النظام الإلكتروني لتسجيل الحجاج

سيف المعمري

خطت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خطوة نوعية باستحداث النظام الإلكتروني لتسجيل الحجاح لتلافي قضايا الحملات الوهمية التي شغلت المجتمع العُماني وأحدثت لغطًا واسعًا، بعد حرمان الحجاج الذي سجلوا في تلك الحملات من الدخول إلى الأراضي المقدسة خلال موسم الحج الماضي، ورغم إنّ الوزارة تعاملت مع القضية بمنتهى الحزم، وقدمت أصحاب تلك الحملات الوهمية إلى الادعاء العام، إلا أنّ الوزارة في ذات الوقت وعدت بإيجاد آلية للتسجيل ابتداء من الموسم الحالي 1437 هجرية، والذي تكلل بتدشين النظام الإلكتروني لتسجيل حجاج سلطنة عُمان من خلال الولوج إلى الموقع الإلكتروني www.hajj.om والبدء بعملية التسجيل.

وما يحسب للوزارة كذلك خبراتها الواسعة في مجال التطبيقات الرقمية في عدد من خدمات الوزارة وهي بذلك تتماشى مع التطور الهائل الذي يشهده قطاع التكنولوجيا وأنظمته الحديثة، وتعظيم الاستفادة المثلى من شبكة الاتصالات؛ وبالتالي جاء تدشين النظام الإلكتروني لتسجيل الحجاج بسهولة وانسيابية عالية، بحيث يقوم الحاج بإدخال رقمه المدني ورقم الهاتف، ثم يقوم النظام بجلب بيانات الحاج الأساسية من الأحوال المدنية وهيئة تقنية المعلومات، ومن ثمّ يواصل خطوات التسجيل بشكل متدرج وواضح وصولا إلى الانتهاء من تسجيل الطلب، والذي ينتهي بقيام النظام بإرسال رقم الطلب برسالة نصية (sms) للحاج.

وقد فتحت الوزارة التسجيل في النظام خلال الفترة من العاشر وحتى الرابع والعشرين من أبريل الجاري، وبلغ عدد الحجاج المسجلين بالنظام الإلكتروني حتى مساء أمس الثلاثاء أكثر من عشرين ألف حاج وجميعهم سيتنافسون على الحصّة الإجمالية لحجاج السلطنة والمقدرة بأحد عشر ألفًا و200 حاج. هذا ما أكّده لي الشيخ الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي لوزير الأوقاف والشؤون الدينية المشرف العام على متابعة تنفيذ المشروعات الرقميّة.

ويعد النظام الإلكتروني لتسجيل حجاج سلطنة عُمان منصّة رقميّة مثالية، تقدم خدمات واضحة وميسرة، حيث يستطيع الحاج قراءة الشروط والأحكام بدقة قبل الموافقة عليها؛ لأنه تترتب عليها تبعات قانونية ومالية بعد تحديد الحملة، كما يسمح للحاج بالانسحاب وإلغاء الطلب في جميع الأوقات إلا بعد تحديد الحملة والتي يمكن أن تكون بطريقة اختيارية كما يمكن التعديل في الحملة بعد يومين من الاختيار ثم بعد ذلك يكون الاختيار نهائيا غير قابل للتعديل، كما يتطلب من الحاج دفع 50% من تكلفة الرحلة خلال أسبوعين من تحديده للحملة، وإذا اعتذر عن الذهاب للحج حتى 23 شعبان فيمكن الانسحاب دون تحمل أي تبعات مالية، بينما إذا كان الانسحاب من تاريخ 24 شعبان وحتى 20 رمضان فسوف يتحمل الحاج 50% من التكلفة، وأمّا الانسحاب من 21 رمضان وحتى 21 شوال فيتحمل الحاج 70% من نسبة التكلفة، بينما إذا انسحب الحاج بعد 21 شوال فصاعدًا فيتم تحمله 100% من نسبة تكلفة الرحلة، وهذا حسب ما يتفق عليه الطرفان وهما صاحب الحملة والحاج وحسب اللائحة المعروضة في النظام الإلكتروني، وسيتم فرز الطلبات إلكترونيًا حسب الشروط المعلنة ووفقا لمعايير التنافس المعلن حيث تأتي الأولويّة لأصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان مثلا، ثمّ أصحاب حج الفريضة، ثم للراغبين بتنفيذ الوصية وأخيرًا للحاج للتطوع ومن لم يحالفه الحظ سيبقى طلبه يخضع للتنافس خلال المواسم المقبلة.

ولعل العدد الذي وصل إليه الحجاج المسجلين في النظام والبالغ أكثر من عشرين ألفًا يؤكد دقة النظام وتكامله وسهولة التسجيل، كما قناعة الحجاج بموضوعية النظام الإلكتروني في فرز الطلبات، وضمان حجز مقعد للحج بالطرق القانونية تضمن أحقيته في دخول أراضي المملكة بعد حصوله على الموافقة النهائية عند الانتهاء من فرز الطلبات، وستصله الموافقة برسالة نصية (sms) وبإمكان الحاج دخول النظام لاستكمال بقيّة البيانات المطلوبة.

فبوركت الجهود المباركة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ولجميع القائمين على النظام الإلكتروني لتسجيل حجاج السلطنة، ونسأل الله أن يكلل أعمالهم بالتوفيق والسداد، وأن يوفق حجاج بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج لعام 1437 هجرية.

ودمتم ودامت عُمان بخير،،،

 saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك