الذيب والمسكرية يحاوران المُشاهد بلغة الضوء والفرشاة في ندوة الثقافة والعلوم بدبي

بمشاركة ثمانية فنانين عمانيين

دبي - العمانية

أقيمت أمس الأول بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، أمسية ثقافية عُمانية؛ ضمن ندوة الثقافة والعلوم، والتي شارك فيها 8 فنانين عمانيين ما بين تشكيليين وشعراء وموسيقيين. ورعى الأمسية سعادة الشيخ محمد بن عبدالله القتبي سفير السلطنة المعتمد لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد بدأت الأمسية بالفن التشكيلي حيث عرضت الفنانة التشكيلية ريا المسكرية 12 لوحة من أعمالها المتميزة، وتحدثت أثناء شرحها لأعمالها عن رسم الوجوه والمشاعر والأحاسيس والتعابير، قائلة أنّ كل وجه يحكي قصة، وقد قامت برسمها بالفرشاة تاركة سردها على المشاهد. وأضافت المسكرية أنّها أوجدت تلك الوجوه لتحاور المشاهد بلغة بعيدة عن لغة الكلمات، فالتعابير وحدها كافية لإيصال إحساس معيّن أو فكرة معينة بدون الاستعانة بالتواصل الشفهي أو الإلكتروني.

ثمّ قدم مصور الفياب أنس الذيب 12 لوحة من أعماله المصورة التي حازت جوائز محلية وعالمية، وأوضح في شرحه أنّها تتحدث عن عمان الطبيعة والإنسان، ذاكرًا بأنّها تشرح جمال التنوّع الجغرافي والبيئي في السلطنة، وكذلك تتحدث عن إنسان عمان وكيف استطاع الوصول إلى ما هو عليه اليوم، بالإضافة إلى أهميّة التراث العماني وكيفية المحافظة عليه.

وفي فقرة الشعر والموسيقى قدم الشاعر الشعبي سالم السعدي فنونًا عمانية متنوعة منها الرزحة والميدان وبن عبادي والقصاقي، معرفا أثناء حديثه بهذه الفنون وضاربا أمثلة شعرية عليها. ثم تناوب الشاعر الغنائي طارش قطن، والشاعرة أصيلة المعمرية على إلقاء مجموعة من قصائدهما المصحوبة بالعود الذي قدمه الفنان العُماني عبدالله العقيل، حيث ألقى طارش ست قصائد هي ( دبي، خيوط الليل، تروح، مدائن حور، سنتين، اطلب المستطاع)، بينما قدمت أصيلة مجموعة من قصائدها منها (أنا كل السحاب الجاي، وأوهام وظنون، سكة الذكرى، نبض الشعر). واختتمت الأمسية الثقافية بفقرة موسيقية مميزة بالعود والجيتار قدمها الفنانان عبدالله العقيل، وموسى البلوشي، حيث أمتعا الجمهور والحاضرين بمجموعة من المقطوعات الموسيقيّة التي حملت ألوانًا غنائيّة متعددة ومتنوعة. بعدها قام راعي الأميّة ومعالي محمد المر بتكريم المشاركين. وقد صرح سعادة السفير العُماني بعد استضافته للأمسية قائلا بأنّه يتقدم بجزيل الشكر والتقدير لندوة الثقافة والعلوم في دبي على استضافتها وعلى رعايتها لليلة الثقافية العمانية التي شهدت مزيجًا رائعًا من الفن والشعر والأدب، وتميّزت بحضور راقٍ من الشخصيات، مؤكدا أنّ هذه الأمسيات تعبر بصدق عن مدى العلاقة الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وتجسد بصارة هذه العلاقة بكل تجليّاتها الجميلة، متمنيًا استمرار مثل هذه الفعاليات، والمزيد من التقدم للعلاقات ما بين الدولتين بإذن الله.

من جانب آخر قال الأكاديمي والفنان العماني الدكتور عبدالعزيز الغريبي إنّ مثل هذه التظاهرات الثقافية تحفز وتعزز العطاء الإنساني والفكري المتجدد، فمكونات الثقافة والفنون تزداد ثراءً وقيمةً بتفاعلها مع ما حولها في سبيل تحقيق الانسجام وتلبية حاجة الإنسان الفكرية والترفيهية وهذا ما جسّدته ندوة الثقافة والعلوم في دبي بتقديمها هذا التكوين الإبداعي بعناصره المتنوعة من نخبة الشعراء والفنانين العمانيين الذين صدحوا بعطائهم الآسر في سماء دبي.

تعليق عبر الفيس بوك