطق ريفية بجنوب شرق تركيا وشمال العراق مستهدفا مراكز إمدادات يستخدمها المقاتلون الأكراد. وأضافت المصادر أن 20 طائرة أقلعت من قاعدة ديار بكر الجوية في وقت متأخر مساء يوم الجمعة وقصفت مواقع يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني لتوفير إمدادات الغذاء والسلاح في هاكورك وأفاسين وفي قنديل بشمال العراق. وتابعت المصادر أن ضربتين جويتين منفصلتين نُفذتا في إقليم شرناق بتركيا قرب الحدود العراقية بعد تلقي معلومات مخابراتية.

ونفذ الجيش التركي العديد من الضربات الجوية في المنطقة في الشهور الأخيرة بعد انهيار وقف لإطلاق النار دام لمدة عامين ونصف العام وتداعي عملية السلام بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني خلال فصل الصيف الماضي.

وقتل آلاف من مقاتلي الحزب ومئات من المدنيين والجنود منذ ذلك الوقت كما شهدت عدة مدن في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية أسوأ أعمال عنف منذ التسعينات. ورفضت الحكومة العودة للمفاوضات وقالت إنها ستقضي على حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنظيما إرهابيا.

وأُصيب أمس جندي بالجيش التركي واثنان من الشرطة في هجوم صاروخي نفذه مقاتلو حزب العمال الكردستاني في بلدة نصيبين قرب الحدود السورية حيث يسري حظر تجول على مدار الساعة منذ منتصف مارس بسبب عمليات للجيش. وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني حملته المسلحة في عام 1984.

تعليق عبر الفيس بوك