سوريا: مقتل 13 من مسلحي المعارضة في غارات للنظام.. وهدنة قصيرة بين القوات الكردية والسورية في القامشلي

أوباما: حل الأزمة مرهون بالمفاوضات.. وروحاني: لولا طهران لسقطت سوريا والعراق بيد "داعش"

عواصم - الوكالات

تعرَّضتْ مدينتا حلب ودوما -معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لدمشق، والمحاصرة منذ 2013- لقصف قوات النظام السوري، أمس، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصًا، ما يعرض اتفاق وقف الأعمال القتالية للخطر أكثر من أي وقت مضى، مع تصاعد حدة المعارك والقصف في مناطق سورية عدة منذ بداية إبريل.

وتوصلت وحدات "حماية الشعب" الكردية والنظام في القامشلي، إلى هدنة بعد يومين من المعارك راح ضحيتها عشرات المدنيين، وقالت مصادر إن وفدًا من النظام اجتمع مع زعماء العشائر في مدينة القامشلي، في مبنى مديرية المنطقة بحي الوسطى واتفقا على الهدنة، وكانت المعارك قد تجددت بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا في اليومين الماضيين، وسلم 50 عنصرا من قوات النظام أنفسهم للمقاتلين الأكراد في المدينة بعد سيطرة الأكراد على سجن علايا شرق القامشلي، فيما قال تنظيم "داعش" إن طيار مقاتلة حربية تحطمت جنوب شرقي دمشق أسر بعد أن هبط بمظلة قرب موقع التحطم، وأعلن أن الطيار يدعى عزام عيد، من مواليد حماة، بينما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنَّ نحو 4800 شخص، بينهم 4200 "داعشي"، قتلوا خلال ضربات جوية لطائرات التحالف الدولي على سوريا خلال 19 شهرا.

وعلى صعيد المفاوضات، أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، عزمه مواصلة جولة المفاوضات حتى الأربعاء المقبل، داعيا مجموعة الدول الـ17 إلى عقد اجتماع وزاري طارئ لدفع جهود السلام المتعثرة في سوريا، واعتبر أن الهدنة تواجه "خطرا شديدا" إذا لم يتم التحرك سريعا.

وعبَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن "قلقه الشديد" إزاء احتمال انهيار الاتفاق، وأكدت الصين أن الفرصة مازالت سانحة للتوصل إلى تسوية، فيما قال السفير السوري لدى روسيا، رياض حداد، إن المعارضة أثبتت أنها تتفهم الفترة الانتقالية على أنها "استحواذ على السلطة"، والذي يشمل تخلي الأسد عن الحكم، وهو أمر "لا تقبله" دمشق.

وبينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن تحريك روسيا مدفعيتها الثقيلة إلى مواقع خارج مدينة حلب في شمال سوريا، يثير القلق إزاء اتفاق وقف إطلاق النار، ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية أن واشنطن شرعت عمليًا في تنفيذ خطتها "ب" في سوريا بأيدي جهات تركية وعربية لدعم "المعارضة المعتدلة". وأشارت إلى انسحاب فصائل مسلحة من الهدنة المعلنة في سوريا والتحاقها بتنظيم "جبهة النصرة" في شن الهجمات على مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب، وريف دمشق، مع نشر مواد إعلامية تطعن في جهود دمشق للتسوية، وقالت الصحيفة إن هذا يخدم مناهضي النظام، فيما ذكرت وسائل الإعلام السورية حصول المسلحين على صواريخ "تاو" الأمريكية المضادة للدروع، وذخائر مدفعية وغير ذلك من أسلحة وعتاد اشترتها أنقرة والرياض في وقت سابق لهم، وأن الاستخبارات السعودية والتركية قد نظمتا بدعم من الاستخبارات الأمريكية توريد الأسلحة والعتاد إلى المسلحين في سوريا عبر أراضي دول أخرى، مثل قطر التي اتهمها الإعلام السوري بتزويد المسلحين بصواريخ صينية، مكنتهم من إسقاط ثلاث مقاتلات سورية، وأن أنقرة استقدمت أعدادًا كبيرة من الدبابات والمدافع ذاتية الحركة وعززت بها مواقع الجيش التركي الممتدة على طول الحدود مع شمال سوريا، بزعم مكافحة تنظيم "داعش"، بينما تعكف على تسليح عناصره.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل دون مفاوضات سياسية وهذا يتطلب التعامل مع أشخاص هو على خلاف عميق معهم. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لن نحل المشكلة بشكل عام إلا إذا حركنا المسار السياسي." وأضاف أوباما أنه دائما ما تشكك في تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودوافعه في سوريا وقال إن بوتين سيدرك أن المشكلة السورية لا يمكن أن تحل بالسبل العسكرية.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنَّ إيران تحمل لواء مكافحة الإرهاب، قائلاً: لولا إيران لسقطت دمشق وبغداد بيد داعش.

وقال روحاني، أمس، خلال الندوة الدولية الثانية حول "البيئة والدين والثقافة": "لولا إيران لما كنا نواجه اليوم تنظيماً إرهابياً فحسب بل كنا نواجه في المنطقة والعالم بلدين وحكومتين يديرهما إرهابيو داعش.. حينها ماذا كانت تفعل باريس وبلجيكا ونيويورك"، بحسب ما نقلت قناة "العالم" الإخبارية الإيرانية. وأضاف: الذين لا يقدرون تضحيات إيران عليهم أن يدركوا جيداً أنها هي التي أطلقت شعار (عالم خال من العنف) وهي التي تحمل لواء مكافحة الإرهاب. وتابع: أنا أفخر لكون طهران هي التي حملت رسالة شرق أوسط منزوع من الأسلحة النووية وهي التي دعت لأول مرة إلى حوار الحضارات وهي التي أطلقت نداء العدل والوسطية لجميع العالم.

وقال المرصد السوري إن قتالا يدور أيضا بالقرب من بالا في الغوطة الشرقية جنوب شرقي دمشق بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية وأن قتلى سقطوا من الجانبين. وفي حلب سقط 17 شخصا على الأقل بين قتيل وجريح بينهم طفل عندما أسقطت طائرات قنابل في شرق المدينة التي كانت يوما مركزا تجاريا قبل بدء الحرب الأهلية السورية في 2011. وقال مدير المرصد إن عدد القتلى لم يتضح بعد.

وقالت وكالة أعماق الإخبارية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إنها أسرت طيار طائرة حربية تحطمت جنوب شرقي دمشق يوم الجمعة. وقالت الوكالة "الطيار يدعى عزام عيد من مواليد حماة وقد ألقي القبض عليه عقب هبوطه بمظلة بالقرب من موقع سقوط طائرته شرق دمشق."

وكانت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن الطائرة تابعة لسلاح الجو السوري وتحطمت بسب عطل فني. وقال المصدر للوكالة "خضعت الطائرة لإصلاحات في الآونة الأخيرة... لم تتعرض لهجوم من الأرض. تحطمت بسبب عطل فني. الطيار قفز بمظلته." وذكرت إنترفاكس أن الطائرة من طراز ميج-23. وأظهر فيديو نشرته وكالة أعماق على الإنترنت أن التنظيم المتشدد أسقط الطائرة اليوم الجمعة.

وأظهر الفيديو مقاتلي الدولة الإسلامية يتحلقون حول حطام الطائرة المحترقة وقد طبع على جزء منها العلم السوري. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الفيديو. وفي وقت سابق يوم الجمعة قالت الدولة الإسلامية إن طائرة حربية سورية أسقطت دون إعلان المسؤولية عن إسقاطها.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد قال إن الطائرة تحطمت جنوب شرقي دمشق بعد أن حلقت فوق أراض تسيطر عليها الدولة الإسلامية، وإن مصير الطيار لم يتضح. وقال المرصد إنه من غير الواضح ما إذا كانت الطائرة أسقطت أم أنها تعرضت لعطل فني.

من جانبه، رحب "تيار الغد" السوري بالموقف الذي تبنته الجامعة العربية خلال اجتماعها الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في القاهرة، والذي جاء ردا على الخطوات التصعيدية للاحتلال الإسرائيلي، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها ضم أراضي الجولان لإسرائيل.

وقال الناطق الرسمي باسم "تيار الغد" منذر آقبيق: "نرحب ببيان الجامعة الذي يحمل لغة قوية وحاسمة، ونعول على استمرار الأشقاء في تبني تلك المواقف المبدئية الرافضة لاستغلال إسرائيل الأوضاع في سوريا من أجل محاولة تكريس احتلال إسرائيل للجولان، ونشكر دولة الكويت الشقيقة على مبادرتها بالدعوة إلى هذا الاجتماع الطارئ المهم، ونشكر بقية الدول العربية لتلبيتها الدعوة وتبنيها ذلك الموقف".

وكانت الجامعة العربية انتقدت موقف إسرائيل من استغلال الأزمة السورية الحالية، من أجل تبرير استمرار احتلالها للجولان العربي السوري، مؤكدة عروبة الجولان المحتل، وسيادة الشعب السوري على هذا الجزء من الأرض العربية. واعتبرت الجامعة أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الجولان المحتل تهدف إلى إفشال الجهود الدولية الداعية لعقد مؤتمر دولي للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق المقترح الفرنسي.

وأضافت أن تصريحات نتنياهو بشأن عدم انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان، وضرورة اعتراف المجتمع الدولي بأن الجولان إسرائيلية، تمثل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان واتفاقات جنيف. وجاء الاجتماع برئاسة الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، بناء على طلب من السعودية والكويت والبحرين.

تعليق عبر الفيس بوك