إقبال كبير من التجار الإثيوبيين على المنتجات العمانية بمعرض "أوبكس 2016" في أديس أبابا

المشاركون: المعرض نافذة للمنتجات العمانية إلى الأسواق الإفريقية

< فهمي الهنائي: المعرض منصة مهمة لتسويق المنتجات العُمانية في إثيوبيا

< نسيمة البلوشية: نمو الصادرات العمانية غير النفطية إلى إثيوبيا بنسبة 87%

أديس أبابا - الرُّؤية

تتواصل بقاعة ميلينيوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فعاليات معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016)، وسط إقبال كبير من التجار وأصحاب الأعمال والمستثمرين الإثيوبيين للاطلاع على منتجات أكثر من 100 شركة عمانية موجودة في المعرض تمثل قطاعات مختلفة تتمثل في الثروات الطبيعية والمعادن والمنتجات الخشبية والمُنتجات التصنيعية والأثاث والمواد الغذائية والطبية والصيدلانية والأسمدة والمُعدات البلاستيكية والمعدنية والعطور والجلديات والخدمات اللوجستية، إلى جانب عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وعدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح فهمي بن سعيد الهنائي القنصل الفخري لجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية في السلطنة، أنَّ المعرض مهم جدًّا لتسويق المنتجات العمانية حيث يساعد في توسعة انتشارها وتوزيعها ليس في إثيوبيا فقط، ولكن أيضا في الدول المجاورة، حيث إن هناك 250 مليون نسمة حول إثيوبيا في كينيا وجنوب السودان وهذه الدول غير متشبعة بالمواد الغذائية والصناعية ومواد البناء، وبإذن الله ستكون بدايتها في إثيوبيا على أن تكون محطة عبور للدول المجاورة. مشيرا الهنائي إلى أن المنتجات العمانية لها قدرة كبيرة على المنافسة وإثبات نفسها بين المنتجات الأخرى، وأضاف الهنائي: إن منتجاتنا العمانية موجودة حاليا في السوق الإثيوبية، لكنها ليست بالشكل المباشر حيث تصل عبر دول أخرى. مشيراً إلى أن أسعار منتجاتنا مناسبة وبجودة عالية مقارنة بما هو موجود.

وفيما يتعلق بلجنة الصداقة العمانية الإثيوبية، قال الهنائي بأنها ستبدأ أعمالها قريبا، آملا أن يتم رعايتها من قبل هيئات كبرى بزيادة وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، موضحا بأن ثمة جهود تبذل لإنشاء سفارة لجمهورية إثيوبيا في السلطنة.

زيادة جيدة

من جهتها، قالت نسيمة بنت يحيى البلوشية المديرة العامة لتنمية الصادرات في الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء)، إنَّ آخر الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى زيادة جيدة في الصادرات العمانية غير النفطية بين عامي 2014 و2015، حيث كانت الزيادة بنسبة 87%، وهي نتائج مشجعة تشير إلى وجود فرص واعدة للمنتجات العمانية في السوق الإثيوبية والأسواق المجاورة، وأضافت البلوشية: يأتي اختيار جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية كأول سوق إفريقي تتوجه إليه اللجنة المنظمة لمعارض أوبكس خارج منطقة أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بناء على دراسة تسويقية أعدتها "إثراء" بالتنسيق مع أحد بيوت الخبره المحليين والتي خلصت إلى تنافسية المنتجات العمانية غير النفطية ووجود فرص سانحة لها في هذا السوق، وأيضاً بعد النتائج الجيدة التي أسفرت عنها اللقاءات الثنائية التي نظمتها إثراء في أديس أبابا لعدد من الشركات العمانية في العام الماضي والتي شملت على قطاعات منها المواد الغذائية، الأثاث، المعادن والأحجار.

دعم وتوريد

وقال محمد بن سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة للخدمات اللوجستية، إنَّ التوقيع على الاتفاقية مع شركة بيكمان تأتي في إطار جهود الشركة لدعم المنتجات العمانية من خلال توريد منتجاتنا العمانية، معبرا عن سعادته بالتوقيع على الاتفاقية وما يمكن أن تمثله من جانب مهم لتسويق والترويج للمنتجات العمانية في السوق الإثيوبية. وأضاف البلوشي: نطمح من خلال هذه الاتفاقية لتسهيل تصدير المنتجات العمانية وزيادة حجم التبادل التجاري من خلال ربط حركة الشحن مع موانىء في جيبوتي لعدم وجود موانىء في إثيوبيا بما يضمن السلامة والجودة في نقل السلع والبضائع، مشيراً إلى أن الاتفاقية تتيح أيضا أمام شركاتنا الفرصة لتبادل الخبرات خاصة مع شركة بحجم بيكمان والتي تفتح مجالات أكبر وأوسع للتعاون في مجال الشحن والتصدير للقارة الإفريقية، مؤكدا أن الشركة من هذه الاتفاقية لا تنظر للسوق الإثيوبي بشكل رئيسي وإنما للأسواق الأخرى، ومبينا أن السوق الإثيوبي هو من الأسواق التي تمتلك كل فرص النجاح؛ وبالتالي فأمام المنتجات العمانية سوق واعد ومتنامي يجب استغلاله واستثماره لمصلحتنا إذا ما علمنا أن ثمة نمو سنوي يتراوح 11% مع وجود كثافة سكانية تتجاوز 100 مليون نسمة، وأشاد سخي بمستوى جودة المنتجات العمانية مشيراً إلى أنها تتمتع بمواصفات تنافسية جيدة تعزز من قدرتها على التواجد في مختلف الأسواق، وأن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها سوف تحل الكثير من تحديات التصدير لأنها تحاول أن تبحث وتضع الخطط لكل مكونات التخزين والشحن بما يسهل على المصدر وبما يعزز من تنافسية منتجاتنا العمانية، حيث أن تكلفة الشحن غالبا تشكل 35% وبالتالي نحاول أن نخفض من حجم التكلفة.

أسواق جديدة

وأكد عدد من المشاركين في معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016) على أهمية تواجدهم في مثل هذا المعرض الذي يساهم في وصول منتجاتهم إلى أسواق جديدة تختلف عن الأسواق الاعتيادية لهم، حيث قال حامد بن علي النهدي المدير العام لشركة ظفار للصناعات السمكية والغذائية أن السوق الإفريقي يعد من الأسواق الكبيرة جداً، وبحكم موقعنا في منطقة ريسوت الصناعية في محافظة ظفار وقربنا الجغرافي من هذه الأسواق، فقد كنا باستمرار منذ تأسيس المصنع نتتطلع لوصول منتجاتنا إليها عبر وضع الخطط التسويقية، ويعد هذا المعرض الذي قامت اللجنة المنظمة له بجهود كبيرة للظهور بهذه الصورة الطيبة فرصة مناسبة للتسويق عن منتجات عبر الالتقاء بالمستوردين والموزعين في السوق الإفريقي والاسواق المجاورة له، وبناء على ما أشاهده، أعتقد أن الأيام القادمة سوف تشهد حضور جيد من التجار والمستثمرين الإثيوبيين.

إقبال متميز

أما المهندس خميس العلوي المدير العام للشركة العامة للصناعات الجلدية، فيشير إلى أن المشاركة في معرض أوبكس 2016 المقام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جاءت بعد النجاح الذي حققته المشاركات السابقة للشركة في معارض أوبكس التي أقيمت في مدن خليجية، ونأمل أن نحقق النجاح أيضا من خلال مشاركاتنا في هذا المعرض، لا سيما وأن السوق الإثيوبي والأسواق المجاورة له أسواق كبيرة وواعدة بحسب الدراسات التي قامت بها الجهات المختصة في السلطنة وخرجت بمجموعة من النتائج المشجّعة، وأضاف العلوي: الإقبال في الأيام الأولى للمعرض جيد ونستطيع القول بأنه إقبال تجاري، حيث إنَّ أصحاب الشركات الذي زاروا ركن شركاتنا يبدو أنهم جادون في التعامل معنا تجارياً، ونسعى إلى التواجد في هذه الأسواق بعد أن تواجدنا سابقاً في بعض أسواق شمال إفريقيا.

وقال محمود العجمي مدير المبيعات في شركة الأحذية الواقية: إنَّ المشاركة في معرض أوبكس 2016 طيبة، وهي بشكل عام فرصة للشركات والمصانع العمانية لدخول أسواق جديدة كأسواق دول القرن الإفريقي، ويضيف العجمي: فيما يتعلق بالقطاع والنشاط الذي تعمل فيه شركة الأحذية الواقية، لاحظنا وجود بعض المصانع المشابهة هنا ولكنها لا تملك الطاقة الإنتاجية العالية التي تتناسب مع أعداد المنتسبين للجهات العسكري، وقد التقينا ببعض المسؤولين في الجيش هنا في إثيوبيا وأخبرونا بوجود نقص في توفير الأحذية في ظل وجود مصنعين فقط، فالفرص موجودة إن شاء الله مع وجود بعض التحديات مثل طريقة التعامل مع العملة والاعتماد البنكي، ونأمل أن يكون هناك اتفاق بين الحكومتين في هذا الجانب لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد بين البلدين.

في حين، أكد كرم ابراهيم البلوشي مدير الموارد البشرية في الشركة الخليجية لصناعة الأكريلك (ش.م.م)، أنَّ المشاركة في معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016) في أديس أبابا 2016 تهدف لإبراز المنتجات العمانية والتعريف بها وتسويقها في السوق الإثيوبية، لما تتمتع به هذه المنتجات من جودة وأسعار منافسة، وكذلك عدم بعد المسافة بين السلطنة وإثيوبيا، وكذلك لما تتمتع به السلطنة من مكانة خاصة في إثيوبيا، بالإضافة للمكانة التجارية لإثيوبيا في القارة الإفريقية، وأضاف البلوشي: يعد هذا المعرض نقلة نوعية من حيث إبراز المنتج العماني وإشهاره في الأسواق الخارجية، وقد شجعنا كثيراً على المشاركة والتسويق لمنتجاتنا وبالحث عن موزعين ومستوردين لها في السوق الإثيوبي بصورة خاصة، وأسواق القرن الإفريقي بصورة عامة، ونأمل أن تحقق الشركة النجاح المأمول من خلال هذه المشاركة، كما نأمل في النجاح والتوفيق لجميع المنتجات العمانية الموجودة في هذا المعرض.

الترويج للمنتج العماني

بينما اشار علي العبدواني مدير تطوير الأعمال في شركة فولتامب لمحولات الجهد العالي، إلى أن أهمية هذه المشاركة تتمثل في ضرورة دعم المنتج العماني، وفي الوقت نفسه ترويج للسلطنة ومنتجاتها ذات الجودة العالية، إضافة إلى الاستمرار في البحث عن الأسواق الجديدة، فدائما ما تبحث معارض أوبكس عن الأسواق الناشئة والجديدة وهذا ما يميزها عن بقية المعارض، وأرى أن الإقبال جيد على المعرض وأتوقع أن تشهد الأيام القادمة حضورا مكثفا، ويضيف العبدواني: نهدف من خلال المشاركة في هذا المعرض إلى التسويق والتعريف بمنتجاتنا المتنوعة مثل محولات الطاقة فئة 50 ميجا فولت أمبير و132 كيلو فولت، إضافة إلى المنتجات الأخرى للشركة مثل ألواح التحكم والترحيل، والأجهزة الذكية لفصل وتوصيل التيار الكهربائي، ونأمل من خلال هذه المشاركة تحقيق نتائج إيجابية.

وقال عبدالرحيم بن عبدالله الميمني مدير أول تسويق في شركة المها لتسويق المنتجات النفطية (ش.م.ع.ع)، تعد مثل هذه المعارض مهمة للغاية فيما يتعلق بفتح أسواق جديدة سواء أكانت إفريقية أو حتى عالمية أمام المنتجات العمانية، بحيث تستطيع الشركات العمانية من التسويق لمنتجاتها في أسواق تختلف عن الأسواق الاعتيادية التي ضمنت الانتشار فيها وبالتالي توسعة حجم الصادرات لهذه الشركات بصورة أكبر، ويضيف الميمني: نقوم من خلال مشاركتنا في هذا المعرض بالتسويق لمنتجات الشركة المتنوعة في مجال الزيوت، كالزيوت المستخدمة في السيارات والمصانع والمعدات الثقيلة والكيماويات، وحاليا نحن متواجدون في السوق المحلية ووجدنا المشاركة في هذا المعرض فرصة للوصول إلى الأسواق الإقليمية والخارجية.

وأيَّد خلفان بن سليمان الشرجي الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية المحدود للشاي "ممتاز" ما ذكره المسؤولون في الشركات العمانية حول أهمية السوق الإثيوبية وأسواق دول القرن الإفريقي للمنتجات العمانية؛ حيث يقول: نطمح من خلال مشاركتنا في معرض أوبكس 2016 لفتح أسواق جديدة تساهم في زيادة صادراتنا إلى هذا السوق الإفريقي الكبير والواعد، ويضيف الشرجي: بالنسبة للإقبال على شركتنا كان كبيرا من قبل الشخصيات والتجار المهتمين، وقد اطلعوا على منتجاتنا من الشاي والقهوة، وهناك اتصالات ولقاءات مستمرة معهم لتحديد إمكانية التعاون في ما يتعلق بتبادل الأفكار لا سيما أن شركتنا تقوم باستيراد بعض مواد الخام من هذه الدول، ولذلك يعد هذا المعرض فرصة جيدة لنا لتعزيز إمكانياتنا.

ويُذكر أنَّ هذا المعرض يعد إحدى الخطوات المهمة لترويج المنتج العُماني إلى القارة الإفريقية والعالم؛ حيث تأمل اللجنة المنظمة بالخروج بجملة من الأفكار التي تسهم في تعزيز القطاعات الصناعية وتوطيد الشراكات مع مختلف المؤسسات الإقليمية والعالمية، وتسعى اللجنة المنظمة للمعرض أن يكون له دور محوري في تحفيز حركة التبادل التجاري بين السلطنة وإثيوبيا؛ الأمر الذي سيثمر في تنمية أعمال الشركات المحلية وتوسيع تجارتها إلى مُختلف الأسواق الإقليمية والعالمية"، وتتطلع اللجنة إلى إحراز نتائج إيجابية من خلال تنظيم المعرض القادم، وتحقيق الأهداف المرجوة منه، وذلك من خلال تكثيف الجهود من قبل المشاركين، وإيجاد الرغبة الحقيقية لدخول السوق الإفريقي والمنافسة فيه بكل قوة، كما أن المعرض يسعى إلى وضع الأهداف المشتركة للحكومتين الإثيوبية والعمانية الرامية لتعميق الشراكة الشاملة، وتشجيع التعاون في مجالي الصناعة والتجارة بين البلدين، وفتح آفاق للمزيد من التعاون والتكامل بين الشركات المماثلة في سلطنة عمان وجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، وتخطط اللجنة لتنفيذ سلسلة من برامج ترويج التجارة والاستثمار، على أن يكون باكورتها منتدى أعمال والمعرض التجاري الإثيوبي العماني (أوبكس 2016) وذلك في إطار خطة السلطنة للمزيد من الانفتاح على الأسواق العالمية والتعريف بالمنتجات العمانية والرغبة في تحقيق المزيد من التعاون والتكامل التجاري والصناعي بين رجال الأعمال.

تعليق عبر الفيس بوك