أكثر من 150 طفلا من 80 دولة حول العالم يرفعون "نداء السلام" من أرض عمان

مبادرة ينظمها مركز قيم برعاية يوسف بن علوي في 9 مايو المقبل

الفهدي: السلام رسالة عمانيّة أصيلة ومبدأ وطني أرسى دعائمه جلالة السلطان منذ فجر النهضة

مسقط - الرؤية

ينظم القائمون على مركز قيم فعالية بعنوان "نداء السلام" يستضيفها مسقط جراند مول في التاسع من مايو المقبل من أجل إيصال رسالة السلام والأمان لكافة دول العالم بأصوات أكثر من 150 طفلا من 80 دولة مختلفة، اجتمعوا معاً ليقولوا للعالم "تعالوا جميعاً لأجل السلام"، حيث عرف عن عمان دورها التاريخي كداعم للسلام، وساعٍ دولي لاستتبابه في ربوع الأرض، عبر رأب الصدع بين الدول المتنازعة وحل الأزمات بين الفرقاء، وإعلاء التوافق بديلاً للشقاق والاحتراب.

وقال الدكتور صالح الفهدي، رئيس مركز قيم وصاحب الفكرة والمشرف عليها، خلال المؤتمر الصحفي الذي استضافه مسقط جراند مول أمس الأول للإعلان عن برنامج الفعالية إنّ العالم بأكمله، والعربي على وجه التحديد، عانى ولا يزال من ويلات الحرب وما تخلفه من دمار وخراب، شعوباً بأكملها تعيش تحت وطأة الأزمات المشتعلة وعدم التوافق بين مكونات المجتمع الواحد، من هنا أحببنا أن نشارك ولو بشيء صغير في وضع حد لهذه المأساة المستمرة. ونداء السلام هو حدث يحمل رسالة إلى العالم بأجمعه، رسالة يرسمها أطفال بعمر الورود يخاطبون فيها الإنسان من أجل إعلاء صوت السلام ونبذ الحروب، إنّ الرسم هو لغة عالمية يتقنها الأطفال أكثر من التعبير بالكلمات، يلخّصون فيها مشاعرهم وأفكارهم وطموحاتهم وأمنياتهم بمستقبل أفضل وخال من الاضطرابات والقلاقل والحروب، مستقبل يستطيعون العيش فيه بسلام وهم يحلمون بالغد.

وقال حسن جعبوب، المدير العام لمسقط جراند مول عن رعاية المركز لنداء السلام واستضافة حفل التدشين والمعرض الأول لها، إنّ نداء السلام هو بالتأكيد ما تحتاجه المنطقة ككل، إنّ الحروب والمنازعات لن تودي بالبشرية إلا إلى الدمار والعودة للوراء سنين طويلة. إنّ عمان كانت ولا تزال حاملة لرسالة السلام والمحبة لشعوب الأرض قاطبة، مستلهمة من لدن مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله وأبقاه - معاني الخير والسلم التي جعلت من عمان واحة الأمن والأمان. نحن فخورون باستضافة أكثر من 150 طفل من 80 جنسية مختلفة هنا في مسقط جراند مول ليبعثوا معاً برسالة واضحة لكافة دول العالم، رسالة تكتبها الطفولة لتدافع عن حقها في الحياة والمستقبل المشرق هذه الرسالة النبيلة كانت السبب الرئيس الذي جعلنا نُقدم على رعاية هذا الحدث دون تردد، وهنا أود أن أتقدم بجزيل الشكر للدكتور صالح الفهدي على هذه المبادرة الرائعة وعلى إتاحته الفرصة أمامنا لنكون جزءاً منها ونشارك في إيصال هذا الصوت إلى حيث يجب أن يصل، آملين أن يعم السلام كافة ربوع الأرض.

وبدأ الأطفال المشاركون بالحدث في رسم لوحاتهم للمشاركة في ورش عمل نظمها مركز قيم وأشرف عليها الفنان الباكستاني المقيم في السلطنة إبراهيم جيلاني الذي تحدث عن التجربة بقوله إنّ التعامل مع الأطفال في موضوع الرسم ليس بالأمر الهين، إلا أنني لا أخفي اندهاشي من الإمكانيات والأفكار التي كشفت عنها ورش العمل، هنالك أطفال مشاركون في الحدث هم فنانون موهوبون بالفطرة، وهناك آخرون لديهم تصور عن السلام والطريق الأفضل إليه قد لا يملكها الكثير من الكبار، التجربة بحد ذاتها أثرت بي للغاية وأنا على ثقة أنّها ستؤثر بذات الطريقة في كل من سيزور المعرض بعد تدشينه في التاسع من مايو المقبل.

وسيرعى حفل افتتاح "نداء السلام" في التاسع من مايو المقبل، معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجيّة في الساحة الرئيسية لمسقط جراند مول، ويتضمّن الحدث عزف للسلام السلطاني تؤديه الفرقة الموسيقية الكشفية التابعة للمديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم، يليه كلمة الافتتاح التي يلقيها الدكتور صالح الفهدي، كما ستقدم مدرسة الكوثر للتعليم الأساسي في ولاية السيب لوحة وطنية غنائية لمجموعة من طلبتها، كما يشهد الحدث استعراض فيلم توثيقي عن مراحل الإعداد والتحضير لهذا الحدث على مدى ما يزيد عن ثلاثة أشهر، ولاحقاً ستتم إزاحة الستار عن اللوحة الرئيسية للحدث وصعود الأطفال المشاركين للمسرح لأداء نداء السلام باللغتين العربية والإنجليزية، والنداء من كلمات الدكتور الفهدي وألحان الفنان زياد الحربي وتوزيع أحمد الموسوي ويؤديها الطفل المفاجأة "فرج فريد".

وسيجري لاحقا تسليم اللوحات المشاركة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة - اليونيسيف لنشرها حول العالم، فضلاً عن مخاطبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو لاستعرض اللوحات والفيلم الوثائقي في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، فضلاً عن السعي لإقامة العديد من المعارض الداخلية والخارجية للحدث.

وقالت الدكتورة سو تيبنز المشاركة في إدارة وتنظيم الحدث إنّ أعمار الأطفال المشاركين بين 8 و15 عاماً، وهنا لكم أن تتوقعوا طبيعة هذه المشاركات، لقد عملنا منذ البداية لإتاحة الفرصة أمام الجميع للتعبير بالطريقة التي يراها مناسبة، لم نقم بتوجيه أحد إلا في حدود المساعدة الفنية، إلا أنّ الأفكار كانت أكثر من رائعة و خصوصاً من أولئك الأطفال المنتمين إلى دول مزقتها الحروب وعانت ويلات الدمار والشتات، أعتقد أنّ زيارة ودعم هذا الحدث هو واجب على كل منّا، بل هو أقل ما يمكن أن نفعل، وهنا أود أن أتقدم بالشكر إلى كافة الجهات الراعية التي مهدت الطريق أمام ولادة نداء السلام".

وقال الفنان والملحن زياد الحربي عن الملامح الفنية لأغنية نداء السلام إنّ العمل مؤدى باللغتين العربية والإنجليزية بهدف إيصاله إلى أوسع شريحة من العالم، كما تم استخدام مقام العجم وهو مقام مشترك بين الموسيقى الشرقية والغربية كما يساعد في التعبير عن مشاعر الأمل والسعادة، المعزوفة عملت على الجمع بين الإيقاعات الغربية والطبول العمانية الشعبية للدلالة على مصدر النداء القادم من عُمان الأصالة، كما تمّ استيحاء العمل من فن النانا وهو أحد الفنون التقليدية العمانية التي تشتهر بها المنطقة الجنوبية، أمّا بالنسبة للآلات الموسيقية فهي تدمج بين العود والقانون الشرقيين مع الموسيقى الغربية لإعطاء العمل نكهته الشرقية المميزة، بالطبع سيؤدي الأغنية الطفل العماني فرج فريد الذي سيكون هذا أول ظهور علني لموهبته التي ستشكل مفاجأة بحد ذاتها، كما سيشارك الأطفال في غناء النداء على شكل كورال مصاحب لفرج.

واختتم الفهدي المؤتمر الصحفي بقوله إنّ المبادرة تأتي من إحساسنا بآلام الآخرين، وانطلاقاً من دورنا كعمانيين ساعين دائماً وأبداً نحو السلام للجميع، ونتمنى أن يكتب لهذا الحدث النجاح والاستمرار لعله يصل بأصوات هؤلاء الأطفال إلى أصحاب القرار لنرى في العالم مكانا أفضل للإنسان.

تعليق عبر الفيس بوك