المعجزة

شيخة الهنائيَّة

بعد أن شرعت في كتابة هذا المقال المختلف نوعا ما حدثت المعجزة التي ارتبطت بكتابة هذا المقال، وساق بعضهم أدلة على صدق ما سأكتب عنه في مقالي: هل لديك النية والعزم لتقرر قرارا داخليا عميقا بأن دعاءات ما -من ضمن الأدعية المتواترة عن رسولنا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم- سيكون دعاء مخلِّصا من الألم الذي يسبق كل حقنة او إجراء طبي مؤلم أو فحص دم موجع؟ حتى للأطفال الرضع الذين يحقنون من أجل التحصينات!

ساقتْ الأقدار إليَّ امرأة عجوز في التسعينيات كانت في حالة مزرية ومريضة جدا وكانت محتاجة إلى عناية فائقة. وضعت في السرير بعناية وشرعنا في عملنا الروتيني من قياس لضغط الدم وكتابة التقرير المبدئي عنها حال وصولها، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالطب. لم تكن أوردتها واضحة ألبتة، وكان من الصعوبة إيجاد الدم النافر من أوردتها. في لحظات تذكرت هذا الدعاء المخلص من الوجع والتعب والسهر، الدعاء الجميل الذي يحبه قلبي وأردده كلما واجهت أمرا كهذا، فيه غرز للحقن في جلد مريض متعب.. "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم". كررته ثلاثا، وشرعت في غرز تلك الحقنة التي تعب منها الممرضون بالأمس، والتي لم تأتِ لهم بنتيجة مرجوة، حتى أهل المريضة بالأمس كانوا حانقين.

لكنها ها هي الحقنة تسري بسلاسة ونفذت إلى الوريد بسهولة وها هو الدم المطلوب ينسكب بلا عوائق.. لم يكن هناك مشقة ألبتة في مواصلة عملنا بعد ذلك، استطعنا إعطاء الادوية في الوريد وتم الإجراء ببساطة تامة، وانتهى الأمر بفرحة عارمة من الجميع.

كانت الطبيبة في قمة السعادة وجميع الحاضرين، التفت إليها في تواضع وأخبرتها عن المعجزة السرية فيما حدث، أخبرتها عن الحديث النبوي الذي عليها تكراره ثلاثا قبل الإقدام على إجراء كهذا. كاد أن يساورها الشك، لولا أن قطعت عليها إحدى الزميلات الأمر، فقالت: "أجل، لقد حدثتني عنه سابقا حينما كنت على وشك أن أحصن طفلي تحصينا روتينيا للأطفال، قبل أن تقدم الممرضة على غرز الحقنة في فخذ طفلي، قرأت هذا الدعاء بنية صادقة. الجميع يعلم أن تلك الحقنة بالذات يُصاب الطفل بعدها بحمى ويتورم فخذ الطفل ويستمر في لبكاء ليوم ويومين. كنت قلقة، لكن بعد ذلك الدعاء لم يكن هناك سهر ولا بكاء ولا حرارة. طفلي بخير وسعيد". نظرت إليَّ بسعادة بالغة، وقالت: "شكرا لك".

الحقيقة أن تكرار الدعاء وحده ليس كافيا ليتحقق المطلوب، لكن الثقة بأن ذلك سيتحقق بإذن الله وأن تلك الثقة لابد أن تكون عمياء.. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

... إنَّ خبراتنا في الحياة وحدها لا تكفي مهما علت وتربعت سماوات النجاحات بغير الله لا ينجح شيء أبدا.

هذا الدعاء واحد من ملايين الأدعية المفيدة، ولكل عسر في الحياة دعاء تفتح به المغاليق، وعلينا أن نتحرَّى بصدق الدعاء المناسب للباب الذي ضاع مفتاحه، فالدعاء مفتاح سحري لكل قفل عجزنا عن استنشاق الهواء من خلفه.

دمتم بصحة وعافية جميعكم، وأسال الله أن يفتح عليكم جميع مغاليق الأمور، وتذكروا كل عسر يعقبه يسرين وأكثر.

تعليق عبر الفيس بوك