الشرطة التركيّة تحتجز صحفية هولندية انتقدت أردوغان.. ومسيرة بضوء المشاعل في أرمينيا تحيي ذكرى "المذبحة"

عواصم - الوكالات

قال مسؤولون هولنديون أمس إن الشرطة التركية احتجزت صحفية هولندية بارزة بعد أسبوع من كتابتها مقالا نشر في هولندا انتقدت فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب ما قالت إنّه قمع للمعارضة. واعتقلت الشرطة التركية إبرو عمر التي تنحدر من أصول تركية وتعتبر من أبرز منتقدي أردوغان حيث كانت تقضي عطلتها في البلاد. وقالت إبرو في تغريدة على تويتر أمس إنه تم إطلاق سراحها ولكن لم يسمح لها بمغادرة البلاد.

وكانت إبرو كتبت الأسبوع الماضي مقالا في صحيفة مترو المجانية وصفت فيه أردوغان "بالديكتاتور" وانتقدت فيه تصريحات مسؤول بالقنصلية التركية في هولندا طلب من جميع الأتراك الإبلاغ عن أي إهانات بحق أردوغان في البلاد. وانتقد كثيرون هذه الدعوى بمن فيهم رئيس الوزراء مارك روته مما دفع المسؤول التركي بعد ذلك للتراجع عنها.

ويعرف عن إردوغان عدم تحمله للانتقاد واستعداده لاتخاذ خطوات قضائية حيال أي مزاعم بحقه. ويقاضي ممثلو الادعاء في ألمانيا بناء على طلب من إردوغان فنانا كوميديا سخر منه. ويقول نقاد إن أردوغان يستخدم القانون لتضييق الخناق على المعارضة.

وقال رئيس الوزراء الهولندي روته -الذي انتقد بدوره طلب المسؤول التركي- إنه تحدث مع إبرو بعد احتجازها. وأضاف رئيس الوزراء عبر تويتر أمس "اتصلت هاتفيا بإبرو عمر الليلة الماضية." وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية عن احتجاز الصحفية "إننا على دراية بذلك ونتابع الوضع عن كثب. نحن على اتصال بها."

في حسابها الرسمي على موقع تويتر كتبت إبرو ليل "الشرطة أمام الباب". وكتبت بعد ذلك أنه جرى اقتيادها إلى مركز شرطة في منتجع كوساداسي على ساحل بحر إيجه.

وتمثل إهانة الرئيس جريمة في تركيا يعاقب عليها بالسجن لأربع سنوات لكن لم يتم اللجوء لهذا القانون في السابق إلا نادرا.

وقال وزير العدل الشهر الماضي إن ممثلي الادعاء الأتراك فتحوا أكثر من ألف و800 قضية ضد أشخاص بسبب إهانة أردوغان منذ أن تولي منصب الرئيس عام 2014.

ويواجه صحفيون ورسامو كاريكاتير وأكاديميون وحتى أطفال بعمر المدرسة قضايا وتهما بإهانة أردوغان. ويقول أردوغان إنه يرحب بالنقد لكنه لا يقبل الإهانات.

وقررت ألمانيا السماح لممثلي الادعاء بمقاضاة فنان كوميدي سخر من أردوغان مما أثار غضب كثير من الألمان يرون أنه بهذا التصرف رضخت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزعيم مستبد. وفي العام الماضي رحّلت تركيا صحفية هولندية أخرى بعد اعتقالها للاشتباه في مساعدة المسلحين الأكراد.

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي إن على الرئيس التركي أن يكون أكثر تقبلا للنقد في وقت يحاول فيه الزعماء الأوروبيون حشد الدعم داخل بلادهم حيال الاتفاق مع أنقرة الذي يهدف لوقف تدفق اللاجئين.

وكان رئيس الوزراء البولندي السابق دونالد توسك الذي يرأس اجتماعات القمة الخاصة بالاتحاد الأوروبي يزور مخيما للاجئين في مدينة غازي عنتاب بالقرب من الحدود مع سوريا يوم السبت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسأله أحد الصحفيين عن الخطوات القضائية التي يتخذها أردوغان ضد وسائل الإعلام التي تنتقده ومن بين ذلك إجراءات ضد فنان كوميدي ألماني.

وقال توسك إن حرية الصحافة كانت "موضوعا دائما" مطروحا في حديثه مع القادة الأتراك. وكانت القيادة التركية توصلت إلى اتفاق تعيد تركيا بموجبه جميع اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى جزر اليونان مقابل تنازلات من الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق آخر، شارك نحو 15 ألف أرميني في مسيرة بضوء المشاعل في العاصمة يريفان لاحياء ذكرى مليون ونصف المليون من مواطنيهم قضوا على أيدي الأتراك العثمانيين منذ قرن من الزمن. وتأتي المسيرة عشية احتفالات رسمية تقيمها الحكومة الأرمينية لإحياء الذكرى، يعززها هذه السنة قيام الممثل السينمائي الأمريكي جورج كلوني بتقديم جائزة استحدثت مؤخرا.

ويعد قتل أكثر من 200 من المثقفين الآرمن في الرابع والعشرين من أبريل 1915 نقطة انطلاق المجزرة التي يعتبرها العديد من المؤرخين على أنها جريمة إبادة. ولكن تركيا الحديثة، وريثة الإمبراطورية العثمانية، ترفض هذه التهمة بشدة. وكان كلوني من أبرز المنادين بإطلاق صفة الإبادة على مجازر الآرمن، وهو ما لم تفعله الحكومة الأمريكية.

وقال النجم السينمائي في منتدى انعقد بالعاصمة الأرمينية لمحاربة جرائم الإبادة "لقد تطلبت تسمية الأمور بمسمياتها معركة طويلة وشاقة، ولكن لا تستطيعون نكران ما جرى." وسيسلم كلوني الأحد جائزة "اورورا" التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار تكريما لشخصية عملت على دفع القضايا الإنسانية إلى الأمام. وكان المشاركون في مسيرة مساء السبت في يريفان أحرقوا علمي تركيا وأذربيجان. وكان حوالي 75 عسكريا أرمنيا وآذريا قتلوا هذا الشهر في تجدد للقتال في إقليم ناغورنو قره باغ الآذري الذي ما زال واقعا تحت سيطرة القوات الأرمينية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة