افتتاح معرض المنتجات العمانية "أوبكس 2016" في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 100 شركة

شهد توقيع 3 اتفاقيات وعقد عدة لقاءات ثنائية

< السنيدي: نتطلع لفتح آفاق واسعة للعلاقات التجارية مع إثيوبيا

< يعقوب يالا: نمو مضطرد للعلاقات العمانية الإثيوبية في كافة المجالات

أديس أبابا - الرُّؤية

افتُتحتْ، صباح أمس، بقاعة ميلينيوم للمعارض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فعاليات معرض المنتجات العمانية "أوبكس 2016"، تحت رعاية معالي يعقوب يالا وزير الدولة للتجارة في جمهورية إثيوبيا، وبحضور معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، وسعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، وهلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في القطاع الحكومي ورجال القطاع الخاص من الجانبين العماني والإثيوبي. وعلى هامش افتتاح المعرض، استقبل فخامة الرئيس الإثيوبي مولاتو تيشومي معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة؛ وذلك في قصر "اليوبيل" بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.. تمَّ خلال اللقاء بحث أوجه التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وفي مقدمتها المجالات التجارية والاستثمارية وتبادل الزيارات والخبرات.

وأكد يعقوب يالا أنَّ اللجنة المنظمة لمعرض أوبكس قامت بجهود كبيرة لإخراج المعرض بهذه الصورة الجميلة.. مضيفاً: "أتقدم بالشكر لحكومة السلطنة على اختيارها لإثيوبيا لتكون الوجهة الأولى لمعرض أوبكس خارج منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن "الاقتصاد الإثيوبي يعد من أسرع الاقتصاديات نمواً في المنطقة، حيث إن متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي لإثيوبيا يبلغ 11% سنويا وهذا بفضل الجهود الكبير التي تبذلها الحكومة الإثيوبية وغرفة تجارة وصناعة إثيوبيا، وأضاف يعقوب يالا: "منذ تأسيس العلاقة الدبلوماسية الرسمية بين عمان وإثيوبيا في عام 1995، كانت كل من البلدين تتمتعان بعلاقات قوية تنمو باستمرار في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، ونأمل أن يحقق هذا المعرض المزيد من العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وأن تخرج اللقاءات الثنائية بين المستثمرين من الجانبين بنتائج إيجابية.

تطور ملموس

من جهته، أكد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة على العلاقات الاقتصادية بين السلطنة وإثيوبيا، ويتطلع الطرفان أنْ تشهد تطورا ملموسا، وأوضح معاليه أنَّ حجم التبادل التجاري بين السلطنة وإثيوبيا أقل من التوقعات؛ لذلك نحن اليوم في إثيوبيا لفتح آفاق واسعة أمام العلاقات التجارية بين البلدين مشيرا إلى أن قيمة التجارة الغير مباشرة بين البلدين لا تزيد على 80 مليون دولار فقط، وأن معرض المنتجات العمانية يعد فرصة مهمة لزيادة التصدير للمنتجات العمانية في مختلف المجالات كالمواد الغذائية والصناعات البلاستيكية والبتروكيماويات وغيرها من المنتجات التي نتطلع أن تحظى باهتمام في السوق الإفريقي والإثيوبي، وأكد معاليه على أهمية اجتماعات رجال الأعمال العمانيين والإثيوبيين التي ستعقد على هامش المعرض، مشيداً معاليه بالجهود التي بذلت لتنظيم هذا المعرض والقائمين عليه من الجهات المنظمة.

ترويج المنتج العماني

وقال سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: "فخورون جدا بعلامة أوبكس كعلامة تجارية لترويج المنتج العماني، حيث قطع مشوار جيدا وفي كل مرة يشهد تطورا وتوسعا، ومن خلاله وصل المنتج العماني إلى كثير من الأسواق المهمة بناء على دراسات وأفكار مشتركة بين المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وأضاف الكيومي بأنَّ إثيوبيا سوق واعد ونحن مهتمون بالسوق الإفريقي بشكل عام وإثيوبيا واحدة من هذه الأسواق، ونحن ملتفتون دائماً لهذه القارة الواعدة التي تحتاج الكثير من المنتجات؛ لذلك فعلى رجال الأعمال استغلال هذه الفرص، ودعا سعادته إلى فتح سفارات بين البلدين الأمر الذي سيخدم ويعزز التعاون الاقتصادي في كافة المجالات.

رعاية واهتمام

في حين أشار سعادة سولومون أفيورك رئيس غرفة التجارة بإثيوبيا، إلى أنَّ المرحلة المقبلة من العلاقات الاقتصادية فيما بين السلطنة وإثيوبيا تتطلب رعاية واهتماما أكبر يتمثل في بحث مجالات التعاون فيما بين البلدين واستثمار الفرص المتاحة خاصة في القطاعات الحيوية للوجستية والصناعية والثروة الحيوانية والزراعية، ونوه رئيس الغرفة بأهمية تنظيم المعارض المشتركة وتبادل الخبرات والزيارات فيما بين المسؤولين ورجال الأعمال بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وأشاد في كلمته بتنظيم معرض "أوبكس 2016". وقال إنَّ مثل هذا المعارض فرصة للقاء بين رجال الاعمال في كلا البلدين. مشيدا بالنمو والتطور الذي يشهده الاقتصاد العماني على كافة المستويات، ودعا رئيس غرفة تجارة إثيوبيا الجميع الاستفادة من المعرض والتعرف عن قرب للصناعات العمانية والعمل على عقد وكالات وشركات تجارية فيما بين رجال الأعمال في كلا البلدين.

معرض هام

وقال هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، إنَّ معرض المنتجات في إثيوبيا يعد من المعارض الهامة والذي يقام لأول مرة خارج نطاق دول مجلس التعاون مؤكدا أن السوق الإثيوبي يعد من الأسواق الواعدة والأكثر نموا على مستوى القارة الإفريقية آملا أن تستفيد المصانع العمانية من مشاركتها في هذا المعرض بما يفتح أيضا مجال للدخول لأسواق إفريقية جديدة. وأضاف الحسني: المعرض يحظى بمشاركة جيدة من قبل الشركات والمصانع العمانية وهو دليل على اهتمام مصانعا بالتواجد في مثل هذه المعارض الهامة التي تمثل فرصة للبحث عن أسواق جديد وواعدة، وأن تنظيم مثل هذه المعارض تسبقه دراسات حول هذه الاسواق وحاجتها من السلع والبضائع المتنوعة، مؤكداً الحسني أن الصناعيين هم شركاء معنا وبالتالي مثل هذه المعارض من شأنها رفع حجم الصادرات العمانية وهذا يعزز من قدراتها وامكانياتها ونحن مستمرون لدعمها وتشجيعها.

فرص استثمارية

وأوضح أيمن بن عبدالله الحسني نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس اللجنة المنظمة لمعارض (أوبكس)، أنَّ اللجنة المنظمة للمعرض -والتي تتكون من الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء)، وغرفة تجارة وصناعة عُمان والمُؤسسة العامة للمناطق الصناعية- تتشرف بأن تكون العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول وجهة لها في القارة الإفريقية، وذلك إيمانا من اللجنة المنظمة بأهمية هذه المدينة في القارة الإفريقية كونها من المدن الغنية جداً بالفرص، وتطمح اللجنة بأن يخرج المعرض بجملة من النتائج الإيجابية التي ستسهم في تعزيز القطاعات الصناعية وتوطيد الشراكات مع مختلف المؤسسات الإقليمية والعالمية، كما تسعى اللجنة إلى أن يكون للمعرض دور محوري في تحفيز حركة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، الأمر الذي سيثمر في تنمية أعمال الشركات المحلية وتوسيع تجارتها إلى مُختلف الأسواق الإقليمية والعالمية وبالتالي رفد اقتصاد البلدين بعوائد إيجابية مضاعفة، وأضاف الحسني: تشارك في المعرض الذي يستمر حتى 14 الجاري أكثر من 100 شركة عمانية تمثل قطاعات صناعية وتجارية مختلفة في مجال الثروات الطبيعية والمعادن والمنتجات الخشبية والمُنتجات التصنيعية والأثاث والمواد الغذائية والطبية والصيدلانية والأسمدة والمُعدات البلاستيكية والمعدنية والعطور والجلديات والخدمات اللوجستية إلى جانب مشاركة عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة. مشيرا الحسني إلى أن إثيوبيا تعد من الأسواق الرائدة والمفتوحة لتقبل المنتجات العمانية، إلى جانب أن نسبة السكان في هذه القارة الغنية بخيراتها مرتفعة جداً وتعد من القارات سريعة النمو، حيث يعد هذا المعرض إحدى الخطوات المهمة لترويج المنتج العُماني بالقارة الإفريقية والعالم. ويتوقع أن يشهد المعرض إقبالا كبيرا للمشاركة الواسعة للشركات العمانية ونظير ما يتمتع به السوق الإثيوبي من انفتاح على العديد من الأسواق العالمية وتحديدا الأسواق الإفريقية، هذا بجانب قدرة السوق على استيعاب المنتجات العمانية مستفيدا من النشاط التجاري والنمو السكاني والحركة العمرانية التي تشهدها إثيوبيا. وأكد الحسني أن اللجنة المنظمة لمعرض أوبكس أستندت في اختيارها لمدينة أديس أبابا لتكون المحطة الحالية للمعرض بناء على دراسة السوق الإثيوبية التي أوضحت وجود فرص لتصدير المنتجات العمانية لإثيوبيا، ورغبة المصدرين العمانيين في استكشاف هذه الفرص، حيث قامت (إثراء) -وهي إحدى الجهات الثلاث التي تتكون منها- بتنفيذ دراسة تسويقية في السوق الإثيوبية وتوفير معلومات شاملة عن السوق لتقديمها للمصدرين العمانيين وتحديد المستوردين للمنتجات العمانية الواعدة في السوق الإثيوبي، وأشارت الدراسة إلى أنه بالنظر إلى حجم السوق الإثيوبية وأهميتها النسبية، فإنه توجد فرص كثيرة يمكن للمصدرين العمانيين استغلالها، لا سيما وأن إثيوبيا تعد من الأسواق التى حققت نمواً اقتصادياً مطرداً خلال السنوات السابقة، إلى جانب قاعدة المستهلكين الكبيرة حيث يفوق عد سكانها الـ90 مليون نسمة.

اتفاقيات ولقاءات ثنائية

وشهد يوم الافتتاح توقيع 3 اتفاقيات تعاون بين الجانبين العماني والإثيوبي، ففي الاتفاقية الأولى وقّعت شركة المدينة اللوجستية مذكرة تفاهم مع شركة بيكما للخدمات اللوجستية والنقل؛ وذلك بهدف تقديم خدمات التخليص والشحن وتسهيل التبادل التجاري بين السلطنة وإثيوبيا؛ حيث تنص المذكرة على تقديم خدمات متخصصة في مجال التخليص والنقل، وتشمل النقل الجوي والبحري والتخليص الجمركي، وتبادل الخبرات في مجال الموانئ البرية والتوزيع؛ بما يُعزِّز العلاقات التجارية بين البلدين، وأيضا القيام باستلام الحمولات والشحنات الواردة في مستندات الشحن (البيان الجمركي وفواتير الشحن...وغيرها) عند صدورها على أساس الاستلام بواسطة الطرف الآخر، إلى جانب تقديم الإجراءات المتعلقة بالمناولة بموجب الممارسات المعتادة للتخليص والنقل ومعايير اتحاد النقل الجوي (اياتا) والمعايير الدولية للنقل البحري، إضافة إلى القيام بتسويق الخدمات التجارية للحصول على عملاء لشحن البضاعة لأصحاب الأعمال والشركات من وإلى منطقة الطرف الآخر. وقد وقع الاتفاقية محمود بن سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة اللوجستية، وبيلي تيكا بيبجنا الرئيس التنفيذي لشركة بيكما للخدمات اللوجستية والنقل. أما الاتفاقية الثانية، فتم توقيعها بين سعيد بن عبدالله الصقري الرئيس التنفيذي لشركة نوافذ 2000، والمستثمر دانييل برهان من جمهورية إثيوبيا، وذلك لإنشاء مصنع في إثيوبيا لخدمة السوق المحلي وكذلك أسواق الدول المجاورة، وكذلك جلب الخبرات للسلطنة في الجوانب المتعلقة بصناعة النوافذ وأيضا توسيع عمل الشركة التي تأسست في العام 1997 وكانت البداية بسيطة عبارة عن مواد تستعمل في صناعة النوافذ، وقد تطورت الشركة وأصبح اسمها معروفاً في السوق المحلي والخارجي، في حين كانت الاتفاقية الثالثة بين شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها ش.م.ع.ع ومجموعة المين الإثيوبية؛ وذلك بهدف توزيع واستيراد معظم أنواع الزيوت التي تقوم شركة أريج بإنتاجها في السلطنة والتركيز على العلامات التجارية المرموقة في السلطنة ودول الخليج. وقَّع الاتفاقية المهندس سالم بن ناصر البرطماني المدير التنفيذي لشركة أريج للزيوت النباتية، والمهندس كاليب دانيال المدير التنفيذي لمجموعة المين الإثيوبية. كما شهد عقد الكثير من اللقاءات الثنائية بين أصحاب الشركات العمانية المتواجدين في المعرض واصحاب الأعمال والمستثمرين الإثيوبيين، تم من خلالها بحث إمكانية الشراكة والتعاون التجاري، وفرص الاستثمار والبدء بالأعمال في البلدين الصديقين.

تعليق عبر الفيس بوك